أسباب مختلفة تكمن خلف توارى مسرح العرائس السودانى فى كواليس الغياب الذى تجاوز عقداً من عمر الزمان باستثناء بعض العروض المتفرقة، والاطلالة الخجولة من حين الى حين، تاركا ساحة الاطفال لهيمنة افلام الكرتون والقنوات الوافدة. ويعمل بعض المهتمين والمبدعين الذين انتبهوا لخطورة الامر حاليا، على اعادة ذلك المسرح العريق الى الواجهة مرة اخرى من خلال عروض دائمة بقصر الشباب والاطفال بام درمان، للتعرف على التفاصيل التقينا بمدير التخطيط بصندوق دعم الانشطة الشبابية التابع لوزارة الشباب والرياضة محمد عبدالرحمن همشرى. ٭ بدءاً ما هى اهداف صندوق دعم الانشطة الشبابية؟ تأسس هذا الصندوق فى عام 2002م بتوصية من جامعة الدول العربية، واجيز من قبل المجلس الوطنى، واهم اهدافه البحث عن دعم للانشطة الشبابية والرياضية، ونحن نعمل بروح الفريق بقيادة د. اسامة سيد احمد بعيدا عن بيروقراطية الخدمة المدنية، وقد تطابقت افكارنا مع الوزير حاج ماجد سوار الذى فتح امامنا آفاقا رحبة للعمل، ولدينا الكثير من المشاريع فى مجال تطوير الملاعب والاندية، الى جانب البرامج الفكرية والتربوية الموجهة للشباب والاطفال، ومن هنا نبع اهتمامنا بقصر الشباب والاطفال، خاصة بعد ان تولى ادارته المفكر السودانى الدكتور عبد الله صالح الذى اشرع ابواب القصر امام المفكرين فى سياق اعادة تجدبد شباب القصر وتأهيل النشاط. ٭ ما هو المغزى من اعادة مسرح العرائس للواجهة؟ على الرغم من التطور التقنى فى مجال وسائل الترفيه وثقافة الاطفال من خلال الفضائيات والالعاب وصناعة الدمى، الا ان المسرح يظل من اهم ادوات التنوير والترفيه التى تلعب دورا مهما فى تشكيل وتنشئة الاطفال. ومسرح العرائس السودانى كان صاحب كعب عالٍ ودور متقدم على المستوى العربى والافريقى، وتراجع ذلك الدور خلال العقد الماضى لاسباب مختلفة. وقد لا يعلم الكثيرون أن فى السودان كوادر على مستوى عالٍ فى مجال العرائس تلقوا تدريبا وتأهيلاً داخلياً وخارجياً، ونحن سوف نسعى للاستفادة من الخبرات السودانية فى هذا المجال، وفتح نوافذ الابداع. ولقد دشنا العروض الخاصة بالعرائس بمسرح سينما قصر الشباب والاطفال من خلال اربعة عروض بالتعاون مع مجموعة عزيز قاليرى، ومجموعة من العاملين المتخصصين فى هذا المجال، وحققت التجربة نجاحا، حيث شهد العرض الاول الذى اقيم فى الحادى عشر من فبراير الجارى نحو «500» شخص، رغم عدم وجود اعلام. والجميل في ذلك الحضور حرص الاسر على مشاركة الاطفال مقاعد صالة العرض. ونال العرض اعحاب الآباء والامهات. وبناءً على رغبة الحضور فقد قررنا تحويل يوم العرض ليكون فى العاشرة من صباح كل يوم سبت، ويستمر حتى الثانية ظهرا. ونتوقع مشاهدة اعداد اكبر من الاسر والصغار فى العروض القادمة. ٭ ما هى رؤيتكم المستقبلية لتطوير الفنون الخاصة بالأطفال؟ نعمل حالياً لتأسيس شراكات مع بعض الجهات، منها قناة «الشروق» ومن هنا نوجه النداء الى كل الاجهزة الاعلامية. والقصد من هذه الشراكة تخفيف اعباء كلفة العرض على ميزانية الاسر، وان تكون تلك العروض مجانية. ودور الاجهزة الاعلامية مهم فى الترويج للفكرة التى نسعى الى تطويرها بطرق مجالات اخرى، مثل المسرح والموسيقى والغناء والانشاد والاكروبات. وهناك غياب ممنهج للبرامج الخاصة بثقافة الطفل وخاصة مسرح الطفل، خاصة فى المدارس والحدائق الخاصة بالاطفال. ونسعى الى أن تمتلك الدولة المكان وتفتح ابوابه للمبدعين، والفرصة الآن متاحة للجميع لاثراء ثقافة الطفل. ٭ ماذا عن تجربتك الخاصة فى مجال الاطفال؟ قبل نحو عشرين عاماً كنت من أوائل المبادرين لجمع المتخصصين من اجل صناعة دمى سودانية، وفى ذلك الوقت لم يكن هناك الكثير من دمى الأطفال المنتشرة اليوم عالميا، مثل ليلى وفلة، ومعظم الدمى والالعاب الخاصة بالاطفال الآن تكشف عن مضامين مخالفة للثقافة والحضارة والقيم الاجتماعية السودانية. ونفكر فى انتاج العاب اطفال من البيئة السودانية، وعلى استعداد لتمليك المبدعين والمستثمرين أفكارا ومشاريع ناجحة، والتراث السودانى زاخر بالمكونات القادرة على منافسة الالعاب والدمى العالمية ٭ ما هى رسالتكم للأسر والأطفال؟ نتمنى أن تحرص كل الأسر على الحضور مع اطفالها لقصر الشباب والاطفال. فمازال كثير من الاسر يغفل اهمية مسرح العرائس فى تشكيل شخصية الاطفال وتنمية مداركهم، وأبوابنا مفتوحة للجميع.