دعا خلال الإسبوع الماضي نائب الكونجرس الأمريكي عن ولاية نيويورك ورئيس لجنة حماية الأمن الأمريكي، (بيتر كينج) زملاءه في الكونجرس إلى تحقيق موسع يعقد يوم الخميس 10 مارس 2011. سبب التحقيق الذي ذكره بيتر، هو كشف تطرف المسلمين بالولاياتالمتحدة والهدف منه هو إقناع الشعب الأمريكي بأن منظمة القاعدة تمثل تهديدا حقيقيا للشعب الأمريكي بسبب نجاحها في تحويل الأمريكيين من اصول افريقية او عربية إلى متطرفين.ولم تقتصر دعوة النائب الأمريكي على العمل على إظهار وإقناع الشعب الأمريكي بخطر منظمة القاعدة، بل تخطته إلى مهاجمة الجاليات المسلمة بالولاياتالمتحدة. فلقد ذكر بيتر ان حوالي 85% من الجوامع المسجلة بالأراضي الأمريكية يجلس على كرسي قيادتها إئمة متطرفون، وهاجم الجاليات ايضا بأنها لا تقوم بكما يكفي لضمان سلامة البلاد التي تعيش فيها. ولقيت دعوة بيتر، بالطبع، إستهجانا واسعا من قبل الجاليات الإسلامية ذاكرة انه يهاجم الديانة الإسلامية.لكن ما لفت نظري ان الهجوم الأشد على دعوة بيتر لم يكن من قبل اعضاء الجالية الإسلامية الأمريكية، بل كان من قبل الأمريكيين انفسهم. وبدأ الإعلام الأمريكي في التحقق من الإحصائيات التي ذكرها بيتر في دعوته والتي تقول بأن 85% من الجوامع ائمتها من المتطرفين، واثبتت التحقيقات ان هذه الإحصائيات خالية من الصحة تماما. وبعد سؤال بيتر و(عصره) قام النائب بالإعتذار عن الإرقام الخاطئة، بل ووعد الإعلام والشعب الأمريكي من خلاله على الا يعود ابدا إلى إستخدامها مرة اخرى. ثم وجد الإعلام الأمريكي ثغرة اخرى في تاريخ بيتر، فلقد كان النائب من المساندين للجيش الجمهوري الإيرلندي والذي إعتبرته كل من الولاياتالمتحدة والمملكة البريطانية من المنظمات الإرهابية. واظهر الإعلام الأمريكي وكشف عن تاريخ بيتر وعرضت له صوروهو يقف ضاحكا مع قادة منظمات اعتبرتهم دولته من المتطرفين يوما. و(عصر) الإعلام الأمريكي بيتر مرة اخرى، كيف تساند منظمة صنفت قبلا بالإرهابية بينما تعترض اليوم على المسلمين وتقول انهم إرهابيون انفسهم؟. وبالرغم من إحتجاجات الإعلام الكثيرة ومهاجمته لبيتر إلا انه قام بعقد جلسته يوم الخميس 10 مارس 2011، فعلا. لكن كانت هنالك مفاجأة اخرى تنتظره، لقد كان خطاب نائب ولاية مينيسوتا الديمقراطي (كيث اليسون) والذي انهاه، بين انفاسه المتقطعة ودموعه، بقصة محمد سالم حمداني. لقد كان محمد طالبا مسلما مجتهدا، كان يلعب الرياضة وعين مساعد ابحاث بجامعة (روكفلر،) وكان يعمل سائق سيارة إسعاف لكسب قوت اضافي. حينما وقعت احداث سبتمبر، كان محمد من اوائل المتطوعين، إلا ان البعض حاول تشويه صورته بسبب إسمه بسرد إشاعات بأنه كان من ضمن المهاجمين للبرجين، لكن حينما وجدت جثته وهو يساعد الآخرين على النجاة بحياتهم، ساد صمت عميق. وانهى كيث حديثه، والذي انهى به انا ايضا مقالي، انه ليس من المفترض ان نصنف الناس بسبب خلفياتهم العرقية او الإجتماعية، ليس من المفترض ان نهاجم الآخرين بسبب دياناتهم، بل كلنا هنا على الأرض مجرد بشر.. سواسية.