استبعد رئيس الوزراء المصري أحمد شفيق أمس، ان ينقل الرئيس حسني مبارك سلطاته الي عمر سليمان نائبه المعين حديثا. ودعت الولاياتالمتحدة الي انتقال منظم للسلطة في مصر الان بعد ان خرج الملايين من المتظاهرين في احتجاجات واسعة في القاهرة ومدن مصرية اخرى مطالبين مبارك بالاستقالة. ونقلت قناة العربية عن شفيق قوله «نحتاج الي الرئيس لاسباب تشريعية». وأدى عشرات الالاف من المصريين صلاة الجمعة بميدان التحرير في ،رافعين الدعاء من أجل نهاية فورية لحكم الرئيس مبارك ،املين أن ينضم اليهم مليون شخص اخرين فيما يصفوه «بجمعة الرحيل». وهتف المصلون «أخرج .. أخرج» بعد الصلاة التي استمعوا خلالها الى الامام يثني على «ثورة الشباب»،وفي الوقت نفسه تواصل الولاياتالمتحدة حليفة مبارك (82 عاما) محاولات من وراء الستار حتى يسلم السلطة. وساد مناخ احتفالي في ميدان التحرير ، وتولى جنود الجيش حفظ النظام وزار المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع المكان وتبادل الحديث مع جنوده. وهتف المحتجون «النهارده اخر يوم» بينما كانت أغنيات شعبية تعلو من مكبرات الصوت منها «مصر اليوم في عيد» وطافت طائرات هليكوبتر عسكرية في الجو فوق الميدان ووقفت سيارات الاسعاف على مقربة. وحمل محتجون لافتة كتبت بالانجليزية بثتها شبكات التلفزيون الفضائية تقول «انتهت اللعبة». وانتشرت قوات الجيش بأعداد أكبر مما شهدته الايام الماضية ووضعت أسلاكا شائكة بعرض بعض الشوارع ونصبت نقاطا للتفتيش لابطاء قدرة الناس على الوصول الى الميدان. وتمسك قادة المحتجين بالامل في خروج مليون شخص الى الشوارع بعد انتهاء صلاة الجمعة في المساجد بأنحاء مصر. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين ودبلوماسيين عرب قولهم ان واشنطن تناقش خطة ليسلم مبارك السلطة لحكومة انتقالية برئاسة عمر سليمان نائب الرئيس وبمساندة الجيش المصري. لكن الصحيفة نقلت أيضا عن مسؤول مصري كبير قوله ان الدستور لا يسمح بذلك. واستطرد «هذا ردي الفني اما ردي السياسي فهو أن عليهم أن يهتموا بشؤونهم الخاصة.» وقال عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية ، انه يعتقد أن مبارك سيبقى حتى موعد انتخابات الرئاسة في سبتمبر، لكنه أضاف في حذر أن ثمة أمور غير عادية تجري وثمة فوضى وأن مبارك ربما يتخذ قرارا مختلفا. وقال موسى الذي اعتبره البعض مرشحا محتملا للرئاسة في تصريحات انه ربما يفكر في ترشيح نفسه. وبرزت ليل أمس بوادر انفراجة في الأزمة السياسية المحتدمة في مصر منذ 25 يناير الماضي ، حيث خرج الدكتور وحيد عبد المجيد مستشار مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية وعضو لجنة الحكماء بتصريحات أكد خلالها أنه تم بلورة حل من شأنه أن ينهي الاحتجاجات موضحا أن الحل يرضي كافة الأطراف و يضمن خروج الرئيس مبارك بشكل مشرف من جهة ويمنع أي قوى سياسية من سرقة ثورة شباب 25 يناير من جهة أخرى . وذكر أن الحل يقوم أساسا على المادة «139 « من الدستور حيث يقوم الرئيس مبارك بنقل صلاحياته لنائبه عمر سليمان ويبقى حتى نهاية مدته أو بمعنى آخر ، فإن الرئيس مبارك سيبقى في منصبه حتى نهاية مدته ، إلا أن القرار سيكون لنائبه عمر سليمان . وأضاف وحيد أن الحل يقوم أيضا على تعهد جماعة الإخوان المسلمين بعدم تقديم أي مرشح لانتخابات الرئاسة المقبلة ، مشيرا إلى أن الجماعة أبدت تجاوبا مع هذا الاقتراح وأصدرت بيانا أكدت خلاله أنها تعمل في خدمة الشعب ولا تسعى لمناصب سياسية.