منذ توليه وزارة الثقافة الاتحادية نفض السمؤال خلف الله الغبار عن الكثير من الملفات التى اهملت خلال السنوات الماضية، واصدر العديد من القرارات التى كان ينتظرها اهل الفن والثقافة والناس عامة بداية من اعادة المهرجانات والتى كانت اماسى الخرطوم دليل على صواب رؤيته و بروفة ناجحة من حيث التنظيم والمتابعة الجماهيرية لمهرجانى الثقافة والخرطوم للموسيقى مؤخرا، ألقى السمؤال بحجر جديد فى بحيرة السكون باعلانه اعادة فتح ابواب دور الخيالة التي أغلق العديد منها لأسباب متباينة «فنية ومادية»و إنتاج أفلام وثائقية لتعود من جديد عبارة اين تسهر هذا المساء التى تؤرخ لعلاقة حميمة بين المواطن والسينما التى كانت تجذب شاشاتها الفضية الناس بماتقدم من افلام عربية واجنبية متزامنة مع دور العرض العالمية والعربية . وفى مقام السينما تطل الكثير من الذكريات و دور العرض سينما الوطنية والنيل الازرق والصافية والحلفايا والخرطوم غرب واخريات فى مدن الولايات المختلفة كانت تقدم عرضين فى اليوم الواحد، والخميس هو يوم السينما المفضل ومؤسسة الدولة للسينما التى كانت تتخذ من سينما النيل الازرق مقر اذاعة القوات المسلحة الحالى- والتى كانت تستجلب احدث وارقى الأفلام الحاصلة على جوائز الاوسكار وهى آلية لابد ان تعود وايامها كانت الخرطوم ليلا تضج بالحيوية كان ذلك قبل أن تنهار دور العرض الواحدة تلو الأخرى ويختفى بعضها من خارطة الامكنة ولايكتمل الحديث عن السينما بدون ذكر تاريخ الانتاج السينمائى فى السودان والذى يعتبر من اوائل الدول العربية والافريقية التى انتجت افلاماً بداية من آمال واحلام والحبل وعرس الزين ورحلة عيون وآخر تلك الافلام البؤساء والذى لم يكتمل لرحيل العم جاده الله جبارة. اتجاه الدولة لاح ياء دور العرض وصناعة السينما يمثل نقطة ايجابية تحتاج ارادة قوية وخطة عمل لاعادة الجمهورالى مقاعد العرض فى ظل ثورة الفضائيات والانترنت ،نتمنى ان تعود الافلام العالمية الجديدة لدور العرض وان تنحسر هيمنة الافلام الهندية التى جعلت السينما محتكرة على فئات اجتماعية معينة وغياب الاسر عن دور العرض .المعادلة تبدو صعبة بين عرض افلام حديثة ذات مضمون وشباك التذاكر وربما يحتاج الامر دعوة القطاع الخاص للاستثمار فى مجال تأسيس دورعرض جديدة فى الاماكن ذات الكثافة السكانية باطراف ولاية الخرطوم بمواصفات عالمية، فقد انتهى عصر دور السينما الصيفية غير المغلقة والتى تنطبق عليها عبارة احد الظرفاء مسطبة وحوش لانها لا تناسب طبيعة طقس السودان معظم دور العرض الحالية غير مطابقة للمواصفات باستثناء قاعة الصداقة وقصر الشباب ويجب ان يعاد تأهيلها بصورة كلية فى ظل تطور أجهزة العرض .