مرت في يناير هذا ذكرى رحيل العالم الجليل الدكتور التجاني الماحي. والتجاني من الشخصيات السودانية النادرة. فهو عالم جليل في مجال الطب النفسي وصاحب مؤلف نادر عن تاريخ الطب العربي.. وقد اهدى مكتبته العامرة بكل ما هو نادر إلى جامعة الخرطوم. وقد كانت تحتوي على مجموعة من البرديات العائدة للعهود القديمة في الحضارة القديمة في وادي النيل.. ومجموعات من القطع النادرة من العملات ومخطوطات متنوعة.. والتجاني ايضاً رجل دولة، فقد كان عضواً في مجلس السيادة الذي أعقب ثورة اكتوبر 1964 ويحفظ له التاريخ موقفه في التطوع لصد العدوان الثلاثي على مصر (1956) معركة بور سعيد. وللتجاني آراء قيمة في مسيرة التاريخ الديني للعالم، وهي نظريات جديرة بإعادة قراءتها من جديد.. وقد حاول بعض منا أن يسلط الضوء على عبقرية التجاني الماحي، ونذكر منهم د. أحمد الصافي ود. عبد الله علي ابراهيم والبروفيسور قاسم عثمان نور، والأمر يحتاج منا إلى أن نيسر للأجيال الصاعدة، وللآخرين في افريقيا والوطن العربي والعالم، الاطلاع على انجازات هذا العالم الجليل وفتوحاته.. وان يلتفت القوم عندنا إلى انجازات عدد من علمائنا وأدبائنا الذين لم نحسن تقديمهم للآخرين - وربما تحضرني هنا أسماء مثل: محجوب عبيد طه - النذير دفع الله - محيي الدين محمد - صلاح الدين عثمان هاشم ....الخ. ونعتقد ان وزارات الثقافة - التعليم العالي والبحث العلمي - تنمية الموارد البشرية - الاعلام والاتصالات - ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص يمكن أن تسهم في عمل علمي مدروس. وباحترام هؤلاء العلماء يمكن لنا أن نبني مستقبلاً يليق بهذا الشعب الذي يبجل العلماء ويحتضن الأدباء والفنانين.