من المهم ان يستقي الكتاب والصحفيون معلوماتهم من مصادرها الصحيحة السليمة حتى لا يقعوا في المحظور واذا كان من الكلام بد عن المشاورات التي جرت مؤخراً في مدينة اسمرا الاريترية بين قيادات احزاب جبهة شرق السودان الموقعة مع الحكومة على اتفاقية سلام الشرق وبين الوسيط الاريتري الضامن للاتفاقية ، اذا كان لا بد من اضافة كلام على ماكتبناه عن هذه المسألة بعد عودتنا من اسمرا حيث كنت مرافقاً لصيقاً من واقع اهتمامي الكبير بملف شرق السودان فانا افيد القراء الذين ربما اشكل عليهم سيل المعلومات المغلوطة التي راجت بفعل الجهل بالحقائق حول ما جرى في تلك المشاورات واقول انه ليس صحيحاً ان قيادات شرق السودان بزعامة مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد احمد اشتكت حكومة السودان للقيادة الاريترية والصحيح ان هذه القيادات ومن واقع المشاورات التي جرت بينها وبين الوسيط تناولت ماتم تنفيذه من اتفاقية السلام وما لم يتم تنفيذه بغية معرفة المعوقات التي تحول دون التنفيذ ولم تتطرق المشاورات الى العلاقة بين احزاب جبهة الشرق والحكومة السودانية بل بالعكس اوضحت القيادة الاريترية عبر كلمات شجاعة القاها الرئيس الاريتري في اجتماع ضم رؤساء احزاب جبهة الشرق انهم في الجبهة الشعبية للعدالة والديمقراطية يقفون مع المؤتمر الوطني في السودان في خندق واحد ضد الاستهداف الاجنبي وضد ( الفيس بوك ) أي بمعنى ان الرئيس اسياس افورقي اوضح لقيادات جبهة الشرق انه لا مجال لزيادة ازمات السودان وان وحدة وسلامة الاراضي السودانية هي خط احمر و ( حبل ) لا يمكن تجاوزه ، ومن الواضح ان العلاقات الازلية والاستراتيجية التي تربط بين السودان واريتريا من القوة بحيث لا يمكن ان تؤثر فيها حملات الترويج الاعلامي المبنية على المعلومات الخاطئة فقد زار الرئيس البشير اريتريا مؤخراً وقوبلت زيارته بالحفاوة اللائقة وتم الاتفاق بين الطرفين على اتخاذ المزيد من الخطوات بما يفضي الى التطبيع الكامل بين البلدين وجاءت مبادرة رئيس الجمهورية بإلغاء تأشيرة الدخول بالنسبة للاخوة الاريتريين كخطوة اولى. وقد اخبرني معاوية عثمان خالد القائم بالاعمال بالانابة لسفارة السودان باسمرا انهم شرعوا في تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية وانهم اوقفوا استلام طلبات الحصول على تاشيرة الدخول من الاريتريين وأخطروهم انهم منذ مطلع مارس الحالي يمكن لكافة الاريتريين الراغبين في الدخول الى البلاد الدخول مباشرة بلا تأشيرة وهم مرحب بهم في بلدهم الثاني ، هذه الحقيقة لمن يبحث عنها اما الحديث عن نظرية المؤامرة فهي اوهام ليس الا ومن العيب ان يفتري الناس الكذب على الآخرين بما يفضي الى الاضرار بمصالح البلاد العليا ونسف الخطوات الايجابية التي اتخذتها مؤسسة الرئاسة السودانية ازاء الجارة اريتريا . ان ملف شرق السودان ملف واضح يمكن لكافة المهتمين الإلمام بجوانبه المتعددة ان هم ارادوا ذلك عبر الطرق الصحيحة اما القاء التصريحات والكلام على عواهنه بلا تريث يعتبر سلوكاً خاطئاً وسلبياً ربما يقود الى اثارة الفتنة والإضرار بالملف مثلما اضر آخرون ملف دارفور عبر التناول العنصري السالب والمعلومات المحشوة بالاكاذيب فذهب الملف الى ايدي الغير وخرج عن السيطرة واصبح ( شوكة حوت ) لاتخرج ولا تفوت . وبالنسبة لنوايا احزاب جبهة شرق السودان فقد اصدرت بياناً ختامياً بمعية الوسيط الاريتري اوضحت فيه ان وحدة وسلامة واستقرار السودان هو مبدأ اساسي لا حياد عنه البتة وان اطراف اتفاقية سلام الشرق الممثلة في الحكومة السودانية وجبهة الشرق والوسيط الاريتري يجب ان يعملوا جميعاً باتجاه الحفاظ على المكتسبات وتنفيذ ما تبقى من بنود الاتفاق مع كفالة حق التشاور مع كافة مكونات وقوى شرق السودان لمعالجة القضايا الراهنة للشرق .