كلما اوقفت يدي عن كتابة هذا المقال لم يطاوعني قلمي فيمتد الى المداد كاسراً رتابة السكون ليسطر هذه القضية لعل كلماتها تجد من يفي بحق حامل هذه الرسالة وهو المعلم شمعة تحرق نفسها لتضيء لما حولها، ولكن لم ينظر يوما لهذه الشمعة وما تعانيه. اولاً: يكدح المعلم طول اليوم في المدرسة ويكمل ما تبقى من عمل كتصحيح كراسات او امتحانات او اعداد الواجب الدراسي ليوم غدٍ في المنزل ولا يأخذ على هذا العمل اجرا اضافيا حتى وان تعذر الامر على معرفة عدد الساعات باحصائية صحيحة توضع ساعات افتراضية تحصى لكل معلم شهرياً. ثانياً: تختم المدرسة السنة الدراسية من اعداد للامتحانات والنتيجة وجمع الكتب وغيرها من الاعمال بالشقاء والعناء ولم يصرف حافزاً لتلك المدرسة كما تصرف الوزارات الحوافز حينما يتم قفل الحساب السنوي. ثالثاً: يتم صرف بدل لبس للعاملين بالدولة ولم ينظر يوماً للعاملين بالمدارس بان يصرف لهم حتى بدل منديل يجفف به عرقه بل يشتري ملابسه من سنام مرتبه. رابعاً: تصرف بدل وجبة للعاملين بوزارة التربية والتعليم، اما العاملون بالمدارس لا تصرف لهم بدل وجبة كأنهم عاملون من منازلهم، وان برقت فكرة اعطائهم بدل وجبة للمعلم لغضت الابصار ووضعت عليها اغلال الرعب والقلق لكثرة عدد المعلمين، ولكن لو ازيلت هذه الغلالات عن العين لرأوا ان هذه المهنة اصبحت مهنة التقشف وما نراه في هذه البدلات والحوافز عبر متفرقات تولد كروي غير معلنة في التعامل عبارة عن توافق للاوضاع المعيشية. خامساً: النقابة تستقطع من راتب المعلم لبناء دار لها حتى في بعض المحليات اكتملت الدار وما زال الخصم مستمرا، وهنالك استقطاعات مجهولة افقدت الراتب الاحساس ،فاصبح لا يستجيب لآلام الاستقطاعات التي ذبحته وافقدته التنفس. سادساً: ومن كثرة ما تلقى المعلم من وعود بتعديل وضع المعلم اصبحت هذه الوعود اشبه بلعبة فقاقيع يخرجها الطفل من فمه فتموت في هوائها الا ان مثل هذه الكلمات لا تنقص من عمل المعلم شيئاً لأنه الواثق في مبدئه الصادق في امانته والجاد في رسالته. ومن لا يعرف المقصود طال عليه الطريق وكلت راحلته. سابعاً: اذكر اني كنت في زيارة لاستاذي مريضا برفقة اخي فسأل الاستاذ اخي عن اين يعمل فرد عليه بانه يعمل ببنك العمال.. فرد عليه استاذي هو العمال لاقين يأكلوا حتى يعملوا بنك. للمعلم شركة تدعى شركة المعلم ساهم فيها معظم معلمي الولاية بعدد خمسة اسهم لكل معلم كان ذلك عام 3002م تقريباً وحتى الآن لا يعلم المعلم شيئاً عن فوائد اسهمه ولم يدعَ يوماً الى اجتماع سنوي ولا الى تكوين لجنة عمومية والوقاية خير من العلاج لذا يجب الالتفات الى شريحة المعلم قبل ان يوقف الاكتئاب نبضات قلبه ويصدأ ذهب ثروة اجيال. عبد العزيز خالد