الخرطوم: صديق رمضان شهدت ولاية الخرطوم في السنوات الأخيرة طفرة تنموية مشهودة في العديد من الأصعدة، خاصة في مجال الطرق التي طالتها يد الإعمار في عهد الوالي السابق الذي أفرد اهتماما كبيرا للبنيات التحتية للعاصمة، ورغم العمل المكثف في الطرق وقتها إلا انه كان هناك الكثير من الأصوات الناقدة والمشككة في الكيفية التي تمت بها سفلتة الطرق من ناحية فنية وهندسية. وكشف عدد من المهندسين بالتزامن مع تشييد الطرق في عهد الوالي السابق، انها غير مطابقة للمواصفات والمعايير الهندسية التي ينبغي توفرها باعتبارها شروطاً اساسية في صناعة الطرق، ولم يعبأ وقتها الوالي بالملاحظات والتحذيرات. وواصل في تنفيذ خططه مغطياً بالأسفلت أكثر من 70% من طرق أحد أكثر عواصم أفريقيا اكتظاظا بالسكان والسيارات، وبعد مضي سنوات معدودة تكشف للرأي العام صدق آراء الفنيين حول عدم مطابقة طريقة عمليات تشييد الطرق للمواصفات المطلوبة. وتمثل ذلك في الدمار والتردي الذي أصاب عدداً مقدراً منها، مما نتج عن ذلك الكثير من المطبات و«الحفر»، وحدث لبعض الطرق شبه انهيار، ولم تعد بذات الكفاءة الاولى، رغم أن عمليات تشييدها لم تمض عليها أعوام محدودة. وفي هذا الصدد يقول المهندس عثمان أحمد إن التصدع والتردي الذي أصاب العديد من طرق العاصمة كان شيئاً متوقعاً، وذلك لأن عمليات السفلتة لم تأتِ حسب ما هو مطلوب، حيث جانبت العمليات السليمة والصحيحة في صناعة الطرق، وكل الطبقات التي تم وضعها كانت غير مستوفية للشروط خاصة الاسفلت الذي جاء سمكه أقل بكثير من المعايير المطلوبة في طرق تستعملها الكثير من السيارات، وعليها ضغط متواصل، ويضيف: «يجب مراعاة الشروط المطلوبة في تشييد الطرق، ولا بد من إعادة تأهيل وصيانة كل الطرق التي تم تشييدها خلال الفترة الماضية، خاصة تلك التي وضح جليا افتقادها للمعابر والجسور المطلوب توفرها لمواجهة ظروف الخريف». وفي هذا الصدد الجميع يعلم ان هناك الكثير من الأحياء بالعاصمة تأثرت في الخريف الماضي من عدم وجود الجسور الصغيرة التي تمر عبرها مياه الأمطار التي أوقعت ضررا كبيرا بالمنازل لسوء التصريف والتشييد الخاطئ لبعض الطرق، عطفاً على عدم وجود جسور. وكان والي ولاية الخرطوم الحالي قد تعهد في شهر اكتوبر الماضي بصيانة كل الطرق قبل حلول فصل الخريف القادم، غير أنه وعلى أرض الواقع لم ينفذ وعده، وتركز العمل في تشييد طرق جديدة، ولم يمتد العمل الى الطرق التي تبدو في حاجة ماسة لإعادة التأهيل. ويقول حامد وهو سائق حافلة بخط الخرطوم الكلاكلات، إن بعض الطرق تزداد سوءاً يوماً بعد آخر، وحتى عمليات الترقيع التي تمت في بعض الطرق لم تصمد كثيرا، وذلك لأنها كانت عبارة عن «كلفتة» فقط، وليست عملا جادا ومؤسسا. وقال إنهم باعتبارهم اصحاب مركبات يواجهون معاناة حقيقية مع الحفر والمطبات والتعرجات التي تؤثر سلبا على السيارات، وتعرض بعضها للأعطال. فيما ذهب صاحب سيارة ملاكي الى ان الطرق التي تم تشييدها خلال السنوات الماضية مثلت إضافة حقيقية وغيرت بعض الشيء من وجه العاصمة، ولكن هذه الطرق افتقدت للكثير من الأساسيات أبرزها التوسعة حيث مازال العديد من الطرق المهمة والاستراتيجية ضيقة ومن مسار واحد، وكان يفترض توسعتها عبر إضافة مسارات جديدة حتى تسهل الحركة وتخفف من الاكتظاظ الواضح الذي بات مميزا لكل طرق العاصمة باستثناء طريق أفريقيا فقط. ويشير الى أن حكومة الولاية مطالبة باحداث نقلة نوعية في الطرق كتلك الموجودة في الدول المتقدمة. أما المواطن السيد عبد الفضيل فقد شكا من الزحمة الدائمة في طرق العاصمة، وقال إن هذا الأمر لا يعود الى كثرة السيارات وقلة رجال المرور، بل الى ضيق مساحات الطرق التي قال كان من المفترض أن تشهد توسعة تواكب الزيادة المتتالية في أعداد السيارات التي أشار الى ان عددها في العاصمة حسب تقارير الجهات الرسمية تجاوز المليون. وأكد أيضاً على ضرورة صيانة وتأهيل ونظافة الطرق المختلفة خاصة الرئيسية بصورة دورية، وان تخصص إدارة كاملة لعمليات الصيانة، او أن تكلف إحدى الشركات العاملة في مجال الطرق والجسور بهذا الامر المهم، من جانبه قال المواطن محمد فقيري إن الطرق داخل العديد من احياء العاصمة لا تقل سوءاً عن الطرق العامة. واشار الى أنها ضيقة ومتردية، ومن النادر أن تطالها يد الصيانة والتأهيل، حيث يتركز كل العمل في الطرق التي تمر بها عربات المسؤولين، وقال ان هنا فرقاً كبيراً بين الشوارع الداخلية في أحياء مثل أركويت والطائف والمنشية، وتلك الموجودة في ام بدة والحاج يوسف والدروشاب. وقال إن هذا التفاوت ليس بالامر الجيد، وكان مواطنون من الحارة «75» الإسكان الشعبي قد ناشدوا السلطات بضرورة سفلتة الطريق المتفرع من الشارع الرئيسي الذي يذهب ناحية الغرب، ويقع جنوب الحارة «75»، واشاروا الى ان هذا الطريق لم يعرف الاسفلت اليه سبيلا منذ إنشاء الحارة قبل أكثر من عشر سنوات، كما طالب سكان دردوق بالحاج يوسف بأن تتم سفلتة الطريق الرابط بين الحي ومربع «24» بالمايقوما. وناشد عدد من أصحاب المركبات الخاصة حكومة الولاية تأهيل طرق الصحافة والسلمة والفتيحاب التي اشاروا الى انها تشهد تردياً وتصدعاً كبيراً .