كثير من السلع الاستهلاكية يتم عرضها للبيع بطريقة عشوائية تؤدى الى تلفها، والسوق العربى يعتبر خير شاهد على العرض العشوائي للسلع الاستهلاكية التي تفرش على الارض في كثير من الاحيان، حيث الاتربة والجراثيم، اضافة الى اشعة الشمس التى تسلط عليها يوميا، مما يؤدى الى تلفها، خاصة أن الالبان تصنف ضمن اكثر السلع قابلية للتلوث والتلف. رئيس اللجنة الفنية لمواصفات الالبان بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس الدكتور حسن ابراهيم، تحدث عن اتجاه اللجنة لاصدار مواصفة لانتاج وتداول الالبان بالسودان. ووصف المختصون طرق ووسائل توزيع الالبان الراهنة بالمتدهورة وغير المرضية، مشددين على ضرورة تصحيح الوضع وانشاء مراكز وجمعيات تعاونية لتجميع الالبان. مجموعة من المواطنين انتقدت غياب السلطات وتجاهل الطريقة العشوائية التى تباع بها الالبان، خاصة في الاحياء الطرفية، واشادوا بخطوة الهيئة السودانية للمواصفات والتفاتها لمثل تلك الاخطاء التى من الممكن ان تعرض حياة الناس الى الخطر. المواطن مجذوب الذى ابدى ارتياحه للخطوة التى ستقوم بها الهيئة، تمنى ان ترى النور قريبا، لأن تنفيذها يضمن سلامة المواطن وعدم تعرضه الى تناول سلعة غير صالحة للاستعمال. وأبان مجذوب ان طريقة بيع اللبن بالاحياء الطرفية تتم بصورة عشوائية بواسطة عربات الكارو، وتدور بذهن المواطن مجموعة من الاسئلة عند شرائه، مثل: متى تم حلبه؟ وباية طريقة تمت عملية الحليب؟ وهل الاوانى التى يوضع فيها اللبن تم تعقيمها؟ وهل تمت اية اضافات ومركبات كيميائية لضمان عدم تخثر اللبن وبالتالي خسارة الباعة؟ كل هذه الاسئلة تحتاج الى اجابة، ولكن يبدو أن الرؤية باتت واضحة طالما الجهات المختصة اعترفت بعشوائية البيع. وقال مجذوب إنه رأى بام عينه فى ايام فصل الخريف بائعى الالبان يقومون بغسل الاوانى التى يتم فيه حفظ اللبن من برك مياه الامطار، وهذا مؤشر خطير لعدم اهتمام بائعى اللبن بالنظافة وعدم الحرص على سلامة السلعة، وفي ذلك لا مبالاة بصحة المواطنين. إن باعة الألبان تنقصهم الخبرة بطريقة الحفظ، ويجهلون اتباع الخطوات لسلامة الألبان من التلف لانها من السلع سريعة التلف، لكن رغم هذه السلبيات لا يجد المواطن بداً من الشراء، مطالبا الهيئة بأن تلقى نظرة على كثير من السلع المستهلكة التى يتم عرضها بصورة عشوائية، ضاربا المثل بالسلع التى تعرض بالاسواق المحلية والمتجولة. المواطنة عائشة صالح قالت إن الطريقة التى يباع بها اللبن غير صحية وغير حضارية، وليست مقصورة على الاحياء الطرفية فقط، بل تمتد حتى وسط احياء الخرطوم، وفى بعض الأحيان تضاف الى اللبن مياه لزيادته، مؤكدة ان كثيراً من الناس لا يشربون الحليب الذى يباع بالشوارع لأنهم لا يثقون فيه. وأضافت عائشة قائلة إنها قد لاحظت بحلة كوكو محطة لبيع اللبن معبأ في أكياس وموضوع على الارض. وقالت إنه على الرغم من العرض العشوائى الا ان الزبائن يشترون، وكذلك بالحاج يوسف محطة الكلس التى تُسمى بمحطة اللبن، إذ تجود مجموعة منهم على ظهور بكاسى يبيعون اللبن بطريقة عشوائية وغير صحية. وذكر الدكتور حسين أن حجم الانتاج بالبلاد بحوالى تسعة ملايين طن سنوياً، منها «2» مليون تباع فى مناطق نائية لأن 90% من الانتاج فى القطاع التقليدى، داعيا إلى ضرورة العمل على حصاد الالبان المنتجة فى الاماكن النائية، منتقدا الطريقة المتبعة حاليا فى توزيع الالبان بالاحياء الشعبية، اذ تعتبر طريقة عشوائية ومتدهورة، وهنالك مواصفات للالبان المصنعة وحسب العبوات، مشددا على أهمية تبريد الالبان بمجرد حلبها تفاديا للتلوث، فيما أقرَّ رئيس غرفة الالبان واتحاد الغرف الصناعية الزبير ابراهيم، بأن الوضع الراهن لانتاج وتوزيع الالبان فى كثير من جوانبه غير مرضٍ ويحتاج الى تدخلات كثيرة، خصوصا أن الألبان من السلع سريعة التلف. وأعلن عن مشروع لتطوير القطاع عبر إدخال تقنيات الحليب الآلى لضمان سلامة الألبان مع تطبيق الإجراءت المطلوبة .