مساء السبت الماضي لم يكن اعتيادياً بمباني جامعة الاحفاد للبنات، فقبل أربعة أيام من «اليوم العالمي للمرأة» الذي يأتي في الثامن من مارس سنوياً، جاء أسبوع المرأة تحت شعار «تمكين المرأة في القرن الحادي والعشرين» فالأسبوع اضافة لكونه فرصة للتنافس للحصول على الجوائز، إلا أنه يمثل لقاءً اجتماعياً مهماً يقف فيه أولياء الامور ليروا حصاد ابنائهم، وأيضاً يناقش كثيرا من القضايا التي تهم المرأة مثل الانتخابات وحقوق الانسان والديمقراطية، فقدمت العروض المسرحية التنويرية، ونظمت القصائد التي تعالج مثل هكذا قضايا. «شباب وجامعات» كانت حاضرة في أسبوع المرأة ونقلت بعضاً من الاحتفالية أدناه: أم درمان: شوقي مهدي «حق المرأة توازي حقوقك، ما بتديها مراد بي ذوقك/ امشي معاها خطاوي جديدة، وأبقوا رحيق الوردة وعيدا» «صوت المرأة» كان من ضمن القصائد المغناة للشاعر اسماعيل الإعيسر من قبل طلاب مدرسة العلوم الادارية، وغير «صوت المرأة« كانت هنالك العديد من القصائد والمسرحيات التي عالجت كثيراً من القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية، مثل التمثيل النسبي للمرأة في الانتخابات والترشح. ولعل مسرحية «النص بالنص» التي عالجت قضية تمثيل المرأة في الانتخابات في قالب مسرحي تنم عن وعي واستنارة لدى طالبات الجامعة، وفي المقابل جاءت «بت حنين» التي لفتت انتباه من التقت بهم «الصحافة» كمعالجة واقعية لقضية الترشيح وحقوق المرأة في المناصب العليا، في شكل درامي جيد فطرحت المسرحية معاناة المرأة في الريف وكيفية المطالبة بحقوقها عبر التصويت، فتقول نور أمير حسن طالبة السنة الاولى بالعلوم الادارية وإحدى ممثلات المسرحية، إن الغرض من المسرحية مناقشة مشكلات المرأة في الريف، مثل التهميش والفقر ومعاناتها، إضافة لقضية الترشح الانتخابي، فتقول نور إن «بت حنين» في المسرحية عالجت كيفية ترشح المرأة لرئاسة الجمهورية كحق انتخابي أصيل للمرأة، وترى ان المسرحية وسيلة لرفع الوعي وصقل الموهبة. الاستاذة أماني تبيدي بجامعة الاحفاد ومنسق عام أسبوع المرأة، قالت إن الأسبوع يتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، وجامعة الاحفاد وبحكم تخصصها في تعليم البنات باعتبارها رائدة في هذا المجال تقوم بالاحتفال بهذا اليوم في شكل اسبوع، وعادة ما يتم اختيار شعار لكل عام تتم ترجمته الى اعمال ثقافية وأدبية ومسرحية وموسيقية من خلال الأسبوع. وجاء الشعار هذا الأسبوع باسم «تمكين المرأة في القرن الحادي والعشرين» ويراعى ان يكون متزامناً مع متطلبات المرحلة، فجاء شعار هذا العام نسبة لعملية التحول الديمقراطي التي تمر بها البلاد، وتضيف أماني تبيدي ان الطالبات في بعض الاحيان يقمن بالتأليف والاخراج بمساعدة بعض الفنانين والمسرحيين، كما تمت الاستعانة بمتعاونين من الخارج، وبالتالي ترى تبيدي ان كل الاعمال التي قدمت متميزة، لأنها تحمل في دواخلها روح التنافس، فكل مدرسة تحاول تقديم الافضل لديها، وحاولنا خلال الأسبوع اشراك كبار الفنانين والملحنين والشعراء وأهل المسرح من خلال ورش العمل التي سبقت هذا الأسبوع، حتي يخرج بصورة ممتازة، لأن طالبة الاحفاد مميزة، وذلك طبقاً لمنهج الجامعة الذي لا يقتصر على التعليم الاكاديمي فقط، وانما بدمج الفتاة والطالبة في المجتمع من خلال رحلات الإرشاد الريفي بصفة متواصلة، إضافة الى أن الطالبات أنفسهن يتطلعن للتنافس، لهذا جاءت المعارض والأعمال الفنية بهذه الصورة التي أرضت الكثيرين، فبالأسبوع لجنة تحكيم تضم كبار الملحنين والشعراء والنقاد الذين يتعاونون مع الجامعة في اختيار الأعمال الفائزة. وايضاً اصدرت الطالبات مجلة باسم «النصف الواعد» متزامنة مع أسبوع المرأة، حافلة بالمواضيع التي تعالج القضايا الثقافية والاجتماعية باشراف وحدة توثيق الدراسات النسوية وتحرير طالبات جامعة الاحفاد، وهي مجلة طلابية بحتة أبرزت مواهب في مجال العمل الإعلامي. وتواصل أمل لتقول إن دور الجامعة لا يقف عند هذا الحد، بل بها وحدة لتنمية المواهب في كافة المجالات. وتتابع معهم بصورة متواصلة عبر أساتذة متخصصين في الموسيقى والدراما والرياضة وغيرها، وذلك جعل كثيراً من النجوم المبرزين يتخرجون في هذه الجامعة الذين رفدوا الساحة الفنية والثقافية بعدد من الفنانين. وتضيف بأن طالبات الأحفاد من خلال حملات الارشاد الريفي، يقمن بحملات لرفع الوعي عند النساء بحقوق الانسان ومحاربة العادات الضارة ونشر ثقافة السلام في المناطق النائية، وهذا ما يميز طالبة الاحفاد. أما الأستاذة ابتهاج عوض عبد الله المحاضرة بالجامعة بمدرسة العلوم الصحية، فتقول إن مشاركتهم في هذا الأسبوع من خلال قسمي المشاركات والمنافسات، ففي البداية كانت مشاركة المنافسات الرياضية على درع العميد، اضافة الى منافسات فنية وبيئة تشمل مسرحيات ونشاطا دراميا وغناءً وشعرا ونثرا، ونحاول في المدرسة جعل الطالبات مشاركات في كافة المجالات من أجل تنمية روح التنافس والابداع والمواهب ومدى استيعابهم لشعار الأسبوع ومعرفة معنى تمكين المرأة والديمقراطية وحقوق المرأة. وتضيف ابتهاج بأن ما يميز هذا الأسبوع هو روح الترابط بين المنسقين مع بعضهم البعض، والتنافس والتعاون بين الطالبات وحبهن لابراز المواهب في دواخلهن.