*يقدم المريخ عبر قائده الشاب والمحبوب جمال الدين الوالى نموذجا طيبا فى كيفية التعامل مع الأجنبى إن كان حيا أو ميتا وبمثلما يكرم ويعز نجومه وهم أحياء ويجعلهم يعيشون قمة الرفاهية والمتعة ( درجة النقنقة ) فقد أكد عبر البرنامج الذى أقامه مساء أمس الأول إحياء لذكرى مهاجمه الراحل إيداهو بمناسبة مرور عام على رحيله إنه يعرف كيف يقدم الوفاء لكل من قدم إليه وضحى من أجله. *وقبل أن نتحدث عن تفاصيل مهرجان أمس الأول لابد لنا أن نشير إلى أن الراحل إيداهو كان لاعبا غير عادي يختلف عن كل زملائه الأجانب وحتى المحليين خاصة فى الولاء للمريخ والطريقة التى كان يلعب بها والتى تشابه الطابع المريخى تماما والذى عرف به منذ إنشائه حيث اللعب بالروح القتالية العالية والجدية والشراسة والقوة . فقد عرفنا فيه اللاعب المؤدب المنضبط الذى لا يعرف المطالب ولا الإبتزاز أو التمرد ولا يتوقف . كان إيداهو مهاجما من طراز فريد تتجمع فيه كافة المواصفات المطلوبة فى المهاجم النموذجى حيث كان يجيد إستخدام كلتا قدميه ورأسه وكان سريعا يجيد الإختراق والتصويب القوى وسريع الحركة وله من الجرأة والشجاعة ما لا يتوفر عند إيداهو ونشهد له بأنه أحب المريخ كثيرا لدرجة أنه تردد عندما عرض عليه عرض الإعارة وبعد شهور قليلة رفض البقاء بالأمارات برغم الفوارق المادية وإختار العودة للمريخ ولهذا نصفه بأنه كان يتفرد على كل زملائه إن كانوا أجانب أو محليين فى مستواه وفى ولائه أما عن إيداهو المهاجم ومدى إستفادة المريخ منه وما قدمه خلال مشواره كمهاجم وهداف فيكفى الإشارة إلى أن الراحل كما ( قالت سيرته الذاتية ) أنه قضى بالمريخ اربعة وأربعين شهرا وشارك خلال هذه الفترة فى (174) مباراة أحرز فيها ( 114 ) هدفا. *يستحق إيداهو أن يخلد المريخ ذكراه سنويا وذلك لأنه توفى وهو يؤدى واجب المريخ وكان يرتدى شعاره وفى مباراة رسمية وتوفى وهو داخل أرض ملعب المريخ الأخضر بالتالى يبقى من الوفاء والطبيعى بل والإلزامى أن تخلد ذكراه وإن لم يقدم المريخ على هذه الخطوة فإن ذلك يسمى بالجحود والنكران *إحياء الذكرى السنوية للاعب أجنبى أمر غير مألوف ولا هو طبيعى بل إستثنائى وهى مناسبة لا يحيها إلا نادٍ كبير ومحترم ويديره رجال يعرفون قدر أمثالهم وكيف يردون الوفاء للأوفياء ويقدرون جهود من يبذلون ويضحون ومن هنا نبعت فكرة الريس جمال الوالى حينما بادر وقدم الإقتراح الخاص بقيام مناسبة أمس الأول. *هى ليست حدثاً عابراً أو مجرد برنامج بدأ وإنتهى بل هى رسالة عظيمة وأثر عميق وهى ترجمة ل ( دبلوماسية الرياضة الشعبية ) وهى بادرة من شأنها أن تخلق روابط بين الشعوب وترسخ فهما جديدا وجميلا عن الشعب السودانى فى عقول الشعب النيجيرى وهى ليست قاصرة على ( المريخ وإيداهو ) بل هى محاولة جادة لخلق تلاقح وتماذج بين الشعبين ( السودانى والنيجيرى ) ويكفى ما صرحت به أرملة المرحوم ( ساندرا ) وما قالته دموعها وهى ترى مدى الإعزاز الذى يقدمه المريخ لزوجها الراحل وهو خارج دائرة الحياة. *المهرجان حقق كل درجات النجاح خاصة الحضور المكثف لجمهور المريخ والذى أكد بالفعل أنه صفوة الصفوة فقد جسد الوفاء فى أعلى معانيه وضرب مثلا رائعا فى فهمه للرسالة . جاءت المناسبة عظيمة وعلى قدر معانيها وهدفها السامى وتوازى ماقدمه الراحل للمريخ وأدت كافة أغراضها الأدبية والمادية *وإن كان هناك من يستحق الشكر والإشادة والثناء بعد الله فهو الأخ جمال الوالى هذا الرجل والذى ظل يؤكد فى كل يوم أنه إنسان بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانى فقد حباه الله بنعمة إبتكار المبادرات الحميدة وحب الناس له والسعى لخدمتهم ومساعدتهم ونذكر هنا ما صرح به كابتن محمد نورمهاجم المنتخب السعودى ونادى الإتحاد عندما قال إنه جاء إكراما وتقديرا وتلبية لدعوة تلقاها من السيد جمال زعيم المريخ وأنه سعيد لمشاركته للمريخ فى مناسبة وفاء للاعب توفى داخل الملعب وحرص على الحضور للسودان برغم إرتباط ناديه بمباراة مع فريق الرائد ( جرت أمس ). *وإن كان لنا مانختم به فنقول إن الراحل يستحق ولهذا فقد حرصنا على مرافقة جثمانه حتى مسقط رأسه مدينة بنين بنجيريا فى رحلة كانت شاقة ولم تخلُ من المصاعب والمتاعب والمخاطر.