*سبق أن وصفنا المدير الفنى الحالى للمريخ بأنه من نوعية المدربين الذين يؤمنون بالخطط الهجومية ويمارسون الجرأة ومن هواة « مداهمة » الخصوم فى منطقتهم وقلنا ذلك من واقع اشراكه لعدد كبير من اللاعبين من ذوى الخاصيات الهجومية فى التشكيلة الواحدة قد يصل عددهم الى خمسة كما أنه لا يؤمن بنظرية اشراك «ثلاثة محاور كخط دفاع أول » واعتبرنا أن هذا بمثابة سلوك «مؤصل » فى البدرى ونرى فى ذلك « ايجابية تحسب له » من منطلق أنه يدخل أى مباراة باستراتيجية هجومية ابتغاء للنصر وسعيا له وهذا لا يعنى بأى حال أنه يتعمد اهمال الدفاع بل أنه يطبق القاعدة « الشائعة » وهى أن « الهجوم خير وسيلة للدفاع » ولكن !!!!!!! الذى وضح أيضا أن الكابتن البدرى يحمل فهما مختلفا وخاصا به وهو عدم ايمانه بتجهيز وتحضير فريقه عبر المباريات التجريبية فهو غير حريص على اجراء التجارب الشئ الذى يجعله مختلفا عن كل أمثاله ونظرائه فى العالم ولا ندرى الأسباب فهل هى خوف من النتائج أم عدم قناعة بالمبدأ نفسه « وعلى كل فهو حر فى قناعاته ومبرراته بحكم أنه صاحب القرار الأول والأخير » ، وكل ما نقوله فى هذه الجزئية لا يعدو أن يكون مجرد تعليق أو وجهة نظر مع وافر احترامنا لكل أراء الكابتن البدرى خاصة فى القرارات المتعلقة بالشأن الفنى لاسيما وأنه الخباز « بفتح وتشديد الباء» ولكن « مرة تانية » نقول ان كل المدربين فى الكون يرون أن فى قيام المباريات التجريبية فرصة لتزويد اللاعبين بعنصر يعتبرونه هاما وهو « لياقة المباريات » اضافة لذلك فهى بمثابة قياس توضح للمدرب المستوى العام لفريقه وأين يقف مؤشر لياقة اللاعبين كما أنها تكشف النواقص وأيضا الايجابيات والأكثر أهمية أنها تصنع الانسجام والتفاهم بين أفراد التشكيلة الواحدة غير ذلك فهى سانحة للمدرب ليطبق فيها استراتيجياته ولهذا يرى المدربون أنه لا غنى عنها ويطالبون بها ويسافرون مئات الأميال بحثا عنها و تصرف الاموال من أجل توفيرها وهذا مايجعلنا نستغرب من عدم اهتمام كابتن البدرى بها وعدم حرصه على قيامها نقول ذلك بعد أن فقد المريخ فرصة عظيمة كانت متاحة أمامه وهى التبارى مع المنتخب الأولمبى المصرى، ونرى أن كابتن البدرى كان بامكانه أن يوافق على أداء هذه التجربة لفوائدها المتعددة وان كان يخشى الجمهور أو النتيجة فكان أمامه أن يطلب قيامها بدون جمهور أو اعلام ولكن أن يرفضها أو فلنقل لم يجتهد فى اقامتها فهذا ما لم نجد له تفسيرا . *عموما كل ما نتمناه أن لا يكون كابتن حسام البدرى من نوعية المدربين الذين « يرتجفون » من المباريات ان كانت اعدادية أو رسمية. *لماذا هاجرأبو هريرة؟ *كان أمرا مفاجئا وغريبا أن يقرر الأخ أبوهريرة حسين مفجر ثورة الناشئين والذى حقق نجاحا لا يحتاج لتأكيد فى ادارته لجهاز الناشئين الهجرة الى دولة قطر ليعمل مكفولا « تحت سيطرة كفيل » لينال مقابل ذلك « راتبا » ومصدر المفاجأة هو أن أبوهريرة من شباب التنظيم البارزين ويتمتع بعلاقات مع رأس المسؤولية فهو من « الواصلين » كما أنه ليس فى حاجة ليهاجر الى دولة عربية بحثا عن عمل ويضحى بأسرته ومجتمعه ووطنه وعلاقاته الواسعة والمرموقة ، مؤكد أن هناك مواقف أجبرت أبوهريرة على الاقدام على هذه الخطوة الغريبة ولا ندرى السر وراء صمت الذين يعرفونه خاصة « الناس الفوق » ولماذا وافقوا على قراره الخطير هذا. *هجرة أبوهريرة فتحت أبواب « الشائعات والاجتهادات والتفسيرات والأسئلة » على مصراعيها فهناك من يقول ان أبوهريرة أصطدم « بحسد الحاسدين وأصحاب الغيرة » بسبب علاقته الرفيعة والقوية بأصحاب القرار « الفوق خالص » وأنه حقق من النجاحات مالم يحققه الذين يجلسون على المقاعد التنفيذية، وفئة قالتها صريحة « المؤتمر الوطنى يحارب بنيه - ظلم ذوى القربى » ، ومجموعة تتحدث عن مؤامرة ضده ولكن فى كل الأحوال يبقى قرار هجرة أبوهريرة الى دولة قطر ليعمل « أجيرا وتحت كفالة صاحب عمل » هو أمر تتجمع فيه كل الغرابة والاندهاش. * أبوهريرة من الذين يعملون ولا يتحدثون وكما قال عنه الأخ « كرنديس » انه رجل لا يعرف شيئا اسمه المستحيل ، وماقاله كرنديس يسنده ويؤكده الواقع - أبوهريرة رجل محبوب مؤدب لا تفارق البسمة شفتيه - هميم ورجل مواقف ومروة متحمس وناجح جدا فى عمله، لديه حماس لا يتوفر عند غيره - عرفنا فيه الجدية وسعة الصدر والأخلاق الفاضلة و يملك من العلاقات ما لا يملكه غيره ولا عدو له . حقق كل درجات النجاح من خلال قيادته لجهاز الناشئين وبنى من الاستادات ما جعله محل اشادات متكررة من رئيس الجمهورية نطق بها فى أكثر من مرة ولكن برغم كل ذلك لم يشفع لأبى هريرة وهاهو يغادر السودان مجبرا ومغصوبا وجعلوه يفضل التبعية للفرد « وكما قال الشاعرالحردلو منعول أبوك بلد » - أمثال أبوهريرة يستحقون الوفاء والتقدير وان نقول لهم أحسنتم بدلا من أن نحاربهم ونفتقدهم . *الله معاك يا « أبوهريرة » فقد أعطيت وماقصرت ولكنهم جحدواعليك ومارسوا معك النكران وظلموك ونقول لك توكل على الله و من يتوكل على الله فلا يحزن . أمنياتنا لك بالتوفيق فى حياتك الجديدة و « عقبالنا » ومقدما نهنئ الاخوة القطريين بك فقد كسبوا كادرا استراتيجيا فعالا وشابا متحمسا وانسانا بكل ما تحمل هذه المفردة من معانى « ومن شر حاسد اذا حسد » .