باقتدار ونجاح وجد الاشادة من الجميع نجح الاستاذ غسان علي عثمان الكاتب والصحفي مدير تحرير مجلة الخرطومالجديدة السياسية الشهرية في اجتياز تجربة حديثة ومتفردة متمثلة فى تقديم واحد من اجرأ البرامج السياسية في حوش التلفزيون حيث لمع نجمه اخيرا من خلال تقديم برنامج (المشهد) الذى يتناول على الهواء مباشرة الراهن السياسي بكل جدية وحيادية وشفافية ويطرح في كل حلقة موضوعا من مواضيع الساعة، ويستضيف مجموعة من شباب الاحزاب السياسية الموالية والمعارضة لتقديم الرأي والرأي الاخر، واستفاد البرنامج التلفزيوني الذي يعده فضل الله رابح ويخرجه محمد صديق الشيخ من قدرات وافكار وكفاءة غسان على عثمان الكاتب والباحث الذى صدر له اخيرا عدد من الدراسات عبر مراكز بحثية ابرزها العقل الأمريكي ومسألة التلازم بين الحق والواجب بنية العقل العربي فلسفة التاريخ المنهج والواقع تطبيقات على مسيرة التاريخ السياسي السوداني دراسات عن محمد عابد الجابري محمد أركون، ويستعد لنشر أعمال جديدة ابرزها الثورة الثقافية في السودان .. من هنا نبدأ و قصة الحضارة في السودان في نقد العقل السياسي السوداني و قراءة في كتاب العالمية الإسلامية الثانية لمحمد أبو القاسم حاج حمد استضفناه فى هذه المساحة لنتعرف على غسان المذيع برنامج المشهد . - ماذا ينقص المذيع السوداني الثقة أم الخبرة أم التأهيل والتدريب أم....؟ o أفضل الوصف محاور أي أنني أدير حواراً حول موضوع ما بصحبة آخرين، وعن ما ينقص؛ فرأيي وهو رأي وليس تفسير كلي، أن الخبرة رصيد دائم ومتجدد عبر العمل واستثمار الهّنات، وأهم ما يميز المشتغل في الميديا عموماً الثقافة، والحضور، وقوة الشخصية، مع الأخذ في الاعتبار المهنية، والمهنية فقط.. - بعض كبار المذيعين كانوا نجوماً في الإذاعة والتلفزيون لكنهم أصبحوا مجرد كومبارس في الفضائيات العربية والعالمية ما السبب في رأيك؟ o الأمر يتعلق بالشخصية السودانية، أي بالثقافة القومية، فنحن عادة جانحون نحو التواضع، رغم أن هناك مشكلات أخرى تتعلق باللغة، فلغتنا العربية ينقصها الكثير، وأعني نطقنا لبعض أحرف العربية، مثلاً «القاف» والتي هي عندنا «الغاف»، ومشكلة المد في الكلمات، وكذلك مخزوننا الدلالي ضعيف، لذا نلجأ لعبارات على شاكلة؛ شوف..يعني..أنا داير أقول.. زي ما..، والمتحدث من الضروري أن يكون مرتب اللغة، ولكن هذا الترتيب لا يعني التقعر.. كذلك أمر آخر هو الاهتمام بالجمل المباشرة الدقيقة في طرح الأسئلة، وثقافتنا السودانية لا تتعامل بالقدر الكافي مع الصورة، رغم أننا نملك خامات صوتية مميزة جداً، ولكن علينا القول إن كثير منا نجح في قنوات عالمية. - ما هي مواصفات مقدم البرنامج الناجح؟ o مقدم البرنامج من الضروري أن يكون مشاركاً في الإعداد واختيار الضيوف، أقول مشاركاً مع آخرين، فما يميزه عن المذيع أن الأخير وظيفته نقل النص عبر الصورة، والمحاور كي يتحكم فعليه أن يكون فاعلاً في كل مراحل العمل، وأن يكون على دراية ومعرفة بضيوفه عبر قراءة سيرتهم الذاتية، والمقدم الناجح يستنبط الأسئلة من محاور الحلقة، ومن بين مداخلات وإجابات ضيوفه، فعليه ألا يهمل ما يعرضه الضيف من نقاط داخل الحلقة قد تكون ذات فائدة على مجمل عملية الحوار، وأن يجلس لضيوفه قبل الحلقة، وأن يبتعد عن إظهار ميوله ورغباته السياسية والثقافية، فوظيفته إدارة الحوار بحيادية ومهنية. - برنامج المشهد يعده البعض أكثر البرامج شفافية وجدية في الطرح والنقاش ما هي الفكرة والهدف وأبرز النجاحات؟ o أشكر لك هذا الوصف، وهذا جهد فريق عمل، ودعني ألفت انتباهك لشيء مهم، وهو أن العمل الناجح ثمرة جهد جماعي، وكل واحد يقوم بدوره، وأي ضعف في أطراف العمل يؤثر على الصورة والمضمون، لذا أنا فرد في جماعة، ودوري مكمل لدورهم، وعن الفكرة في جوهرها قد يكون فريق العمل يملك رؤية كلية أكثر مني، ولكني أنظر إلى برنامج المشهد باعتباره مساحة حوارية جادة تعرض فيها مواضيع ذات صلة مباشرة بواقعنا السياسي والاجتماعي، ومساحة الرأي والرأي الآخر مكفولة ودونكم ما قدمناه حتى الآن، والمشهد فلسفته تقوم على إدارة حوار ينقل هموم المشتغل بالسياسة والمواطن عموماً، لذا نجنح دائماً لطرح أسئلة الوسط الصحفي وهموم الإنسان السوداني، وهدفنا يتلخص في بناء لغة حوار جاد وفاعل ومثمر وصولاً إلى صيغة أكثر مؤسسية عبر اشتغالنا على ملفات مرتبة وتقديم خدمة إعلامية جيدة. - أبرز المواضيع التي أثارها المشهد وهل حقق البرنامج حتى الآن نجاحاً ووضع حلولا وتوصيات مهمة؟ o كثيرة هي المواضيع رغم قصر عمر البرنامج على الأقل عملي فيه، وقد ركزنا على قضايا حيوية تخص السياسة والشباب والمرأة، وعن نجاحه فحالة الرضا تقتل الطموح وتجمد الروح، وكما قلت لك سعينا كبير لأجل إقرار نوع من المؤسسية في العمل. - نسبة البرامج السياسية في الخارطة البرامجية هل هي كافية مقارنة بما يمر به السودان والعالم من حولنا من أحداث؟ o إذا قلت لك إني راضٍ بالمساحة الممنوحة للبرامج السياسية فقد أكون مجاملاً أو هارباً من الإجابة، أطمح وأتمنى أن يتم تصميم رؤية برامجية توظف قوالب البرامج السياسية لصالح قضايا كلية، فالبرنامج السياسي الحواري ليس نشرة أخبار، بل يتحرك وفق استراتيجية واعية بضرورات المرحلة، ويرهف السمع لأسئلة الشارع. - ما مدى الحرية الممنوحة لمقدم البرامج السياسية المباشرة وهل تقوم باختيار مواضيع المشهد أم تختارها الإدارة السياسية؟ o نحن فريق عمل متجانس وأشكر للإدارة السياسية وعيها بضرورة الجماعية في العمل، ومن واجب القول إن الإدارة السياسية جادة في إشراكي حول طبيعة ما يقدم، وأنا جزء منهم، وعن الحرية؛ فالحرية التي أفهمها هي إعطاء كل صاحب رأي فرصته أن يقول رأيه، دون حجر أو منع أو حتى توسط، وطالما نحن فريق فرأيي يخرج للتعبير عن رأي فريق العمل. - الضوابط والمعايير التي يعمل بها مقص الرقيب التلفزيوني هل تتفق مع سياسة الدولة أم سياسة القناة أم يتم الاعتماد على الرقابة الذاتية؟ o طالما أطلقت عليه مقص، فالضرورة تحتم وجود حدود وأطراف لقماشة المادة الإعلامية المقدمة، وهذا ما لا أستطيع الإجابة عنه، وبصدق أقول لك إن التلفزيون القومي قومي؛ أي لا وجود للفصل بين ما يتفق وسياسة الدولة وأكيد لها سياسة ورؤيتها الخاصة، وبين قضايانا القومية، فهذا ما لا أقع فيه، والعمل بالنسبة لي احترافي فقط، أنا شديد الإيمان بالمهنية. - هل تهتم بردود الفعل التي تصلك من المشاهدين؟ o نحن كفريق عمل وظيفتنا تقديم خدمة للناس، ودون انطباعاتهم، وردود أفعالهم وملاحظاتهم ليس لما نقوم به من فائدة.. - يرى البعض انك تقوم بتقليد فيصل القاسم صاحب الاتجاه المعاكس هل هذا صحيحا؟ o اعتقد أنني في سبيل بناء شخصيتي المعبرة عن أدواتي، والتقليد لأي شخص يعبر عن فقدانه للأدوات.. - من هم أفضل المذيعين والمذيعات داخليا وخارجيا؟ o كثير، ولكن يعجبني بشكل لافت ما يقدمه سامي كليب في الجزيرة، وكذلك هدوء وعمق غسان بن جدو، وأسلوب معتز الدمرداش في برنامج (90 دقيقة) على قناة المحور المصرية، وأيضاً منى الشاذلي في (العاشرة مساء)، تتصف بالحضور ودقة المتابعة لحديث الضيوف تصطاد بشكل محترف. - أهم الخطط والمشاريع المستقبلية التي تحلم بتحقيقها؟ o بالتوفيق من عند الله، لدي الكثير، وفي قناتنا القومية أحلم بوجود برامج متخصصة وظيفتها الاستماع بشكل أكبر لأصوات الناس والتعرف عن قرب على همومهم ورؤاهم فهذا الوطن يسع الجميع، ولست من الذين لا يبصرون في المدينة إلا أوساخها فالتلفزيون القومي يسير بشكل طيب ويبشر عبر إدارته التي أثق فيها بأننا على الطريق الصحيح.