في الوقت الذي كرس فيه قلة من ممتهني الصحافة الوقت والجهد للتسلق وتملق المسؤولين من أجل مكاسب شخصية على حساب أخلاق المهنة والزملاء وكافة مكارم الأخلاق تأبى الصحافة السودانية الا ان ترفض هذا الواقع المؤسف وتثبت للسلطة ورجالها ان بلاط صاحبة الجلالة يعج بالأمراء والحاملين للواء الاوطان ونهضتها ووحدتها القابضين على جمر القضية . ورغم ان الوسط الصحافي الرياضي يعج بالتناقضات والازمات الا ان الصحافي الامدرماني المخضرم ميرغني محمد حسن يعتبر من ابرز الصحافيين الرياضيين وسفراء المهنة في المملكة العربية السعودية ، ورغم البعاد كما يقول شعراء ام درمان ظل الاخ ميرغني يحمل هموم السودان ولم ينسَ حق بلاده عليه فكتب عام 2006 مقترحاً جميلاً عنونه للسيد رئيس الجمهورية والسيد النائب الاول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب يقترح عليهما فيه إستضافة السودان حكومة وشعباً لبطولة الامم الافريقية للمحليين وقد حدد ميرغني في مقترحه ذاك ان يكون العام 2012 هو عام الاستضافة . ما شد انتباهي في ذلك المقترح الذي قدم قبل اكثر من خمسة اعوام انه رسم ملامح الفترة التي تعيشها البلاد اليوم وقدم حلولاً مدهشة كان يمكن تطبيقها فقد كان في الوقت متسع ولكن للأسف الشديد تأخر تنفيذ بعض جوانب المقترح حتى جاءت مرحلة الاستفتاء رغم ان العشم كان ان يتم تنفيذ الجوانب الاساسية من المقترح المتمثلة في إنشاء وتشييد اربعة استادات لكرة القدم اثنان في جنوب السودان والآخران في شمال السودان او توزيع المسألة على اقاليم البلاد الاربعة . نعم كان مقترحاً جميلاً يلامس وجدان الجماهير الرياضية في كافة انحاء القطر بمختلف اثنياتهم وثقافاتهم وميولهم السياسية والفكرية ، لقد كان مقترحاً وحدوياً من الدرجة الاولى يتجاوز كل إشكالات السياسة ويقفز نحو المستقبل العريض الذي تصبو له النفوس ويستحق الاستاذ ميرغني عليه التكريم من رئاسة الجمهورية ومنحه وسام ابن السودان البار لأنه حمل هموم البلد قبل ان تتفاقم ازمة التقسيم ورأى بعين زرقاء اليمامة ما عميت عنه عيون السياسيين . ان الناس لا تتباكى على ماضاع ولكن ماتبقى من المقترح يمكن تطبيقه في ما تبقى من السودان ويمكن للبلاد ان تحصد مكاسب عديدة سياسية واقتصادية من إستضافة بطولة الامم الافريقية فقد اوضح ميرغني في مقترحه ذاك كافة المنافع التي يمكن ان تتحقق للسودان عبر الاستضافة فلماذا لا يتم نفض الغبار عن المقترح خاصة وتشييد الاستادات استعداداً للعام القادم اذا كنا فعلياً سنستضيف الفكرة في نسختها الثانية عبر تنظيم البلاد بعد ايام لبطولة ( اورانج )..على العموم المقترح والمشروع موجود لدى وزارة الشباب والرياضة ورئاسة الجمهورية اخذت العلم واجازته منذ فترة والصحافي الامدرماني النبيل يتابع عن كثب وهو راضي وفرح ومسرور رغم ان البلاد والجهات المختصة لم تكرمه حتى الآن ..فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟