روما، طرابلس، بنغازي - رويترز، أ ف ب، أ ب - لليوم الحادي عشر على التوالي شنت طائرات تابعة للحلف الأطلسي غارات كثيفة على مواقع في منطقة طرابلس، واستمرت المعارضة، العاملة تحت لواء المجلس الوطني الانتقالي الإشراف على تدريب المزيد من المتطوعين المستعدين لقتال أنصار العقيد معمر القذافي. ودعا الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، بعد محادثات في إيطاليا، الى إجراء مفاوضات لتسوية النزاع في ليبيا. ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية عن مصادر ديبلوماسية أن روسيا ستُرسل «مبعوثاً خاصاً» الى طرابلس وبنغازي في محاولة للتوسط في النزاع الليبي. ومع تعرض العاصمة الليبية مجدداً لغارات جوية ليلية شنتها طائرات الحلف الأطلسي نددت الأممالمتحدة بارتكاب نظام القذافي جرائم ضد الإنسانية في قمع الثورة التي انطلقت قبل أربعة شهور. ويبدو أن محاولات إيجاد حل سياسي للنزاع، الذي أوقع بين 10 و15 ألف قتيل منذ شباط (فبراير) بحسب حصيلة للأمم المتحدة، تراوح مكانها بسبب رفض القذافي التنحي على رغم الانشقاقات داخل نظامه والعقوبات والضغوط الدولية. وشنت طائرات الحلف الأطلسي ليل الأربعاء - الخميس غارات مكثفة على طرابلس حيث سمع دوي ما لا يقل عن 12 انفجاراً قوياً غير أن الأماكن المستهدفة لم تعرف. وتتعرض العاصمة الليبية لغارات مكثفة من الحلف الأطلسي منذ 10 أيام. وكان الحلف الأطلسي أعلن الأربعاء أنه استهدف، في منطقة طرابلس، مستودعاً للسيارات وقاذفة صواريخ أرض - جو في ضواحي مزدة (180 كلم جنوبطرابلس) ومستودع ذخيرة ونظام رادار في هون على بعد 500 كلم جنوب شرقي المدينة. وإزاء موقف القذافي، الذي اعتبر متحدياً، أعلن الأمين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن تمديد مهمة الحلف في ليبيا لمدة ثلاثة شهور وهي مهمة كان يفترض أن تنتهي في آخر حزيران (يونيو). وأعرب عن الأمل في إيجاد حل للنزاع قبل نهاية أيلول (سبتمبر). ودانت لجنة تحقيق شكلها مجلس حقوق الإنسان في الأممالمتحدة «الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الحكومية» في ليبيا. وأشارت الى «الاستخدام المفرط للقوة بحق المتظاهرين (...) ما أدى الى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى» وأيضاً الى عمليات اختفاء قسرية والعراقيل للحصول على العناية الطبية و»الهجمات الخطيرة» على وسائل الإعلام. ومن جانب الثوار، قالت اللجنة إنها «سجلت بعض الأعمال التي تندرج في إطار جرائم الحرب»، خصوصاً «حالات تعذيب وأشكال أخرى من المعاملة اللاإنسانية والمهينة». واستناداً الى تقديرات النظام والثوار ومنظمات غير حكومية، أضافت اللجنة أن أعمال العنف أوقعت آلاف القتلى منذ 15 شباط الماضي. وأرغم أكثر من 890 ألف شخص، معظمهم من العمال المهاجرين، على الفرار في حين أن 1200 قتلوا أو فقدوا بعدما غادروا ليبيا للوصول بحراً الى أوروبا بحسب الأممالمتحدة. وعلى الصعيد الديبلوماسي انضمت مالطا الى فرنسا وإيطاليا وبريطانيا وقطر وغامبيا والأردن، من خلال إعلانها أنها تعتبر المجلس الوطني الانتقالي «الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي». الرئيس الروسي قال بعد محادثات مع الرئيس الإيطالي للصحافيين: «نود قدر المستطاع أن تجد المشكلة حلاً لها عبر المفاوضات وليس بوسائل عسكرية».وأضاف: «إنها طريق شاقة جداً»، قبل أن يؤكد انه سيلتقي مجدداً مع رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلوسكوني ونائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن. وروسيا، الحليفة المقربة من ليبيا التي تعارض تقليدياً أي تدخل، كانت رفعت تحفظاتها حيال المطالبة برحيل العقيد القذافي، في نهاية أيار (مايو) في ختام قمة مجموعة الثماني في دوفيل. وبعد امتناعها عن التصويت في الأممالمتحدة على القرار 1973 الذي سمح بشن ضربات دولية ضد طرابلس، طرحت موسكو نفسها منذ ذلك الوقت وسيطاً في هذه الحرب المهددة بالتفاقم. وأفاد تحقيق لوكالة «اسوشيتدبرس» أن الآلاف من المتطوعين يجري تدريبهم على القتال وعلى عمليات إنزال بحرية على الشواطئ ليكونوا مستعدين للانضمام الجيش الجديد الذي يجري تشكيله تحت رعاية مستشارين عسكريين غربيين. ولم تُشر الوكالة الى جنسيات المدربين أو تنشر صوراً لهم واكتفت ببث صور المتطوعين أثناء التدريبات البحرية والبرية.