رفض السودان لإتهام إدارة أوباما له بانتهاك عقوبات الأممالمتحدة المعنية بتقييد تدفق الأسلحة وكبح العنف في دارفور جاءعلى خلفية محاولة خبيثة لمندوبة واشنطون في الأممالمتحدة سوزان رايس المعروفة بمواقفها العدائية تجاه السودان إقحام السودان رغم أنه غير معني بالإحاطة في المجلس المطروحة في جلسته نهاية الأسبوع حتى يتسنى لها تصويب سهام النقد تجاه السودان متهمة إياه بأنه مازال مستمراً في إقتناء الأسلحة التي يستخدمها في دارفور. ---- وأن أعمال عنف حسب قولها ما زالت مستمرة بلا هوادة أو عقاب بل زادت على ذلك بأن طلقات الطائرات العسكرية والأعمال الهجومية مستمرة دون إكتراث من مجلس الأمن مما يؤدي وفق قولها الى تقويض الاستقرار في الإقليم غير أن مندوب السودان في الأممالمتحدة د. عبد المحمود عبد الحليم في حديثه ل «الرأي العام» قال إن رايس تسبح ضد تيار الموضوعية والفكر السليم ونصحها بإبداء الأسف على الضحايا الذين يموتون يومياً في إفغانستان دون أن يتحدث عنهم أحد. والمتتبع للمندوبة الحالية للولايات المتحدة في مجلس الأمن سوزان رايس يلاحظ وبوضوح شديد أنها ظلت وفي كل المواقع التي تقلدتها في الإدارات الأمريكية السابقة والحالية تكنُّ عداءً غير مخفي للسودان وعلى وجه الدقة النظام القائم الآن «الإنقاذ» وبدأ عداؤها منذ أن تولت ذات المنصب في عهد حكومة كلنتون ثم عملت مستشاراً خاصاً للشؤون الإفريقية ومساعدة لوزيرة الخارجية الأمريكية حينها مادلين أولبرايت وظلت رايس تمارس سياسة العداء وعدم الإرتياح للسودان وكانت وبمساندة بعض المتشددين وأبرزهم بندر قاست قد تمكنت من حمل الإدارة الأمريكية على فرض عقوبات إقتصادية في العام 7991 وعملت رايس أيضاً على إجهاض خطة أحد السفراء الأمريكيين الذين عارضوا إغلاق السفارة الأمريكية في الخرطوم بدعاوى أمنية ونجحت في إقناع الخارجية الأمريكية بإغلاق السفارة وترحيل الدبلوماسيين في أواخر التسعينات وعندما فشلت السياسة الأمريكية تجاه السودان عن طريق تأليب جيرانه اقترحت رايس على السودان استضافة واشنطون محادثات سلام بين الحكومة والحركة الشعبية لكن د. مصطفى عثمان اسماعيل وزير الخارجية السابق رفض المقترح معللاً ذلك بأن السودان لا يمكن أن يرهن أهم قضية له لجهة غير محايدة ووقفت رايس في عهد كلينتون ضد ترشيح السودان كممثل غير دائم لإفريقيا في مجلس الأمن ومارست إبان عهد كلينتون سياسة العزل والإقصاء الدبلوماسي الدولي وأظهرت حينها إنحيازاً ظاهراً للحركة الشعبية ورئيسها الراحل جون قرنق وتشير رواية شبيهة مؤكدة أن رايس في إحدى زياراتها غير المعلنة لجنوب السودان تم تعميدها سلطاناً للدينكا بواسطة نساء القبيلة. ويشير ناشطون في مسار ملف العلاقات السودانية الأمريكية أن السودان شن هجوماً عنيفاً على إدارة كلينتون السابقة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وعلى رأسهم رايس لرفضها التعاون في مكافحة الإرهاب وإنه كان بالإمكان إفشال الهجمات لو أنه تم التعاون مما اضطر رايس للدفاع عن نفسها حينها بقولها إن السودان لم يكن متعاوناً لكن السفير الأمريكي ثيموني كارني دافع لصالح السودان متهماً رايس بتضليل متخذي القرار في الإدارة الأمريكية. ويصف مراقبون عداء رايس المتزوجة من يهودي أمريكي بالشخصي وهي صديقة للحركة الشعبية وقائدها الراحل جون قرنق حيث واصلت ذات التوجه العدائي طيلة الفترةالتي تولى فيها بوش الابن الإدارة الأمريكية وكانت تعمل ناشطة في معهد بروكلن لإدارة سياسة عدائية ضد السوادن دعمت من خلالها تحالف إنقاذ دارفور واقترحت فرض منطقة حظر عسكرية وحظر للطيران في الإقليم بجانب فرض حظر بحري لمنع تصدير النفط، واستصحبت رايس توجهها العدائي للسودان بعد انتقالها مستشارة للسؤون الخارجية لحملة أوباما الخارجية. وعند ما تم تعيينها مندوبة للولايات المتحدةبالأممالمتحدة واصلت مواقفها في ممارسة الضغط على السودان في تكوين محور معادي داخل الإدارة الأمريكيةالجديدة مستغلة علاقاتها القديمة إبان فترة إدارة كلينتون مع سياسيين نافذين لتبني سياسات معادية من أجل إضعاف توجهات المبعوث الأمريكي للسلام اسكود غرايشن المعروف بمواقفه المعتدلة وهو جنرال عسكري يسعى لحل المشكلات مع السودان عبر الطرق الدبلوماسية. هذه التوجهات المختلفة جعلت إدارة أوباما تنقسم الى اثنين بشأن التعامل مع السودان، توجهات معتدلة يقودها غرايشن وأخرى متشددة يقودها اللوبي المعادي وعلى رأسه سوزان رايس هذا الصراع الساخن الخفي داخل إدارة أوباما برأي مراقبين حسم مؤخراً بتبني الإدارة الأمريكية لإستراتيجية للتعامل الخارجي مع السودان انتصرت فيها التوجهات المعتدلة لغرايشن القائمة على أهمية تبني نهج الحوار والتعاون الدبلوماسي مع السودان. السفير عبد الوهاب الصاوي نائب مدير الإدارة السياسية برئاسة الجمهورية رغم إقراره بأن الموقف العدائي لرايس واللوبي المساند للسودان معروف إلا أنه استغرب ارتفاع صوت رايس في الوقت الراهن وإتهامها للسودان بشحن الأسلحة لدارفور في ظل انتظام عملية سلام في دارفور وفي أعقاب توقيع اتفاق إطاري تاريخي مع حركة العدل والمساواة وجد الترحيب من كل الدول عدا واشنطون. ويرى أن رايس مثل العصا في إستراتيجية أوباما الخارجية للسودان على الرغم من تأكيده من أن الجزرة ما زالت مخفية وهي أي (الجزرة والعصا) تمثل تبادلاً للأدوار داخل الإدارة الأمريكية بشأن تعاطيها مع الشأن السوداني. ولكن معنيين بتوجه رايس العدائي للسودان يرون أن زنجيتها تضع على عاتقها مسؤولية مقاومة ما تعتبره استعماراً من الشمال للجنوب. وهي تقود حالياً خطاً مناهضاً لتوجهات غرايشن وتسعى بقوة لإفشال تلك التوجهات. إن الأجندة المتطرفة ألقت بظلالها الشهر الماضي عندما انفض مجلس الأمن القومي الأمريكي قبل اكتمال اجتماعه بسبب خلافه على تقييم النصف الأول من الفترة التي حددتها الإستراتيجية للسودان كما أن تحركات وتصريحات المندوبة الأمريكية الأخيرة تعبير عن الخط المتشدد داخل الإدارة الأمريكية الذي يكرس لحصار السودان ومنع إجراء التصالحات والتسويات السلمية بدارفور. وعلى كل فستكشف التطورات السياسية القادمة أية لغة سترجح كف غرايشن ذات التوجه المعتدل المتوازن مع السودان أم أن الصقور والتيار المعادي بقيادة سوزان رايس ستكون له الغلبة داخل الإدارة الأمريكية ومنعها من اتخاذ أية خطوة إيجابية لتطبيع العلاقات مع الخرطوم.