من الواضح ان الحديث عن الاخفاقات في الصحة لن ينتهي لأن التجاوزات بدورها ماتزال مستمرة وتأخذ قوة الدفع من اللامبالاة الواضحة من قبل متخذي القرار تجاه ما يجري في القطاع الصحي ، وإذا كان لزاماً على الصحافة ان تكتب كل يوم عن الصحة من أجل ان ينتبه القائمون على الامر فسوف تقوم الصحافة بدورها كاملاً في تبيين الحقائق وكشف مكامن الخلل وليظن الظانون ما يشاءون من ظنون تارة بالقول اننا نستهدف أشخاصاً بعينهم وتارة بالبهتان وإفتراء الأكاذيب، ولكن ومع ذلك فإن ما نكتبه هو الحقائق المجردة المدعومة بالإستخبار الصحافي والتقصي ولذلك لن تستطيع اي جهة دحضه بل بالعكس هم يعمدون الى تجاهله بالصمت المطبق حيال ما يجري . لقد كتبنا من قبل عن التجاوزات في تشييد مجمع عمليات مستشفى الخرطوم وتساءلنا عن من يقف وراء تبديد مبالغ ضخمة من مال الشعب السوداني في تشييد بناء لا يقوم على اسس غير سليمة وتم تسليمه من الشركة المنفذة لإدارة المستشفى دون لجنة ، إنها ذات السيناريوهات التي دارت من قبل حينما إنهارت مباني جامعة الرباط في الحادثة المشهورة التي لم تنمحي من ذاكرة الشعب ، واليوم يتكرر ذات السيناريو في مستشفى بحري بعد ان وقفنا على البناء الجديد المسمى المجمع الجراحي لمستشفى بحري . وهذا البناء لفائدة الرأي العام تم تسليمه للجهة المنفذة بحسب عقد مبرم على ان يقوم على خمسة طوابق بالتمام والكمال بيد ان وزارة الصحة دعت الاسبوع الماضي الى حفل افتتاح المجمع ليكتشف الناس انه يتكون من اربعة طوابق فقط في اول خرق للعقد المبرم بين وزارة الصحة والشركة المنفذة ثم استمرت الاخفاقات ليكتشف المغرر بهم ان المجمع المفترض ان يكون مجمعاً للعمليات اي بمعنى ان ينقل اليه المرضى لتجري لهم مختلف العمليات ..هذا المجمع بطوابقه المنقوصة لا يحتوي على مصعد ( أصانصير ) لنقل المرضى الى غرف العمليات ومن غير المعروف حتى الآن ما إذا كان ذوو المرضى سينقلون مرضاهم الى طوابق المجمع عبر طريقة ( طب العصب ) أم يرفعونهم عبر ( دلو ) على هيئة ( قفة ) حتى يتسنى لهم تلقي الخدمة والنزول بذات الطريقة !!!. ليس هذا فحسب فالمبنى الذي بلغت كلفة تشييده بمليارات الجنيهات تم استلامه من الجهات المختصة رغم العيوب الجسيمة المتمثلة في عدم وجود تكييف مناسب لغرف العمليات وعدم وجود إنعاش وعدم وجود ( اكسجين وجنريتر مركزي ) بالإضافة الى وجود أسقف مستعارة من النوع الخفيف ( الفلين ) المعرض للسقوط لأي أسباب بحيث ينعدم الأمان أثناء إجراء العمليات ويتم تعريض حياة المرضى للخطر والتشويش على الفرق الطبية التي تجري العمليات بالإضافة الى عمليات توصيل الكهرباء شابتها عيوب فنية مزعجة وكذلك الحمامات. المهم نريد ان ننبه الى استمرار اخفاقات الصحة من دون خوف من عاقبة ( وللحديث بقية ).