مشكلات المعاشيين فى السودان وقضاياهم ومعاناتهم من اجل معاش لا يسد الرمق ولا يفى الا بالنذر القليل من احتياجاتهم، معلومة ومعروفة، رغم انهم قدموا جل عمرهم وافنوا زهرة شبابهم فى خدمة الوطن والمواطن، وأرسوا دعائم راسخة فى الخدمة المدنية والتعليم وخلافه من المهن. ولكنهم لم يحصدوا الا السراب، وهذا ما يظهره واقع حالهم وقرائن أحوالهم. وولاية شمال كردفان لا تنفصل عن حال بقية السودان. ولالقاء الضوء على واقع المعاشيين ومن يدير شؤونهم تجولت «الصحافة» داخل ردهات الصندوق القومى للمعاشات، والتقت ببعض المعاشيين ومدير الصندوق فماذا قالوا؟ محمد صالح موظف بالمعاش قال: اذا اردنا ان نتكلم عن المعاشي ومعاناته وعدم اهتمام الدولة بامره، فهذا حديث يحتاج لسفر. اما نحن معاشيي شمال كردفان، فرغم ان الصندوق يفى لنا بالمعاش فى مواعيده، الا أن هنالك بعض المعاكسات من بعض الموظفين رغم ضآلة المبلغ الذى لا يساوى شيئاً مع تصاعد الأسعار. وعلى الدولة أن تفكر في دعمنا بمشاريع خارج إطار الصندوق الذي هو أيضاً يعانى من تراكم اشتراكات المعاشيين بالمالية ولسنين عدة دون الايفاء بدفعها. اما كوثر حمد ارملة معاشي، فقد شكت مر الشكوى من عدم صرفها لمستحقاتها نتيجة لعدم معرفة أين ملفها، رغم ترددها على الصندوق كثيراً، الا ان عدم ايلاء امرها ادنى اهتمام من قبل احد الموظفين جعلها تتناسى امر المعاش. وقالت إن هنالك معالجات وعدها بها المدير لحل مشكلتها، وهى فى الانتظار الآن. وقال حسين احمد معاشى احيل فى عام 2011م، انه الآن فى تمهيدى معاش، وحتى الآن لم يصرف معاشه. وعلم ان ما كان يخصم منه فى سنوات عمله كاشتراك معاش لم يسدد للصندوق حتى يفى له بالتزامه، وهو بالطبع امر لا ناقة له فيه ولا جمل، وقال فقط نريد حقوقنا وليس اكثر من ذلك. وناشد المسؤولين تدارك هذا الأمر، لأن المعاشيين طبقة ضعيفة ولا تتحمل اى تأخير فى مستحقاتها. واختتمت «الصحافة» جولتها بلقاء ابن عمر محمد أحمد مدير الصندوق القومى للمعاشات بشمال كردفان، الذى قال انهم فى الصندوق يقومون بتسوية المعاشات لكل العاملين الذين احيلوا الى المعاش بولاية شمال كردفان حتى عام 2010م. واكد ابن عمر ان الملفات بحوزتهم، وتم إجراء كل التسويات، وهى الآن فى مرحلة الدفع، وقال إنهم الآن فى انتظار وزارة المالية لتفى بالتزامها حتى يتم سداد الفترات المضافة للمعاشيين، ومن ثم يتم دفع المعاشات والمستحقات لكل العاملين حتى 2010م. وقال إن الصندوق يقوم بفحص مستندات وملفات العاملين المتقاعدين بالولاية، ويحتفظ بالملفات المكتملة، ويتم ارجاع غير المكتملة لإكمال مستنداتها حتى يتسنى اجراء التسوية لها. واشار ابن عمر الى ان الصندوق يشارك ويدعم المعاشيين فى مجال العمل الاجتماعى عن طريق «استثمارات المعاشيين» وهو عبارة عن معاش ال «24» شهراً مقدماً، لتعين وتساعد المعاشى واخراجه من دائرة الفقر الى دائرة الانتاج. وقال ابن عمر إن الصندوق يساهم فى علاج المعاشي او احد افراد أسرته من الأمراض المستعصية كامراض الكلى والسكرى وخلافه، ويتكفل ب 50% من تكلفة العلاج، الى جانب كفالته للطلبة من أبناء المعاشيين الذين يدرسون فى الجامعات والمقبولين عن الطريق النظامى، وقال إننا دعمنا حتى الآن «80» طالبة من أسر المعاشيين، كما نقدم دعما للطلبة فى سداد الرسوم. واكد ابن عمر أن الصندوق منذ عام 2005م يقوم بصرف المعاشات فى مواعيدها واحياناً قبل اكتمال الشهر. وقال إننا قمنا بتسديد المنحة التى اقرها رئيس الجمهورية. وقال ابن عمر انهم يقدمون مساهمات للمعاشيين ايام الاعياد، حيث يقوم الصندوق بتوفير خراف الاضاحى للمعاشيين على «8- 10» أقساط شهرية، وتوفير جوال سكر فى رمضان بأقساط ميسرة.