اذا انعقد اجتماع مجلس شوري المؤتمر الوطني بولاية الاحمر السبت القادم كما مقرر له فإن تطوراً كبيراً سيصاحب جلسات انعقاده علي خلفية الخلافات الكبيرة وسط القيادات بالولاية والتي لم يكن آخرها معركة الكراسي الشهيرة، بل جاء نفي نظارة الأمرأر لخبر استقبال الناظر لوالي الولاية بمثابة اعلان جهير لعمق الخلافات التي اجتهد الوالي في نفيها بلا جدوي عبر برنامج تلفزيوني ، ان ولاية البحر الاحمر تستحق افضل مما عليه حالها الآن ، تستحق ان يحدث مجلس شوري حزبها الحاكم ثورة تصحيحية حيث لم يعد بالامكان استمرار الأوضاع علي ماهي عليه . ان ثورة تصحيح الاوضاع بدأت تنتظم قطاعات الحزب الحاكم في المركز، فما المانع ان يحدث نفس الشئ في الولايات خصوصاً ولاية البحر الاحمر التي تبدو من خلال التحاليل السياسية المنطقية مثل إقطاعية مرتهنة لرجل واحد يفعل فيها ما يشاء ضارباً عرض الحائط بكافة النصائح الحادبة ، لقد شهدت الولاية اموراً كثيرة و لم يعد بالامكان ترك اوضاعها بلا تغيير ،وإلا فإن الثورة قادمة قادمة شاء من شاء وأبي من أبي، بالضبط مثلما افادت المصادر عن اجتماع المكاشفة مع رئيس المؤتمر الوطني بالمركز ، فقد افادت المصادر بأن شباب الحزب اوضحوا للرئيس بصراحة انه حان الوقت لتغيير النمط الذي تدار به الامور ،وان تقارير المراجع العام تصطدم برغبة بعض قيادات الحزب التنفيذية الرافضة لمراجعة حساباتها وان هذا الوضع اذا لم يتغير فإن الشباب يعرفون كيف يتصرفون ، نعم هذا ما دار في المركز وقد وعد السيد رئيس الحزب الحاكم ان نسبة الشباب في مؤسسات الحكم البالغة 40% سيتم ترفيعها لتصبح مشاركة الشباب في الاجهزة التنفيذية بنسبة 90% ويتقلص دور الشيوخ المتعنتين. انها ثورة من تلقاء الحزب الحزب لتصحيح اوضاعه الداخلية ومن الواضح ان والي ولاية البحر الاحمر يعيش بذات العقلية القديمة حينما يتحدث عبر البرامج التلفزيونية عن عدم وجود خلافات في ولايته ثم يتحدث في ذات الوقت ويروج عبر حديث بلغة الشرق عن التطهير لمخالفيه ، إنها نفس الطريقة القديمة العقيمة حينما جاء ثلاثمائة قيادي من البحر الاحمر مطالبين بتغيير والي الولاية ، ألم تكن تلك خلافات ؟ فلماذا ينكرها البعض ؟ ألم تتطور الي الهيئة الحالية الراهنة ؟ لقد انتهي زمان الهيمنة ومن المتوقع ان يقوم اعضاء مجلس شوري الحزب الحاكم في البحر الاحمر وبدفع من الكثيرين خصوصاً الشباب بفرض تغييرات جذرية في هيكل الحزب لمقابلة تحديات المرحلة المقبلة خصوصاً وان اتجاهاً مركزياً بدأ يتنامي بضرورة التغيير في البحر الاحمر . وبحسب التمثيل الحالي لقواعد الحزب بالولاية فإن خللاً بائناً يبدو ظاهراً للعيان حيث لا يوجد تمثيل عادل للقوميات في الهيكل، وفي الوقت الذي يتمتع فيه شخصان من قومية معينة بمنصبين كبيرين تعاني اكبر القوميات الموجودة بالولاية من عدم التمثيل المناسب رغم عضويتها الاصيلة في الحزب وهو امر لم يعد بالامكان اخفاؤه عن القيادة في المركز اذا كانت الامور تسير باتجاه الاصلاح ، ان اصدار نظارة الأمرأر لبيان يتبرأ من استقبال الناظر لوالي الولاية يكشف مدي عمق الخلافات وتردي الاوضاع واذا اضفنا الي كل ذلك ما رشح عن دور قيادة الحزب في إذكاء دعاوي الانفصال بالاقليم عبر صحيفة الحزب « صوت برؤوت » فإن ضرورات التغيير تبدو جلية في اجندة اجتماع أعضاء مجلس شوري المؤتمر الوطني بولاية البحر الاحمر، هذا اذا استثنينا الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية التي تعيشها الولاية وآثار الفيضانات وغيرها من الكوارث .