رهنت الولاياتالمتحدة شطب اسم السودان من لائحة الدول الراعية للارهاب بمراقبة نشاطه وما سيقوم به طيلة الستة أشهر القادمة لمكافحة الإرهاب، فى الوقت الذى كشفت فيه الحكومة عن شروع مجموعة قانونية اميركية في مراجعة سحب السودان من اللائحة السوداء، بجانب ابتدار حوار اميركي اميركي لحسم ملف العلاقات السودانية الأمريكية ومن قبل صرحت واشنطن أنها ستعيد النظر في علاقاتها مع الخرطوم بعد إقرار نتائج استفتاء الجنوب، الا ان الموقف الأمريكى مازال غامضاً ولم يحدد شكل العلاقة بصوره واضحة فى ظل مطالبات واشنطون ومواقفها المتجدده تجاه البلاد. حيث أكد وزير الخارجية علي كرتي ان الخرطوم تنتظر قيام واشنطن برفع اسمها من اللائحة الامريكية للدول الراعية للارهاب، وقال في مؤتمر صحفي إن «هناك عزما أمريكيا نود ان نصدقه بان الادارة الامريكية ستبدأ فورا في الاجراءات المتعلقة برفع اسم السودان من قائمة الارهاب وتابع نحن نريد افعالا لا اقوالا، وهذه المرة الافعال تقع على عاتق امريكا وقال «هناك فرصة للاستفادة من الوضع الداخلي وما قمنا به من انفاذ لاتفاق السلام الشامل، واذا لم تفلح هذه الجهود في تطبيع العلاقات السودانية الامريكية فان امريكا تكون قد قضت على نفسها فيما يتعلق بملف السودان. واتهمت الحكومة جهات لم تسمها بصرف أموال طائلة وحشد مراسلين ومصورين من أجل تهيئة العالم لمأساة ومذابح جماعية عند قيام الإستفتاء يتم نقلها مباشرة من السودان، وأكد وزير الخارجية علي كرتي أن السودان خيب ظن الجميع بإجرائه إستفتاء سلس وآمن في كل مراحله من الإقتراع وحتى إعلان نتائجه. وكانت الخارجية الامريكية قد اوضحت انها ستبدأ عملية رفع اسم السودان من القائمة الامريكية للدول راعية الارهاب، لكنها شددت على انها لن تفعل ذلك الا اذا أوفى السودان بكل المعايير وفق القانون الامريكي، حيث قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون «تماشيا مع المناقشات الثنائية التي جرت بين الولاياتالمتحدة وحكومة السودان واقراراً بنجاح استفتاء جنوب السودان كعلامة فارقة ومهمة لتطبيق اتفاقية السلام الشامل تبدأ الولاياتالمتحدة عملية الغاء تصنيف السودان كدولة راعية للارهاب والتي تتمثل خطوتها الاولى في البدء بمراجعة ذلك التصنيف». وتجدر الإشارة الى ان وزارة الخارجية الأمريكية ضمت السودان إلى قائمة الدول الراعية للإرهاب عام 1993، متهمة الخرطوم بإيواء «متشددين محليين ودوليين من بينهم ، في فترة ماضية، أسامة بن لادن زعيم القاعدة وتضم قائمة الإرهاب الأمريكية إلى جانب السودان كوبا وإيران وسوريا ويقضي التصنيف الامريكي بوجود عقوبات بشأن المساعدات الخارجية الأمريكية وحظر على الصادرات والمبيعات الدفاعية ومجموعة من القيود على التعاملات المالية. وفى ذات السياق اجرى وزير الخارجية علي كرتي وسكوت غرايشون المبعوث الامريكى للسودان مباحثات بوزارة الخارجية تركزت حول مستقبل العلاقات الثنائية بين السودان والولاياتالمتحدةالامريكية، وقال وزير الخارجية في تصريحات صحفية عقب اللقاء ان هناك بوادر تشير الى رؤية امريكية جديدة ايجابية تجاه السودان حيث صدرت عدة تصريحات من مسئولين امريكيين حملت اشادة واضحة بخطاب الرئيس البشير في جوبا، اشار الى انها سانحة مناسبة لطرح موضوع العلاقات الثنائية بين البلدين فى الوقت الذى كشف فيه عن تطور في الرؤية تجاه دارفور بمشاركة المجتمع الدارفوري في الحوار مما يزيد من النظرة الايجابية تجاه امريكا، واضاف كرتي انه طرح خلال اللقاء مسائل تتصل بموضوعات الديون والعلاقات الثنائية ورفع التمثيل الدبلوماسي في الفترة القادمة ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب والعقوبات على السودان وقال» في تقديرنا ان هناك تجاوبا كبيرا ونأمل في الفترة القادمة مزيدا من الحوار حول هذه القضايا وتحديد جداول زمنية لتجاوز هذه المشاكل في الفترة القريبة القادمة، واوضح كرتى انه تم الاتفاق على طرح رؤى سيكتمل الحوار حولها منتصف الشهر القادم ومن المتوقع الاتفاق على مجموعة من السودان والولاياتالمتحدة برئاسة المبعوث الامريكي لمناقشة القضايا بصورة مفصلة ووضع جدول زمني لمتابعتها. وفي رده على اسئلة الصحفيين قال وزير الخارجية انه لن يكون من المناسب وضع اشتراطات جديدة وان يتم تعليق قضايا السودان مره اخرى بقضية دارفور ، وقال طلبنا من الجانب الامريكى ان يكون تعاملهم مع قضية دارفور في هذه المرة العمل سويًا من اجل الوصول الى تلك الغاية التي يطالبوننا بها منفردين، من جانبه قال المبعوث الامريكي «اننا انتهينا من مناقشات مثمرة وتم التركيز على مستقبل العلاقات الثنائية واضاف هناك امور كثيرة ايجابية الا اننا نتطلع للمستقبل وعلينا ان نعمل جميعا لتحقيق هذه التطلعات، الى ذلك قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية خالد موسى ان كرتى اكد التزام السودان الكامل بتطبيق اتفاقية السلام وانفاذها حتى الفترة الانتقالية بجانب إلتزامه السياسي تجاه الجنوبيين الموجودين فى الشمال بما يقابل كل المعايير الانسانية الدولية، واضاف انه تم الاتفاق على تفعيل العلاقات الثنائية في المجالات الثقافية والتبادل الثقافي والتعليمي حتى تكون مقدمة ايجابية من اجل النظر في القضايا الأخرى التي تهم البلدين حيث وعدت الولاياتالمتحدة ببذل قصارى جهدها لمساعدة السودان في قضية الديون وكذلك مواصلة العمل الايجابي لحل قضية دارفور. وفى تصريح ل (الصحافة) اوضح مدير الإدارة الأمريكية الأسبق بوزارة الخارجية السودانية، الدكتور الرشيد ابو شامة، ان الجهة التى تحدد مصير السودان هى الكونغرس ، ووصف تصريحات وزارة الخارجية الأمريكية بتكوين لجان قانونية لملف السودان بالخطوه الجيده الا انه قال انها ستأخذ وقت طويل، لان السلطة ليست بيد اوباما وحده وان كل ما ستفعله ادارته صياغة مبرارات وعكس مواقف الخرطوم الإيجابية ومن ثم سيحدد الكونغرس موقفة اما إيجاباً واما سلباً، ونوه ابو شامه الى وجود تقاطعات ومعوقات من قبل اللوبى المعادى للسودان داخل الكونغرس فى الوقت الذى فقد فيه الديموقراطيين المتعاطفين مع السودان اغلبيتهم فى مجلس الشيوخ فى الإنتخابات الأخيرة ما يؤثر سلباً على مستقبل العلاقات السودانية الأمريكية بجانب المراقبة المشروطة من واشنطون لقضايا مابعد الإستفتاء «الحدود والجنسية والعملة والديون وملف أبيى والمشورة الشعبية» خلال الستة اشهر القادمة إضافة الى قضية دارفور ما يتطلب مزيداً من الجهود لحل القضايا العالقة.