تعهد الرئيس عمر البشير، ببناء دولة متقدمة في شمال السودان بعد انفصال الجنوب، ليكون في مصاف الدول المتطورة، وقطع بأن تطبيق الشريعة الإسلامية بات محسوماً ولا مزايدات فيه لأن 98% من سكان الشمال مسلمون، بينما أعلن حملة حكومية لوقف التهرب الضريبي ورهن دعم الولايات بخفض الانفاق الحكومي. وأكد البشير لدى مخاطبته حشداً جماهيرياً بمدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان أمس، بمناسبة وصول الكهرباء القومية الى الولاية، أن الشعب السوداني يستحق أن تكون لديه أفضل دولة لأنه أفضل شعوب العالم. وقال إن الشمال سيكون رهن إشارة الجنوب بعد الانفصال لتقديم أية مساعدة أو استشارة تطلبها الدولة الجديدة، ووعد ببناء شمال السودان من جديد وإيجاد نهضة تمكنه من احتلال مكان رائد بين دول العالم. ووصف السودان بأنه بوتقة انصهرت فيها جميع الشعوب الأفريقية من تشاد ونيجيريا والسنغال وغيرها، الذين جاءوا إلى البلاد لاجئين وحجاجاً في طريقهم إلى الأراضي المقدسة، لكنهم فضلوا البقاء في السودان. واعتبر البشير أن كل من يحاول التفرقة بين السودانيين يجب اتخاذه عدواً، وزاد: «يجب إبعاد البصلة الفاسدة». وَذَكَر بأنه عندما تسلم الحكم في يونيو«1989» كانت البلد ما فيها «التكتح»، أي ليس فيها شيء من الخدمات. وروى أنه قبل أسبوع من تسلم «الإنقاذ» الحكم تحرك برفقة أحد الضباط من المجلد لمدينة الأبيض في طريقه إلى الخرطوم، وأضاف أنه مكث بالأبيض يوماً وليلة على أنه تاجر أبقار، وحينها تقصى أحوال الناس الذين أبلغوه بأن حالهم «يقرف الليمون» نسبة لتردي الخدمات. وفي حشد مماثل بمدينة أم روابة بذات الولاية، أكد البشير أنه بعد انفصال الجنوب سيصبح 98% من سكان السودان من المسلمين، معلناً بذلك أنه لا مزايدات في تطبيق الشريعة الإسلامية التي بات أمرها محسوماً. وأكد في الاحتفال الجماهيري الذي أقيم على شرف افتتاح محطة كهرباء أم روابة التحويلية أن السودان بعد انفصال الجنوب سينطلق في شتى المجالات، ووجه بالاهتمام بإدخال الكهرباء للريف لتمكين الطلاب والشباب من استخدام الحاسوب والاستفادة من خدمات الإنترنت للرد على المعارضين من خلال مواقع الشبكات الاجتماعية «الفيسبوك»، متهما من يعارضون الحكومة من اوروبا عبر «الانترنت» بأنهم عملاء باعوا وطنهم. وخلال مخاطبته قيادات سياسية في ولاية شمال كردفان، تعهد البشير بالاستمرار في خفض الإنفاق الحكومي والتقشف. وقال إن الحكومة لا تدعم أية ولاية لا تتبنى خطة واضحة لإعادة هيكلة أجهزة الحكم وترشيد الإنفاق،وانتقد التهرب من الضرائب، موضحا ان الحكومة ستبدأ قريا حملة لوقف التهرب الضريبي وخصوصا القيمة المضافة، وستفرض على أي متهرب دفعها مضاعفة في حال اكتشافه. وأضاف البشير أن الحكومة جادة في تنفيذ إستراتيجيتها بشأن دارفور في الأمن والخدمات والتنمية والمصالحات والعدالة، مبينا أن مفاوضات الدوحة ستكون الأخير وترمي إلى إقرار وثيقة مفتوحة يوقع عليها كل راغب في السلام، ولن تتفاوض الحكومة مع أي فصيل بعد ذلك، مشيرا إلى انه في حال فشلت محادثات الدوحة في إقرار وثيقة فستتمسك الحكومة باتفاق ابوجا باعتباره مرجعا لسلام دارفور. وحذر البشير «الحركة الشعبية» من استضافة متمردي دارفور، وقال إن بعض الحركات لا تزال موجودة في بحر الغزال، ورأى ان «الحركة الشعبية» إذا كانت تعتقد انها ستهدد الشمال عبر رعاية متمردي دارفور ستكون واهمة، مشددا على ضرورة ابتعاد الشمال والجنوب من استخدام المعارضين؛ لان ذلك لن يجلب الا الاستنزاف وتهديد الاستقرار،لافتا الى تجارب السودان مع اثيوبيا واريتريا وتشاد التي استقرت حدودها مع البلاد بعد فترة من الاضطرابات الامنية بسبب الحركات المعارضة.