بالرغم من الحراك الكبير الذي ظلت تشهده الولاية الشمالية على صعيد البنية التحتية خلال الفترة الماضية في محاور الطرق والجسور والكهرباء ،وبالرغم من الاهتمام الواضح الذي ظلت تفرده الدولة للولاية الشمالية الذي يعتبره الكثيرون أنه جاء خصما على ولايات اخرى،وعلى الرغم من أن واقع الولاية بات يختلف ظاهريا عن ماضيها خاصة على صعيد البنية التحتية التي شهدت تطورا كبيرا ،إلا أن عددا كبيرا من مواطني الشمالية يؤكدون حاجة الولاية الملحه لمشاريع تنموية حقيقية تستهدف تطوير الإنسان وتحسين دخله،وويعترفون بالاثر الإيجابي للطرق والجسور في تسهيل الحركة التي كانت من اكبر المعوقات في الماضي ،ويشيرون الى ان دخول الكهرباء الى المنازل يعد امرا جيدا أحدث نقله نوعيه في حياة سكان الولاية الذين عانوا كثيرا من ضعف هذه الخدمة سابقا ، بيد ان المواطنين يؤكدون إفتقار الولاية للمشاريع التنموية الحقيقية التي توفر فرص العمل للشباب والخريجين والأيدي العامله الاخرى التي ظلت تفضل التوجه للولايات الاخرى وخارج السودان بحثا عن فرص العمل التي تعزرت في الولاية التي تعاني من عدم وجود مرافق صناعية كبرى او صغرى تستوعب الايدي العاملة، حيث توجد ثلاثة مصانع فقط أحدها بحلفا وهو مصنع تعليب الاسماك والآخر بكريمة (تعليب التمور ) فيما توقف المصنع الوحيد بدنقلا (المطحن). ويقول الخريج محمد عثمان صالح إنهم كخريجين كانوا يحملون آمالاً عراضاً كابناء للولاية وذلك قبل استلامهم لشهاداتهم الجامعية ويضيف:الكثير من ابناء الولاية كانوا يفضلون خدمة الشمالية بعد التخرج وذلك للمساهمة في تطورها ولرد الدين ،بيد انهم يصابون بخيبة امل كبرى عند الحضور للولاية والتعرف على الواقع الذي يشير بجلاء الى إنعدام فرص العمل تماما والتي تبدو محصورة في القطاع العام فقط وهو لايمكن ان يستوعب الاعداد الكبيرة من الخريجين علاوة على انه ليس خياراً محبباً للكثيرين وذلك لضعف عائده المادي ،والولاية للأسف الشديد تفتقر للمصانع والمشاريع الزراعية الكبرى التي من الممكن ان تستوعب الخريجين وتتيح لهم خدمة الولاية ،وكان على الدولة وحكومة الولاية توجيه جزء من الموارد الضخمة التي خصصت للطرق والجسور نحو مشاريع تنموية حقيقية تفيد الانسان وترفد اقتصاد الولايةوبل الاقتصاد الوطني وفي تقديري أن هناك الكثير من المجالات التي كان من الممكن ان تفيد الولاية كالصناعات التحويلية المرتبطة بالزراعة واعني هنا الصناعات الغذائية المختلفة التي للأسف نستورها من العاصمة رغم إمتلاكنا لمدخلات الإنتاج الاساسية المتمثلة في المحاصيل الزراعية المختلفة.. لم يختلف حديث مواطن رفض ذكر اسمه عن الطالب الجامعي وقال ان الطرق والكباري ضرورية ولكن ليست أكثر أهمية من تنمية الإنسان وتوفير فرص العمل له ويضيف: تعداد سكان الولاية يمضي في تناقص رغم ثورة الطرق والجسور والكهرباء والاسباب تعود الى ضيق فرص العمل وعدم الاهتمام بالمشاريع التنموية الحقيقية المتمثلة في المصانع والنهوض بالزراعة التي وللأسف الشديد تشهد تراجعاً كبيراً وغير مسبوق بل باتت طاردة بعد أن كانت من أهم مصادر دخل المواطنين ،والزراعة لم تستفيد من الطرق التي كان من المفترض ان تسهل حركة التصدير الداخلي والخارجي ،حتى الكهرباء لم تسهم في إقالة عثرات الزراعة بالولاية وذلك لأنها لم تذهب نحو مكانها الصحيح وهي المشاريع الزراعية ،والشاهد اليوم ان الولاية لم تعد ذات إسهام اقتصادي ومعظم المزارعين هجروا هذه المهنة او بات اهتمامهم بها ضعيفاً وذلك لضعف عائدها والعقبات الكثيرة التي باتت تعتري طريقها المتمثلة في إرتفاع تكلفة مدخلات الانتاج ،وبصفة عامة الولاية تبدو في حاجة حقيقية لمشاريع تنمية تفيد المواطنين على المستوى القريب وليس إكمال بني تحتية لاتثمر ولاتغير من واقع مواطن الولاية الذي ظل يعتمد على المصادر الخارجية لتسيير حياته وكما يقولون لولا المغتربون لهجر نصف السكان الشمالية