برغم أن الطاقة التصميمية لمصادر مياه الخرطوم تنتج ما جملته (1.5) مليون متر مكعب من المياه وهي كمية تكفي لسد حاجة العاصمة من حاجتها المائية الا ان معظم المصادر التي شيدت مؤخرا تعمل بطاقة متدنية تقل عن النصف في بعض الاحيان مثل محطة مياه المنارة، والسبب يعود الى عدم قدرة الشبكات على نقل تلك الكميات الضخمة من المياه اذ تعاني شبكة مياه الخرطوم من الاهتراء وارتفاع نسبة الكسور والفاقد . وبرغم انه كان يتحتم ان يواكب انشاء المحطات الجديدة عمل مماثل في قطاع الشبكة الا ان ذلك لم يحدث ما ادى لاستدامة الشكاوي من انقطاع الامداد المائي في كثير من احياء العاصمة وذلك على مدار الساعة وطول العام. رئيس شعبة المياه بكلية الهندسة جامعة الخرطوم بروفيسور عابدين محمد على صالح قال انه كان من المفترض وجود مستودع عالى كما هو الحال فى بعض الدول لتكون المياه متوفرة على مدار 24ساعة لكن من الاسف ان هذا النظام لم يتوفر بالسودان على مستوى الاحياء لذلك لم تستطع الهيئة توفير المياه باستمرار ونسبة لصعوبة المياه يحاول المواطنون الاستهلاك حسب الحاجه .لقد ادى التحسن في الامداد الى زيادة استهلاك الفرد الذي بات يستخدم الدش وباتت لديه جنينة وفي بعض الاحيان هنالك من لديه حوض سباحة . ان المشكلة الحقيقية تتمثل في ان واردات المياه لم تعد تكفى حاجة المواطن ما ادى الى انتشار الطلمبات (الموتورات ) التى يمتلكها البعض بغرض سحب المياه ما يحتم ايجاد حلول جذرية. وفى ذات السياق تحدث دكتور الفاضل عبد الرحمن ازرق استاذ البيئه ومعالجة المياه والصرف الصحى قائلا انه لابد من تجديد الشبكات اضافة لزيادة عدد محطات الرفع لمضاعفة كمية المياه المنتجة حتى تزيد عن المستهلك ومضى دكتور ازرق للقول ان الهيئة القومية للمياه وهي التي تعني بوضع السياسات الخاصة بالمياه تستهدف رقماً متواضعاً للمتوسط يقل عن المستوى العالمي بنسبة (90) لترا للفرد بالمدن وخلص ازرق الى انه اذا توفرت المياه لاي انسان على مدار 24ساعة فان الاستهلاك يزيد فاذا كان الانسان يعيش فى موقع تتوفر فيه المياه فان المعدلات العالمية لاتقل عن (120) لتر للفرد والمتوسط العالمى (200) لتر للفرد و بدول الخليج العربى يزيد الى 600 لتر للفرد مشيرا لبحث علمي بالجامعة وجد ان المتوسط بالسودان يبلغ (240) لترا . لقد وفرت الهيئه القومية للمياه 70% من الاحتياجات وبلغ العجزالحقيقى (30%) في وقت تفتقر فبه الهيئه القوميه لوسائل التأكد من الارقام الحقيقيه ونحن الوحيدون الذين قمنا بدراسة اقرت بوجود عجز بالمياه كما ان الهيئه القوميه للمياه تفتقر لسبل سلامة التوزيع و سياسة ضبط الاستهلاك وهنالك كميات كبيره من المياه تهدر بصوره رهيبه ،ويمكن لادارة المياه وضع تشريعات تعاقب الذين يهدرون المياه بصورة غير سليمه. واضاف الفاضل ان الانتاج لايغطى الاستهلاك الحقيقى للشبكة حيث لا توجد قياسات تمكن من المساعدة على التنظيم وهنالك بعض الاماكن التى لا توجد بها شبكات مياه علما ان كل دول العالم تقيم صهاريج بينما تفتقر البلاد لمثل ذلك في وقت نعانى فيه من ضعف شبكات المياه وأكد دكتور الفاضل ان هنالك مشكلة بالصرف الصحى وتوجد كمية من المياه العادمة على سطح الارض يمكنها ان تتداخل مع مياه الشرب وبعض من مناطق الخرطوم توجد بها بحيرة صرف صحى وهى منطقة الخرطوم (3-2) و من المشاكل الفنية عدم وجود مقاييس للضغط ولابد ان يكون هنالك تشجيع لخفض الاستهلاك .