قابلت الاوساط المهتمة خبر اعلان حكومة الخرطوم عن تشكيل لجنة على مستوىً عالٍ لتقديم مقترح يحدد أفضل السبل لإعادة هيكلة وزارات وهياكل ومحليات ومؤسسات وهيئات وشركات حكومة ولاية الخرطوم ، قابلت الاوساط هذه الخطوة بإرتياح كبير خاصة وأن حكومة الولاية بدت في هيئتها الحالية مثل ( قرنتية) ضخمة و بدينة كلما جاء والٍ جديد زاد شحمها ولحمها وانتفخت بفعل ابتكار المؤسسات الهلامية للتسكين من اجل الترضيات والموازنات . لقد تضخم جسم حكومة الولاية وصارت تبتلع نسبة كبيرة من الموارد التي تمتصها من دم المواطن ثم تقول هل من مزيد ولذلك كان لابد من تكوين لجنة فنية لإجراء عملية إستئصال زوائد وتخسيس إجبارية لهذا الورم غير الحميد وقد عهد للسعيد عثمان محجوب الوزير برئاسة الولاية بقيادة هذه العملية الشاقة والصعبة وتم إسناده بالمعتمد برئاسة الولاية إشراقة محمود وعضوية آخرين ومما لا شك فيه ان اللجنة ستستعين بكافة الوسائل للوصول الى رؤية عصرية مشذبة تجاه آليات تنفيذ اعمال حكومة ولاية الخرطوم في الفترة المقبلة بأقل كلفة مع مراعاة الاوضاع الاجتماعية ( للسكان ) . واعتقد ان اللجنة تحتاج الى جمع المعلومات المستترة عن حجم تضارب السلطات والصلاحيات ومظاهر الخلل الاستراتيجي في عمل العديد من الوزارات والمحليات و المؤسسات والهيئات بالولاية مع نظائر لها في الحكومة الاتحادية وحجم الصرف المريع من خزانة الدولة على كل هذه الجيوش الجرارة والمستفيدين من التساهل الرسمي المتطاول . ان الحكومة اعترفت مؤخراًُ عبر المؤتمر الصحفي لوزير المالية الاتحادي انها أخطأت في العديد من الجوانب المتعلقة بطرائق إدارة الدولة الامر الذي افرز الازمة المالية الطاحنة وجعلهم يلجأوون الى فرض سياسة التقشف الحكومي عبر عدد من الخطوات الجادة وعلى رأسها تخفيض الصرف الحكومي واقتصاره على ( المختصر المفيد ) بيد ان هذه الخطوة تحتاج الى شجاعة ونحن لا نشك في تمتع لجنة السعيد عثمان محجوب بالشجاعة الكافية للتوصية والتوجيه بإعمال سيف التقليص لكل الوزارات والاجهزة والهيئات التي تمثل عبئاً على الدولة وعلى المواطن وإن كانت تضم ارتالاً من المحاسيب والموالين وغيرهم . كما تستطيع اللجنة الفنية ان تدعم مقترحها لحكومة الولاية بإيراد رؤية منطقية لمعالجة الآثار التي يمكن ان تنجم عن تقليص هياكل الولاية وخروج ارتال من العاطلين الرسميين الى صفوف العطالة والبطالة المرصودة من قبل الإحصاءات الرسمية تمهيداً لإيجاد المعالجات المناسبة .