أقامت قناة «النيل الأزرق» لقاءً ممتعاً في يوم الثلاثاء الثاني عشر من ربيع الأول الجاري بمناسبة مرور ذكرى مولد النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم، واستضاف فيه شيخا جليلا ما سبق أن رأيته من قبل، فله تحيتي وشكري الشيخين: الشيخ الدكتور أحمد بن الشيخ محمد الخزرجي من إمارة أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة، والشيخ الدكتور محمد بن الشيخ حسن الفاتح قريب الله، وكان موضوع اللقاء هو أن الشيخ أحمد الإماراتي جاء إلى السودان مصطحباً معه بعض آثار النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهي عبارة عن: قميصه الشريف وخصلة كبيرة طويلة من شعر رأسه الشريف، وأربع شعرات نبوية أخرى. وقال الشيخ أحمد إنه جاء للسودان تلبيةً لدعوة وجهها له الشيخ محمد لزيارة السودان وعرض هذه الآثار على المسلمين في السودان. وأردف قائلاً إن هذه هي المرة الأولى التي تخرج فيها هذه الآثار النبوية من بيته، وإنه قد طلبها من قبل بعض الرؤساء والملوك فلم يجابوا إلى ما طلبوا. وقال الشيخ أحمد إنه هو وأسرته يحتفظون بهذه الآثار النبوية كابراً عن كابر وأباً عن جد، بسند صحيح معتمد يعود إلى زمن النبي صلى الله عليه وسلم. وأن بعض المتاحف الإسلامية والعالمية قد طلبتها، ولكنهم يفكرون الآن في إخراجها على سبيل الإعارة لمدة معلومة، مع ضمانات شديدة مغلظة بصونها ورعايتها. وذكر شيخ أحمد أنهم يحتفظون بهذه الآثار النبوية في حوافظ زجاجية غاية في الدقة والصون والعناية، وأن لهذه الآثار النبوية خصائص هي: لاحظوا أن آثار النبي هذه لا تحترق فقد جربوا وهم يعطرونها بالعود بالمبخر أن يضعوها في جمر المبخر فلا تحترق أبداً، ثم أنهم لاحظوا أنها لا ظلّ لها وأنهم إذا رأوا لها ظلاً رجع ذلك إما إلى الزيت التي تدهن به أو للعطر المتعلق بها فإذا غسلوها بماء زمزم وزال ما علق بها من الزيت أو العطر لم يعد لها ظل على الاطلاق ثم لاحظوا على الآثار التي هي جزء من الجسد الشريف، أنها تنمو فقد قاسوا طول بعض خصل شعره الشريف مرة وقاسوها بعد ذلك، فوجدوا زيادة في طولها، ثم لاحظوا أن خصلة الشعر الشريفة تتشعب وتزيد. وذكر الرجل من خصائص هذه المتعلقات النبوية أن «غسولها» يشفي المرضى، فقد جربوا غسل بعض شعراته صلى الله عليه وسلم، وأتاحوا ماء غسولها لبعض المرضى فشفوا. وقال الشيخ أحمد إنه يحتفظ باسماء المرضى الذين شفوا وأسماء مستشفياتهم واسماء أطبائهم. وحكى تجربة خاصة مع صديق والده الذي ظل ينزف نزيفاً متواصلاً غير معلوم الأسباب حتى أشرف على الهلاك وأوصى، فلما عالجه هو ببعض هذه الآثار شفي وهو مايزال حياً يرزق ويعمل. وقال شيخ أحمد إن من خصائص متعلقات الجسد الشريف، أنها تسمو وتميل مع ذكر الله إذا كان الذاكر مخلصاً، وإنها تضئ في الظلام. وحكى قصة عجيبة لرجل أسندوا إليه حفظ هذه الآثار، فأخرج شعرة من شعره الشريف لبعض الزوار تحت الإلحاح الشديد فرأوها ثم سقطت في البساط وضاعت، فهاله الأمر وأفظعه، فطلب من الزوار التنحي ثم دخل في ذكر لله تعالى بإخلاص، فإذا بالشعرة النبوية تخرج سامية من البساط متحركة لذكر الله تعالى فالتقطها وزال كربه. ولا شك أن الفضل في تشريف السودان بهذه الآثار النبوية، يرجع بعد الله تعالى للشيخ محمد بن الشيخ حسن الفاتح قريب الله، ولا غرابة أن يشرف السودان بجلائل الأعمال آل الشيخ الفاتح قريب الله وآل الشيخ الطيب بن البشير، فأياديهم على السودان لا ينكرها إلاّ جاحد وصاحب غرض. وشكراً للشيخ أحمد الإماراتي الذي لم يقل ولكن كأنه أشار إلى أن مجيء الآثار النبوية إلى السودان قد كان بإشارة ما. وأختم مقالي هذا بسؤال ورد في مخطوطة للشيخ عبد المحمود نور الدائم، يستفسر فيه العلماء متحدياً: «ما قولكم يا علماء العصر ؟ »