في زيارة سجلتها لمعهد القرش الصناعي باعتباره صرحاً من صروح التعليم الفني في السودان ولعراقته المعروفة تفاجأت بالمستوى الطيب الذي وصل اليه حال العمل في المعهد والروح الطيبة التي تدفع إدارة المعهد للمضي قدماً في تقديم الخدمة لأبناء السودان الناشئين وبلا رسوم كما معهود في مستويات التعليم الأكاديمي المختلفة ، نعم مايزال معهد القرش يقدم خدمات التعليم الفني للطلاب دون اي رسم مالي يفرضه المعهد او اي جهة اخرى بالضبط مثلما اراد له الرعيل الاول من المؤسسين فقد كان صاحب الفكرة الأول لقيام ملجأ القرش هو المرحوم عبد الفتاح المغربي وذلك عام 1931م و سرعان ما استجاب المواطنون للنداء وجمعوا التبرعات التي حددت بقرش واحد للفرد ومن هنا جاءت تسمية معهد القرش ثم منحت حكومة السودان آنذاك مساهمة منها في أعمال الخير قطعة ارض بحي الملازمين بأم درمان تقدر مساحتها ب (13.000) متر2 و احتوت المباني على الورش وداخليات للسكن من طابقين تبرعت بهم ملكة هولندا هدية للمعهد كما تبرع الرئيس السيد المرحوم إسماعيل الأزهري - وأسرة المرحوم الشهيد بابكر عبد الحفيظ بمساعدة نفر كريم من المواطنين في بناء عمارة من طابقين تحتوي على عدد من الدكاكين والشقق يذهب ريع إيجاراتها لصالح المعهد ، تم تعديل هذا الصرح من ملجأ القرش إلى معهد القرش تفادياً لما للكلمة من مدلولات اخرى وهو الآن تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية بيد ان رئاسة الجمهورية لم تزره طيلة السنوات الماضية. وباستفساري عن طبيعة الخدمات التي يقدمها المعهد للطلاب اوضح لي عدد من الطلاب الذين استطلعتهم بانهم يتلقون كامل الرعاية من ادارة المعهد حتى الاقلام توفرها الادارة من اجل الطلاب ومن الواضح ان معهد القرش يخدم ابناء الشرائح الضعيفة ويعلمهم الحرف المختلفة التي يمكن ان تدر عليهم بعد التخرج ارباحاً وتضعهم على ابواب المستقبل المشرق خصوصاً اذا وجدوا الرعاية من الدولة ممثلة في السلطات المحلية بمنحهم التراخيص اللازمة لتطبيق ما درسوه من خلال متاجر ومصانع صغيرة معفاة من الضرائب والجبايات ، ان الطلاب استطاعوا أثناء الدراسة إتقان العديد من الحرف والصناعات وقد رأيت بعيني مشغولات قماشية مثل الملاءات والستائر وموبيليا جميلة من دواليب ومناضد وأبواب ونوافذ خشبية وحديدية وغيرها كل هذه المنتجات تمت صناعتها بأيدي الطلاب قبل ان يتم تسويقها في الأسواق المجاورة كسوق ليبيا وسوق أمدرمان الكبير وغيرها ، ولذلك من المهم ان تدعم الدولة هذا الاتجاه وتدعم معهد القرش بجنيه يستقطع من الكافة مثلما فعل الرعيل الأول وشيدوا هذا الصرح العملاق فهل تستجيب الجهات المختصة للنداء ؟ نجاة الحاج صحافية - مركز لمسات من المحرر : هذه معلومات جيدة عن مسار التعليم الفني في البلاد والريادة التي يمثلها معهد القرش وغيره من معاهد التدريب المهني والتقني والتقاني ، ونحن نشكر الصحافية نجاة الحاج على جهودها في تسليط الضوء على جوانب مشرقة من انشطة السودانيين خصوصاً المتعلقة بآمال الحادبين في تطوير القدرات للنهوض بآليات التعليم الفني والحرفي فالحرفة كما يقول الاجداد ( أمان من الفقر ) فمن ذا الذي لا يؤيد ولايدعم المعاهد التي تعد ابناءنا وتملكهم حرفة ضد الفقر والزمن ؟ عليه نحن نعضد الدعوة الى الاهتمام بمعهد القرش وغيره من المعاهد ترسيخاً لمبدأ تمليك الاجيال المهارات اللازمة وتشجيعاً للإبداع المهني والحرفي .