باركت الهيئة التشريعية القومية، نتائج استفتاء جنوب السودان والتي جاءت لصالح قيام دولة مستقلة بالجنوب، واعتبر نواب البرلمان العملية بمثابة انجاز عظيم، وطالبوا بأن يكافأ السودان من قبل المجتمع الدولي بسحب اسمه من قائمة الدول الراعية للارهاب ورفع العقوبات الاقتصادية. وطالب رئيس الهيئة التشريعية أحمد ابراهيم الطاهر، المجتمع الدولي بأن يكون عادلاً ويمنح الرئيس عمر البشير ونائبه الاول سلفاكير ميارديت جائزة نوبل للسلام لتحقيقهما للاستفتاء. لكن رئيس كتلة المعارضة بالبرلمان اسماعيل فضل، اكد ان الانفصال يعني ان كل قطرة دم أريقت منذ الاستعمار في سبيل وحدة البلاد واستقلالها راحت هدراً، وقال في مداولته على الرسالة الرئاسية التي طرحها وزير رئاسة الجمهورية بكري حسن صالح أمام الهيئة التشريعية أمس حول نتائج الاستفتاء، ان نتائج الاستفتاء عبرت عن اليأس الكامل للجنوب في التعايش مع الشمال، والفشل في بناء وطن متنوع يحوى الجميع، واشار إلى انها تمثل رسالة لكل قطرة دم شمالية وجنوبية أريقت من الاستعمار وحتى الآن للحفاظ على الوحدة والاستقلال بأنها ضاعت هدراً وان السودان أضاع تلك الدماء والميراث، وسخر من مداولات عدد من نواب المؤتمر الوطني ودفعهم لتبريرات الانفصال بأنه اعادة الحق لأهله وان الجنوب لم يذهب لأجنبي، وقال «أخشى أن ما يقال حول ان الجنوب أعطي لأهله ان ينسحب ذلك على دارفور والشرق وحتى توتي ان طالبوا بذلك». وأثار حديث اسماعيل حفيظة النائب البرلماني عن كتلة المؤتمر الوطني مهدي بابو نمر الذي أكد ان الانفصال أصبح واقعا، وشدد «لا أسف ولا ندم عليه» وقال ان الحديث السياسي الآن لا يعدو سوى لهو وماض فات أوانه، وأشار لضرورة التركيز على حل القضايا العالقة وعلى رأسها أبيي التي قال انها ستنفجر. وطالب رئيس كتلة المؤتمر الوطني غازي صلاح الدين، بضرورة التمسك بالسلام وقال «ولأن خسرنا الوحدة نكسب السلام ونتمنى أن نحقق الوحدة عملياً على المستوى الاقتصادي والاجتماعي،» وأكد ان حزبه وقف وقفة قوية لتحقيق الوحدة واضاف «وهذا لا يمكن ان يطعن فيه إلا مكابر أو مزايد». من جانبه، قال القيادي في كتلة المؤتمر الوطني الزبير أحمد الحسن في مداولته «قبلنا ان نضحي بالوحدة مقابل السلام فلذا لا بد أن ترفع عن كاهلنا العقوبات الكثيفة وشرور الدول التي تكيد لنا» ورجح ان يتمتع الشمال والجنوب بعلاقات قوية. في ذات المنحى، انتقد النائب البرلماني الزهاوي ابراهيم مالك تصريحات سابقة تقول ان الجنوب كان عبئا على الشمال، وحدد مساهمات الجنوب في تاريخ البلاد منذ المهدية وحتى الاستقلال، واعتبر الانفصال حقيقة صعبة وغير عادية.