بدأت العطلة الصيفية لطلاب التعليم العام باستثناء تلاميذ الصف الثامن المشغولين بامتحانات الانتقال للمرحلة الثانوية هذه الايام وطلاب الشهادة السودانية الذين يتوقع ان ينضموا لرصفائهم عقب الامتحانات مباشرة، وتشكل العطلة الصيفية هاجسا للاسر فبينما تدفع بعض الاسر بفلذات اكبادها لتلقي كورسات اكاديمية يري آخرون وخاصة من فئة التربويين بعدم جدوى الكورسات الاكاديمية على شريحة التلاميذ . (الصحافة ) التقت المواطنة روضة دياب وهي ام لعدد من الاطفال حيث قالت بانها تفضل لبناتها الطالبات ان يقضين الاجازة الصيفية بالمنزل بعيدا عن الاجواء الاكاديمية خاصة وانها تفضل مشاركتهن الفاعلة في اعمال التدبير المنزلي كالطبخ والكنس وغيرها، اذ لا يكفي ان تحرز الفتيات التفوق الاكاديمي بينما يجهلن الاعمال المنزلية، فيما قال المواطن عثمان محمد وهو اب انه يفضل ان يقضي الطلاب الاجازة الصيفية بين ذويهم يساعدون في اعمال الاسر سواء كانت اسرهم تعمل في الحقل الزراعي او التجاري او في اعمال الرعي كما ان الاجازة تجعل الفرصة مواتية للتلاميذ لزيارة ذويهم خاصة للاسر التي تمتد جذورها في الريف. الاستاذ محمد المصطفى ابراهيم معلم ومشرف على ثانوية الملك فهد الخاصة تحدث قائلا انه من الافضل ترك الاطفال بعيدا عن اجواء الاكاديميات وان ينتهزوا الفرصة لزيارة اسرهم بالولايات الاخرى وتنظيم الرحلات ولا يرى محمد المصطفى من ان يعود التلاميذ بعد ذلك لتلقي كورسات صيفية او الالتحاق بالخلاوي القرآنية فيما لا تمانع الاستاذة محاسن خضر وهي مديرة احدى المدارس بمرحلة الاساس الى الحاق التلاميذ بأي كورسات تساهم في تنمية القدرات الذهنية للتلاميذ مشيرة الى انهم في المدرسة قرروا اقامة كورس في ( اليوسي ماس) لترقية القدرات الذهنية والحسابية لانه يعين التلاميذ في مستقبل مراحلهم الدراسية . الخبير التربوي حسين الخليفة الحسن تحدث للصحافة مشيرا الى انه ومنذ قيام معهد بخت الرضا التربوي كان هنالك قرار تربوي يقضي بان تمتد العطلة الصيفية لمدة ثلاثة شهور ونصف يستفيد منها التلاميذ في مراحل التعليم العام بالخلود الى الراحة الذهنية يروحون فيها عن انفسهم باللهو ومزاولة الانشطة الترويحية استعدادا للعام الدراسي الجديد. واشار التربوي خليفة الى اهمية الرحلات للحدائق العامة والمنتزهات اضافة للاطلاع وقراءة المجلات والكتب المسلية لما لها في زيادة المفردات اللغوية سواء كان ذلك للغة الام او اللغة الجديدة، ولم يخف التربوي المعروف ضيقه بالتوجهات الراهنة عندما انتشرت الكورسات الاكاديمية منتقدا التوجهات المادية لبعض معلمي الدروس الخصوصية عبر ما يسمى بحصص التقوية التي يرى حسين الخليفة بانها مجرد جبايات فبدلا من التفكير في نهج يثري اذهان الطلاب ويروح عنهم نجد التلاميذ يدفع بهم وبدون رضائهم في كورسات محدودة الجدوى . الاستاذ احمد الامام فضل المولى موجه سابق بتعليم الاساس بولاية الجزيرة اشار الى ان التربويين الاوائل لم ينطلقوا من فراغ عندما كانوا يجمعون (شنط) التلاميذ عند نهاية العام الدراسي ويطلبون اليهم ان ينطلقوا احرارا طيلة فترة الاجازة حتى اذا دق جرس العام الدراسي الجديد جاءوا لمدارسهم وهم اكثر شوقا لتلقي علوم المعرفة. وطالب الامام وزارة التربية والتعليم العام باصدار تشريعات واضحة وصريحة تضمن حدا ادنى ونسبة معتبرة من الاجازة تحظر فيها كل انواع الكورسات والحصص الخصوصية . خلص التربوي احمد الامام فضل المولى الى وجود رابط بين قلة الايام التي يبقى فيها التلاميذ بعيدا عن الدرس وتراجع مستوى التلاميذ في بعض العلوم التي تحتاج للعصف الذهني مثل الرياضيات