هذه العبارة الشعبية المأثوره طالعناها في عيون الاطفال الابرياء المتواجدين في دار رعاية الطفل اليتيم بالمايقوما التي كانت وجهتنا للوقوف على اوضاع تلك الشريحة البريئة التي يبلغ عدد افرادها (138) طفلا تتراوح اعمارهم بين عمرساعة واربع سنوات وهم شريحة تحتاج لحضن الاسرة ولحنان الوالدين واهتمامهم غير ان حظهم التعيس وواقع مجتمعهم احالهم الى ارقام لدى افراد لا علاقة لهم بهم وفي مكان لم تكن يد في اختياره ان الامومه ليست وظيفه يؤخذ مقابلها عائد مادي بل هي غريزة إلهية. اللافت في دار الطفل اليتيم هو افتقارها لدفء الاسرة برغم الجهد المادي في اعمال الصيانة للمباني وما يبذل من جهود لتشييد مستشفى داخل الدار التي يعود تاريخ تأسيسها للعام 1961م كمستشفى للامومه والطفولة تابعة لوزارة الصحة الاتحادية . وفي عام 1968م تحولت الى دار لرعاية الطفل اليتيم، ووفقا للمشرف على الدار والذي اضاف ان متوسط معدل دخول الاطفال في اليوم هو طفلان موضحا ووفقا لسجلات الدار فان زيادة دخول الاطفال تكون في اغسطس الى ديسمبر . ووفقا للدراسات وعلى حد قول مجدي عبداللطيف مدير الدار فانه لولا عمليات الاجهاض التي تخضع لها الحوامل والاطفال الذين يتم العثور عليهم متوفين لكان معدل وصول الاطفال للدار قد وصل الى الرقم عشرين طفلا في اليوم، مبينا ان شريحة الاطفال التي تسلم اليهم تتم عبر الشرطة التي تعثر عليهم في قارعة الطريق او تتركهم امهاتهم في المستشفيات او في المزابل او دورات المياه واضاف احيانا تقوم الام بتسليم ابنها بنفسها من ثم يتم اقامة الحد عليها (حد الزنى). واكد مجدي ان الاطفال يصلون الى الدار بحالة صحية سيئة ومنهم من تصل بهم الحالة الى امراض مستعصية واحيانا عاهات مستديمة، وقال ان بعضهم مصابون بشلل في الدماغ وآخرون بماء في الرأس و المؤسف جدا ان هناك طفل مصاب بمرض فقد المناعة المكتسبة (ايدز). المشاكل التي تواجه الشريحة داخل الدار تتمثل في عدم كفاية الاسر الكافلة للاطفال خاصة ان مكانهم الطبيعي في هذا العمر بين الاسره لان تواجدهم بين الابوين يوفر لهم الحنان والتوجيه وتعليم اسس النطق الصحيح، واشار مجدي الى الاثر الذي يتركه الزوار في نفوس الاطفال قائلا انه كبير جدا لان الاطفال محتاجين الى الحنان والعطف والدفء الاسري من هذه الناحيه يكون الاثر ايجابيا واحيانا يكون العكس اذ يتعلق الاطفال بالزوار فكل واحد يرى فيهم أبويها وفي نهاية حديثه للصحافة ناشد مجدي وسائل الاعلام المختلفة بالتوجيه المباشر للشباب و على ائمة المساجد لنشر الوازع الديني بين الشباب ولا ننسي دور الاسر في التربيه الصحيحه لابنائهم بالاخص الفتيات للحد من هذه الظاهره ودعا الشباب الى زيارة الدار للوقوف على الاوضاع السيئة التي يصل اليها الاطفال نتيجة خطيئة لاخذ العبره والاتعاظ لعدم تكرار هذه الصور المأساويه، آملا من المجتمع ان يتفاعل من جانب الكفاله لرعاية الأطفال لينشأوا في اجواء اسريه مفعمه بالحنان والطمأنينة مناشدا جميع الشرائح في المجتمع ببحث عن الاسباب التي ادت الى تفشي الظاهره ووجود حلول للحد منها. انتهت زيارتنا لدار رعاية الطفل اليتيم بالمايقوما وخرجنا وقلوبنا تنزف دما واعيننا مليئة بالدموع على الاطفال الابرياء الذين لا ذنب لهم بما فعله بهم أبواهم