ظل تعليم البنات أحد العوامل الأساسية التي أقعدت السودان وحبسته عن السير قدماً على طريق التقدم والنهضة وتبدو الصورة السالبة اكثر وضوحا في شرق السودان اذ ان تعليم البنات ظل متواضعا لأسباب اجتماعية وثقافية واقتصادية. العقود القليلة السابقة شهدت تقدماً ملحوظاً بفضل تضافر جهود المجتمع والدولة وبحسب الاحصائيات في ولايات الشرق الثلاث نجد أن نسبة تعليم البنات قد وصلت الى نسبة «70%» في القضارف و«50%» في ولاية كسلا وفي البحر الأحمر بلغت «40%» وبالعودة الى الأزمنة السابقة نجد ان ارتباط أهل الشرق بالتعليم الديني خاصة في محلية همشكوريب قلعة القرآن ساعد على ذلك العادات والتقاليد لدي قبائل البجا التي ترفض تعليم البنات قطعاً ما ادي الي بروز كثير من العادات السالبة والضارة في المجتمع مثل زواج البنات مبكراً وتفشي الأمية والفقر . يقول المواطن أونور ان الجهود التي بذلتها المحلية في التوسع للتعليم وبرامج التوعية للأسر ساعدت كثيراً في الانفتاح لتعليم البنات ، ويري اونور ان الاهمال الذي طال المحلية في السابق وعدم وجود مدارس والافتقار للطرق والبنيات التحتية كلها دفعت الاسر للاحجام عن دفع أبنائهم للتعليم . وطالب أونور حكومة الولاية باقامة عدد من مدارس تعليم الكبار ومحو الأمية حتى يلتحق بها الذين فاتهم قطار التعليم . وثمن اونور أدوار الشيخ علي بيتاي في نشر التعليم الديني والقرآن ما أسهم في نجاح التعليم وحقق العديد من المكاسب الاكاديمية والسياسية خاصة مع دول الجوار . من جهته أكد أحمد محمد بيتاي معتمد همشكوريب انفاذ عدد من البرامج التنموية والمشاريع الخدمية في ظل اهتمام حكومة الولاية ورئيس الجمهورية بالمحلية حيث شهدت المحلية افتتاح ثلاث مدارس أساس وأول مدرسة ثانوية للبنات بجانب مركز اجتماعي وآخر نسائي وخلوة أم الفقرا لتعليم النساء ، وقال ان تمسك قبائل البجا اسهم في الحد من تعليم البنات، مشيراً الى انفاذ عدد من البرامج الارشادية ، ووضع عدد من القوانين لالزام الأسر بتعليم البنات. ومن جانبه ذكر محمد فقيه ان المحلية قامت بتسجيل «450» طالبة في الوقت الذي يوجد فيه أكثر من ألف طالبة خارج مؤسسات التعليم ما يؤكد ارتفاع نسبة الفاقد التربوي بجانب تخريج «1952» طالبة من حفظة القرآن على يد الشيخ علي بيتاي. من جهته، أكد وزير التربية والتعليم بولاية كسلا ونائب الوالي شكوريب علي العوض التزام وزارته بالتوسع في التعليم الثانوي عامة والبنات خاصة بعد أن تم افتتاح عدد من مدارس البنات بهمشكوريب وكركون بجانب تعيين ألف معلم في المرحلة الثانوية والأساس لسد النقص وتوفير الاجلاس والكتاب المدرسي الذي تم توفيره بنسبة «90%» بمعدل مقعد وكتاب لكل تلميذ. وأبان العوض اكمال النقص التحويلي في الاجلاس ليرتفع الى نسبة «100%» في المرحلة القادمة ، وكشف عن خطة موضوعة في مجال التدريب والتعيين لعدد «650» معلما في العام الحالي والقادم بالدورات الأساسية والمتخصصة ومعلمي الصف . دكتور محمد المعتصم أحمد موسى أستاذ المناهج التربوية بالجامعات السودانية شدد على ضرورة فرض تعليم البنات وأهميته لأنه يشكل أحد أهداف الألفية الثالثة التي تؤكد على أهمية مساواة فرص الجنسين بالتعليم كمدخل لتحقيق الهدف الأهم لمكافحة الفقر، وأشار المعتصم الى أن تعليم البنات يعتبر ذا أهمية قصوى لأنه يقود المجتمع الى واقع أفضل، وامتدح دور خلاوى همشكوريب في زيادة تعليم البنات خاصة في منطقتي تلكوك وهمشكوريب على يد الشيخ علي بيتاي وأبنائه الذين حققوا نقلة نوعية في تطوير تعليم البنات الا أنه عاد وأكد على ضرورة التعليم الرسمي للبنات لمستقبل وواقع أفضل لولايات الشرق الثلاث التي تأخرت كثيراً من انعدام التعليم رغم مجاهدات جامعات الشرق وانفتاحها على المجتمع.