٭ مما لا شك فيه ان الماء هو اساس الحياة لكل كائن حي وهي نعمة من الله يجب الحفاظ عليها وعدم اهدارها وذلك بترشيدها كأول خطوة في طريق الحفاظ عليها، وهنا تثبت مسؤوليتنا جميعا في ذلك حيث ان الطلب عليها يزداد كلما ازداد عدد نمو السكان فتزداد معه متطلباتهم اليومية من المياه. ويأتي ترشيد المياه لضمان التنمية المستدامة في كل نواحي الحياة فالترشيد هنا ما هو الا نوعا من التنمية لتلك الموارد المائية ولا ينكر احد اهمية المياه الآن في العالم والصراع الذي يدور حولها خاصة ان هنالك اسباباً عدة يشارك الانسان نفسه فيها وتتعلق هذه الاسباب بشح المياه. وتؤكد التقارير الصادرة حديثا من الاممالمتحدة انه بحلول عام (2025) سيكون هنالك تهديد كبير بنقص المياه ومواردها لبعض دول العالم ومن اجل ذلك فان ترشيد استهلاك المياه مهم جدا للمحافظة على هذه الثروة ويمكن للاعلام ان يلعب دوره في هذا الترشيد من خلال التأكيد على انه هدف استراتيجي جدير بالاهتمام والتركيز والاسراف في المياه يقود الى الفقر ونضوب المياه وشح مواردها يقود لكارثة كبرى.. ٭ رغم ان الارض تحوي الكثير من الموارد المائية الا ان ثلاثة بالمائة فقط غير صالحة وثلثا هذه المياه العذبة محبوسة في انهار جليدية وجبال وخمس الواحد بالمائة الباقي موجود في اماكن بعيدة لا يمكن الوصول اليها وما تبقى يصل الينا في شكل امطار موسمية وفيضانات فهنالك ، المياه الجوفية والسطحية والعذبة التي تستهلك في الزراعة والصناعة والتجارة الناشئة للمحاصيل التي تستخدم في الوقود الحيوي تتطلب ايضا حصة من موارد المياه العذبة. ٭ في هذا الاطار تأتي التوعية كأحد العوامل المهمة التي يجب ان يقدمها الاعلام ، فالمزارع مثلا عليه الحفاظ على المياه الجوفية والسطحية واستخدام طرق الري الحديثة لري المزروعات والتخفيف من زراعة المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه مع تحديد الكمية المطلوبة من المياه نفسها والتحذير من قطع الاشجار الكبيرة واشجار الظل لما لها من اهمية كبرى في الحفاظ على بقاءالتربة رطبة اذ تحول دون تبخر المياه من الاراضي الزراعية. ٭ تمتد التوعية لتشمل الاسرة والمرأة خاصة لما لها من دور في ترشيد استهلاك المياه وذلك بتغيير النمط الاستهلاكي للمياه عند الاسرة وغرس مفهوم اهمية المياه في حياتها وترسيخه عند الاطفال وطلاب المدارس من خلال منهج مدروس لتنشئة جيل واع بهذه النعمة وجميعهم اي المرأة والطفل والطالب يمثلون اسرة واحدة داخل المنزل لذلك يجب الاتجاه دائما نحو ترشيد استهلاك المياه وتقليل هدرها من خلال مجموعة طرق ولعل عمل الصيانة الدورية لتسريبات المياه بالمنازل واستخدام ادوات ترشيد استهلاك المياه وبناء المنشآت اللازمة لمعالجة المياه الصناعية الملوثة والصرف الصحي والسعي لتوسيع معامل التحليل الكيماوي الخاص بمراقبة تلوث المياه وتطوير التشريعات بالمحافظة على الماء من التلوث، وسن القوانين التي تحرم رمي الملوثات في المسطحات المائية. كل هذه الخطوات سالفة الذكر تؤسس لوعي مستدام يعمل على التركيز والاهتمام بترشيد المياه.. ٭ يفتقر اربعون في المائة من سكان العالم الى مرافق الصرف الصحي (هو جزء من شبكة توزيع المياه وتعنى بتصريف المخلفات السائلة من المباني والمصانع الى محطة المعالجة او اماكن التصريف وهي استراتيجية من اجل عيش الافراد داخل وسط صحي).. الاساسية وما زال اكثر من مليار شخص يستعملون مياه شرب من مصادر غير مأمونة وفي هذا الشأن نجد ان اليونسيف تبذل جهدا مقدرا في تحسين امدادات المياه والصرف الصحي للمجتمعات المحلية ،كما تعمل على توفير مرافق الصرف الصحي وتشجيع الوعي الصحي العام والنظافة الشخصية وتأتي اهمية التوعية من قبل الاعلام بأهمية المياه والصرف الصحي السليم ، وذلك لأنهما يعملان على خفض العدوى بمرض الايدز الذي يعاني افراده من نوبات اسهال حادة تستدعي وجود صرف صحي نظيف فهو اذاً يصبح حجر الزاوية الذي ترتكز عليه الصحة عامة كما ان وجود هذا الصرف الصحي يساعد على تهيئة البيئة لتعزيز المأمونية وخاصة لدى النساء والاطفال في المناطق التي لا تتوفر فيها المراحيض في المنازل اذ تتعرض النساء للتحرش والاعتداء.. «نواصل» - بمشيئة الله nimiriat@hot mail.com