أكد الرئيس عمر البشير، استعداد السودان للتعاون مع أية جهة صادقة تهدف إلى تحقيق وتعزيز السلام في البلاد، وجدد التزامه بقبول نتائج الاستفتاء، وان يكون اول المعترفين بالدولة الجديدة ومد جسور التواصل والتعاون الكامل معها، بينما دعا رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت ، الاتحاد الافريقي وبشكل اوسع الاسرة الدولية الى المصادقة على فوز ال»نعم» الساحق في الاستفتاء. وقال البشير في كلمته أمام اجتماع رفيع المستوى حول السودان والصومال، شارك فيه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وقادة منظمة ايقاد بأديس ابابا امس، إن الاجتماع بشأن السودان يأتي في ظرف تاريخي تتابع فيه القارة الأفريقية والعالم بأسره انجاز أخر مستحقات اتفاقية السلام الشامل والمتمثل في إجراء الاستفتاء على مصير جنوب السودان ، مشيرا إلى ان إعلان مفوضية الاستفتاء اكد خيار الانفصال بنسبة كبيرة، وأضاف أن الحكومة دخلت في مفاوضات مع الحركة الشعبية بقيادة زعيمها الراحل جون قرنق، وكان هدفها الاستراتيجي هو الوصول إلى حل سلمي يوقف الحرب ويجنب البلاد ويلات الخراب والدمار رغم إدراكها التام بأن تحقيق هذا الهدف قد يؤدي الى المخاطرة بوحدة الوطن، وقال إن نجاح المرحلة المفصلية من تاريخ السودان جاء لالتزام شريكي الاتفاقية خلال الست سنوات الماضية بنصوصها وحرصهما على تحقيق السلام الشامل والمستدام، مشيرا إلى محاولات البعض التشكيك في التزام الحكومة السودانية بالوفاء باستحقاقات اتفاقية السلام الشامل خاصة إجراء الاستفتاء والقبول بنتائجه. وقال البشير انه قطع العهد للجنوبيين عندما زار جوبا عشية الاستفتاء، باحترام رغبتهم أيا كانت وحدة او انفصالا بالرغم من أننا كنا نتمنى أن تكون الوحدة هي الخيار الأفضل لإخواننا بجنوب السودان،وأكد أن الانفصال أصبح امراً واقعا، مجدداً التزامه بقبول نتائج الاستفتاء ،وقال «سنكون أول من يعترف بالدولة التي تولد من رحم بلادنا وسنمد لهم جسور التواصل والتعاون الكامل»، وذلك من خلال التوصل إلى تفاهمات وترتيبات مشتركة للتعاون الوثيق بين دولتين شقيقتين متجاورتين تمثلان بوتقة انصهار للشعوب الأفريقية لتنوع ثقافاتها ومعتقداتها. من جهته ، دعا رئيس حكومة الجنوب، سلفاكير ميارديت ، الاتحاد الافريقي وبشكل اوسع الاسرة الدولية الى المصادقة على فوز ال»نعم» الساحق في الاستفتاء. وقال سلفاكير في ذات الاجتماع ،ان هذه النتائج «اظهرت بوضوح ان غالبية ساحقة من الناخبين ايدت خيار الانفصال»،واضاف في الخطاب الذي القاه امام قادة منظمة (ايقاد) وشارك في رئاسته الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بحضور الرئيس عمر البشير ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ «سننتظر بالطبع تطبيق اتفاق السلام الشامل حتى انتهائه في يوليو، لكننا ننتظر تأكيد الاسرة الدولية لهذه النتائج بدءا بهذه المنظمة المحترمة». وأكد سلفاكير ان حكومته تبحث عن آفاق تعاون ارحب مع الشمال في الاشهر القادمة، مبيناً أن قيام علاقة عميقة بين شمال السودان وجنوبه وحده كفيل بتحقيق الاهداف المشتركة، وجدد التزام حكومة الجنوب بحقوق المسيرية والرحل في المياه والرعي، وأن قادة المسيرية والرحل عليهم ان يدركوا انه على الرغم من التحديات حول القضية فإن هذه الحقوق محفوظة.