ودارت دورة الأيام تحمل في داخلها مجموعة من التغيرات وعادت مرة اخرى ساقية الدوري السوداني الممتاز في بحر الفراغ مثل ساقية جحا تماما تحمل الماء من البحر لتعيده لنفس النقطة وهي نقطة النهاية التي يقف عندها الهلال او المريخ لينال احدهما الدرع والآخر الوصافة في مشهد يتكرر منذ خمسة عشر عاما وبلا جديد يذكر وانما قديما يعاد وبنفس الملامح والشبه يتبارى في تكراره اربعة عشر فريقا تختلف الاسماء والنتيجة واحدة الكل يبحث فيها عن موقع الاستمرار في اداء دور الكومبارس في المسرحية الهزيلة من اجل قيادة البطل الى منصات التتويج بطل الورق الذي تظهر حقيقته في التنافس الخارجي واصفاره التي تماثل اصفار الآخرين في مواجهة الكبيرين في السودان او القمة كما يحلو للكثيرين استخدام الوصف. وقد يرى الكثيرون ان تنافس فريقين على البطولة امر موجود في كل دول العالم هي حقيقة ولكن ليست على شاكلة دورينا الذي يتسم بصفته الخاصة وقوة البطل فيه مستمدة من احساس الآخرين بضعفهم في مواجهته وهو ما يبدو واضحا في كل النسخ السابقة وبدأ في النسخة الجديدة بخسارة النيل الحصاحيصا امام الهلال بثلاثية برغم ان الاخير لعب بدون اسنان وبلا جماهير ، ولكن برغم من ان النيل هو رابع الدوري السابق وممثل السودان في بطولة الكونفدرالية الا انه لم يجد نفسه بعيدا عن قانون جاذبية الهزيمة التي صارت من الثوابت في مواجهة هلال مريخ في الدوري المسمى مجازا ممتاز وما ينطبق على النيل ينطبق على بقية الفرق بمدنها المختلفة وهو ما يعني استمرارية الدوران في فلك الفشل الملازم للكرة السودانية وما يقال عن ان هذه النسخة ستكون مختلفة وان الفرق قد ارتفع طموحها هو مجرد حرث في بحر لا اكثر ولا اقل ويجعلنا نتساءل عن ما هو اقصى طموح لهذه الفرق اهو التعادل مع احد الفريقين او محاولة الاستيساد وهزيمتهم لا هذه ولا تلك فالطموح لا يتجاوز الحفاظ على البقاء في مقاعد الكومبارس والاستفادة من دخل مباراتها امامهم لمعالجة اشكالياتها المادية التي لا تنتهي بل تتزايد يوما بعد يوم وهو الامر الذي يخلق هذا التباين في المستوى والنتائج في الدوري الممتاز طوال سنواته وهو الذي سيتكرر الآن فالناظر الى فترات الاعداد يلحظ هذا التباين والاختلاف وميلان الكفة لصالح اموال المريخ والهلال ومعسكراتهم الخارجية والاستعدادات التي اجروها للموسم في حين تشكوا البقية لطوب الارض من قلة الفئران في دورها وهي العوامل التي تؤكد على ان الحال سيظل كما هو ودون تغيير مع بروز بعض الاشراقات التي يكون بطلها وكالعادة الامل عطبرة الذي يقاتل بروح ناس عطبرة وهي روح لو انتقلت للآخرين فان الامر سيتغير ويتغير معه السؤال من الهلال والمريخ غالبين كم الى سؤال ما هي نتيجة المباراة وهو السؤال المنطقي باعتبار التنافس الذي تقوم عليه لعبة كرة القدم نقطة أخيرة عافية الكرة السودانية في عافية الموردة مقولة تحمل في جوفها كل الحقائق التي رسمها القراقير في ازمان مضت عندما كانت الموردة بتلعب وحين تلعب الموردة وتنتصر فان اشياء كثيرة تتغير وان الخريطة الكروية تنعدل فاختلال المعادلة في بطولة الدوري الممتاز تعود وبشكل اساسي لاختلال الاداء عند اهل الهلب وعجزهم عن تأكيد حقيقة ان المورداب رجال بتغدوا بالمريخ ويتعشوا بالهلال واخوان رحاب الاعلى من السحاب ليت سحابة الصيف تعدي ويعود اخوة صالح عبدالله والطيب الماحي لرسم صورة اخوان كابو وبريش والجقر وغيرهم من الفرسان. عودوا يا قراقير عودوا وليكن هذا عامكم ان لم يكن من اجل المتمسكين بمبادئ التبتل في حضرة الموردة فمن اجل السودان الذي رفعتم راياته كثيرا. الزين عثمان