عادت حركة المرور الطبيعية إلى الطريق الرابط بين منطقتي المجلد وأبيي بجنوب كردفان، بعد توقف استمر لأيام، بسبب الاشتباكات الأخيرة بين عناصر من قبيلتي المسيرية والدينكا نقوك أوائل الشهر المنصرم. وقال قائد الفرقة الفرقة الرابعة عشرة مشاه اللواء بشير مكي الباهي إن القوات المسلحة السودانية وضعت التحوطات الأمنية كافة للحفاظ على الاستقرار والهدوء بالمنطقة. وأصيبت حركة المرور هناك بالشلل بعد أن قطعت مجموعة، يرجح انتماؤها لقبيلة المسيرية، الطريق الرئيسي المؤدي للمنطقة شمالاً. وأدخل الحصار الذي تضربه عناصر من قبيلة المسيرية على مداخل ابيي الشمالية، أهالي المنطقة في محنة قاسية، جراء ارتفاع اسعار السلع والخدمات بشكل جنوني، مع شح المواد الاستهلاكية. ورهن قادة لقبيلة المسيرية دخول الطعام للبلدة بإبعاد الجيش الشعبي جنوبا. وتشهد منطقة ابيي ارتفاعا جنونيا في أسعار السلع الضرورية وانعداما تاما لبعضها بسبب اغلاق الطريق امام البضائع القادمة من الشمال بواسطة عناصر من قبيلة المسيرية، ووصل سعر جالون الجازولين الى 60 جنيها، بزيادة 100%، وجوال السكر 250 جنيها بارتفاع 100 جنيه، فيما اختفت بعض السلع بشكل تام من السوق مثل «الدقيق والزيت» . وقال سلطان قبيلة الدينكا نقوك كوال دينق مجوك ان البلدة تشهد هدوءًا أمنيا، لكنها تعيش تدهورا معيشيا وصفه بالخطير بسبب تمركز اعداد كبيرة من المسيرية وحشود عسكرية علي طول الطريق شمال البلدة ومنعهم البضائع من دخول المنطقة، وزاد «ما يتم امر منظم ومتفق عليه وهو يعد اهانة للدولة التي تسمح لمواطنين بقطع الطرق،» لافتا الى ان الاحوال الاقتصادية تزداد سوءا كل يوم. واوضح كوال ان الجهات الراعية لاتفاق كادقلي اجرت اتصالات مكثفة مع عدد من المسؤولين لكن لم يطرأ جديد حتى الان.من جانبه، اكد رئيس المجلس التشريعي للمنطقة، شارلس ابيي، ان العائدين تمكنوا من وصول البلدة بعد احتجاز دام لايام، مضيفا ان المشكلة الان تكمن في عدم انسياب السلع الى داخل البلدة. وكانت عشرات الناقلات التي تعمل في ترحيل مواطني جنوب السودان في الشمال إلى ولايات بحر الغزال والوحدة وإدارية أبيي قد توقفت عن مواصلة رحلاتها اضطرارياً بسب الاضطرابات الأمنية في المنطقة.