رفضت الحكومة بشدة، اتهامات أطلقتها مندوبة الولاياتالمتحدة الاميركية بالاممالمتحدة، سوزان رايس، بأن الخرطوم تنتهك «بلا مبالاة» عقوبات الاممالمتحدة ،التي تهدف لتقييد تدفق الاسلحة وكبح العنف في اقليم دارفور، وصوبت انتقادات قاسية لرايس، واعتبرتها « تسبح ضد تيار الموضوعية والفكر السليم». وقالت السفيرة الامريكية، للصحفيين يوم الخميس عقب اجتماع مغلق لمجلس الامن الدولي أمس الأول، «نعرف ان الاسلحة تستمر في التدفق على دارفور وان اعمال العنف الجنسي مستمرة بلا هوادة وبلا عقاب، وان طلعات الطائرات العسكرية والاعمال الهجومية مستمرة». وأضافت رايس «عدم الاكتراث الصارخ بارادة المجلس يقوض الاستقرار بدلا من ان يعززه وهو ما كان هدف نظام «العقوبات» في المقام الاول»، وانتقدت ايضا بعض اعضاء مجلس الامن لتقاعسهم عن تنفيذ أي من التوصيات التي قدمتها لجنة خبراء تابعة للامم المتحدة بهدف تحسين التقيد بالحظر. وقالت للجنة، ان جماعات في جميع اطراف الصراع مذنبة، وان الهجمات على سكان دارفور مستمرة، وتابعت «نشعر بخيبة أمل عميقة لفشل اللجنة في الوصول الى اجماع حتى بشأن توصية واحدة من هذه التوصيات» لانهاء «الانتهاك بلا مبالاة لنظام العقوبات هذا». لكن مندوب السودان بالاممالمتحدة عبد المحمود عبدالحليم، صوب انتقادات لاذعة للمندوبة الامريكية بشأن اتهاماتها للسودان ودعوتها للمجلس لاتخاذ قرارات ضد السودان. وقال ل«الصحافة»، ان رايس لاتزال تسبح ضد تيار الموضوعية والفكر السليم، ولا تعلم ان الاوضاع قد تغيرت ، وان السلام يكتسب زخما في الدوحة لبداية المفاوضات، كما تغيرت الاوضاع الانسانية والامنية في دارفور. ودعا عبدالمحمود ، رايس ان تسعي وتدعم السلام والمشاورات الجارية في الدوحة، بدلا من ان تحلم بتصوراتها الكارثية لجهة ما يسمي بلجنة العقوبات، كما انتقد المندوبة الامريكية لعدم معرفتها للاوضاع بالسودان ودارفور، وعدم مصداقيتها. وزاد «يبدو انها لا تعلم ، لكن عليها ان تعلم ان الاوضاع تغيرت في المنطقة ، وعليها ان كانت لها مصداقية ان تدعم جهود مسارات السلام بدارفور والدوحه وان تسعي لمعرفة ما يحدث». من جهتها رأت وزارة الخارجية ، أن تصريحات رأيس بعيدة كل البعد عن توافق الآراء داخل مجلس الأمن تجاه السودان، وعن جهود التواصل التي تنتهجها أطراف موضوعية داخل الادارة الأمريكية نفسها، والتي تهتم بدعم السلام الماضي الآن في دارفور، ومعالجة جذور الأزمة في الاقليم. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية معاوية عثمان خالد ، ان تصريحات رايس جاءت عقب انعقاد لجنة العقوبات والخاصة بمجلس الأمن الدولي، والتي تتطرق لمناطق النزاعات حول العالم، كانت مخصصة للنظر في أمر ثلاث دول أخرى لم يكن من بينها السودان، وكانت مجرد جلسة للاحاطة الاجرائية، الا ان المندوبة الأمريكية طلبت ادراج اسم السودان في باب موضوعات أخرى ضمن أعمال اللجنة حتى تتمكن من تصويب سهامها تجاه السودان. واضاف خالد ، ان تصريحات رايس المضللة تكرس لعدائها المتصل للحكومة السودانية، مبينا انها شخصية قاصرة النظر لم يسعفها حرصها المصطنع على أمر دارفور من أن تشيد بخطوات السلام التي تمت حتى الآن، ولا بالاتفاق الاطاري الذي وقع مع حركة العدل والمساواة، الذي اشاد به كل العالم الا سوزان رايس. وأضاف ، انه فات على رايس كذلك أن القتال الذي دار في جبل مرة كان صراعا داخل فصيل متمرد لا دخل للحكومة السودانية به البتة، وكان أجدر بالمندوبة الأمريكية أن تقتصر جهودها على دفع هذا الفصيل للحاق بركب السلام الذي تنتظم صفوفه الآن بالدوحة. وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية ، ان رايس وفي غمرة ضغائنها الشخصية فاتها ان تدرك أن أمر السلاح في دارفور لن تحسمه لجان العقوبات بقدر ما تحسمه اتفاقية سلام شامل ومستدام يعمل المخصلون على اتمامه وتوطيد أركانه في دارفور من خلال عملية السلام الجارية الآن بالدوحة.