تناقلت وسائل الاعلام يوم امس نبأ موافقة السودان على استخدام الائتلاف الغربي ضد ليبيا مجاله الجوي لفرض حظر الطيران فوق ليبيا، وأكد مصدر دبلوماسي فى المنظمة الدولية،ل»رويترز» بالخميس ان الخرطوم «أعطت موافقة على استخدام المجال الجوي للبلاد»، موضحا ان السودان احدى الدول التى تتعاون سرا مع التحالف للمساعدة في فرض منطقة حظر الطيران تنفيذا لقرار مجلس الامن الدولي بهذا الصدد. فيما امتنع سفير السودان لدى الاممالمتحدة دفع الله علي عثمان عن تأكيد او نفي النبأ رسميا بشأن سماح الخرطوم لقوات الائتلاف باستخدام مجالها الجوي. ونقلت «رويترز» قوله «لا يمكنني أن أعطي معلومات مؤكدة بهذا الخصوص»، كما أضاف أنه لا يعتقد أن حكومته اتخذت قرارا نهائيا، مؤكدا ان السودان أيد دعوة جامعة الدول العربية الى فرض منطقة حظر الطيران على ليبيا. وتشهد المنطقة العربية انقساما حادا بشأن التعاطي مع الجهود الدولية الرامية التى تطبيق قرارات مجلس الامن بخصوص ليبيا، ففي حين رفضت دول مثل مصر والجزائر علانية المشاركة فى الحملة الدولية ، رحبت بها قطر والامارات العربية وقدمت مساهمات عسكرية ولوجستية. ويرى مراقبون ان الولاياتالمتحدة تمارس ضغوطا على دول عربية لضمان مشاركتها فى الحملة الدولية ، ونقلت وكالات لانباء امس الاول تصريحا لوزيرة الخارجية الأميركية شددت فيه على أن الدعم العربي لقوات التحالف قضية أساسية. وفي الخرطوم علقت الخارجية السودانية على هذه الانباء باقتضاب ، وقال الناطق الرسمي باسمها خالد موسى بالجمعة ل « الصحافة « ان البلاد لم تتلقَ حتى الآن طلبا رسميا من الاممالمتحدة لاستخدام مجاله الجوي لتطبيق الحظر على ليبيا. ورد الخارجية السودانية لا يحمل فى طياته ممانعتها فى قبول المشاركة فى العملية الدولية متى ما طلب منها ذلك ، الا ان مواقف السودان المعلنة من التدخلات الدولية التى تمت فى المنطقة فى السابق قد تعطي مؤشرات لوجهة القرار السوداني حال طلبت منه المشاركة. وكانت الجامعة العربية قد دعت مجلس الامن الدولي الى تحمل مسئولياته إزاء تدهور الأوضاع في ليبيا، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بفرض حظر جوي على حركة الطيران العسكري الليبي فوريا ، واقامة مناطق آمنة في الأماكن التى ستتعرض للقصف كإجراءات وقائية تسمح بتوفير الحماية لأبناء الشعب الليبي، والمقيمين في ليبيا من مختلف الجنسيات ، مع مراعاة السيادة والسلامة الاقليمية لدول الجوار. كما دعت دولها الى مواصلة التنسيق ازاء الموقف في ليبيا مع الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة المؤتمر الاسلامي وكذلك الاتحاد الاوربي . الا ان المؤسسة العربية الرسمية تركت الباب مفتوحا لدولها كي تقرر ،بحسب تقديرها، المشاركة فى الجهود الدولية من عدمها. ويأتي هذا التطور ، فى وقت اعلن فيه الاتحاد الافريقي دعوة الاطراف الليبة لاجراء مباحثات برعايته فى اديس ابابا ،امس الجمعة، وقال رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينج فى تصريحات للصحافيين ،يوم الخميس ، ان الاتحاد دعا مندوبين من حكومة معمر القذافي والمعارضة الليبية وآخرين لاجراء محادثات في أديس ابابا حول الازمة الليبية ، وان الدعوة وجهت كذلك لمسؤولين فى الاتحاد الاوربي ومجلس الامن التابع للامم المتحدة ودول عربية مجاورة،ويذكر ان الاتحاد الافريقي لم يساند احدا من طرفي الازمة. فيما تقف اغلب الدول الافريقية بحذر تطورات الاوضاع فى البلد المضطرب.واضاف بينج «نحن نسعى الى حل»..» وأضاف أن الاتحاد الافريقي يريد وقفا لاطلاق النار ومساعدات انسانية وحماية للمدنيين ونوعا من الاستجابة لمطالبة الليبيين بالديمقراطية. ورجح حلف الناتو من جانبه ان العمليات الخاصة باقامة منطقة حظر جوي في سماء ليبيا قد تبدأ خلال 48 ساعة. وذلك غداة تصريحات لوزيرة الخارجية الامريكية تحث فيها دول المنطقة التعاون من اجل انجاح الجهود الدولية. واعلنت دولة الامارات العربية المتحدة عن قبولها المشاركة فى تطبيق قرار مجلس الامن بفرض منطقة حظر طيران على ليبيا، وقال وزير الخارجية الاماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان ان القوات الجوية الاماراتية خصصت ست طائرات من طراز «اف-16» وست طائرات «ميراج» للمشاركة فى تطبيق القرار، ونقلت وكالة الانباء الاماراتية الرسمية عن الوزير قوله ان الامارات اتخذت الخطوة انطلاقا من حرصها على المساهة فى اي جهد ممكن من اجل حماية المدنيين الليبيين، واصبحت الامارات بموجب هذا الاعلان ثاني دولة عربية تشارك فى الائتلاف الدولي بعد قطر. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية اليوم الجمعة عن دبلوماسي أميركي ترحيبه بالقرار الإماراتي، في وقت عبرت فيه واشنطن عن أملها في أن تعلن دول عربية أخرى دعمها للحملة العسكرية ضد القذافي . وبموازاة الخطى العربية المتسارعة للمشاركة فى الائتلاف الدولي ، دعت الجزائر الى وقف فوري للعمليات الدولية ،وكشف وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي عن رفض الجامعة العربية لمقترحين لحل ازمة ليبيا تقدمت بها بلاده يحث احدهما على إرسال لجنة لتقصي الحقائق في ليبيا، وآخر بإقامة وساطة تحقن دماء أبناء الوطن الواحد . ودعا مدلسي إلى وقف فوري لإطلاق النارونقلت صحيفة «الشروق» الجزائرية عن مدلسي قوله إن الجزائر -التي تشترك مع ليبيا في حدود واسعة- ستدعم جهود الاتحاد الأفريقي الذي دعا إلى وقف فوري للعمليات الدولية، وسيجتمع يوم الجمعة في أديس أبابا « . وتجد عمليات الائتلاف الدولي تشككا من بعض دول المنطقة، فقد اعربت تركيا عن قلقها من دوافع من دعتهم «ببعض الشركاء فى الحملة العسكرية «،ودعت الى ان يقود الحملة حلف الناتو وحده .وقال رئيس وزرائها رجب طيب اردوغان فى تصريحات باسطنبول « بعض الشركاء يسعون للتحرك خارج اطار الحلف وعيونهم على الثروة المعدنية فى ليبيا» فيما تقابل التحفظات التركية ازاء الحملة العسكرية على ليبيا ، بانتقادات من قيادات فى المعارضة الليبية فى بنغازي، ونقل عن معارض ليبي اتهامه لتركيا بالوقوف فى وجه عملية التغيير التى يقودها الشعب الليبي فى البلاد ، لانها حصلت من العقيد القذافي على العشرات من العقود والامتيازات التى ستحصل منها على اموال ضخمة. وتأتي تصريحات اردوغان المتشككة بعد ضجة اثارتها تصريحات متفلتة لوزير فرنسي قال فيها»إن الرئيس نيكولا ساركوزي تصدر حملة صليبية لحشد دعم مجلس الأمن والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي لمنع ارتكاب مذابح بليبيا». وكان الرئيس التركي عبد الله غل قد قال بحسب الجزيرة نت بعد جولة افريقية «ليبيا قد تنهب كما حدث مع العراق». معربا عن قلقه لاحتمال تكرار ذلك السيناريو. وقبل ساعات معدودة على انطلاق الآلة العسكرية الدولية لتنفيذ قرارات مجلس الامن ، تبدو الساحة العربية اكثر انقساما حول التعاطي مع العملية، فيما تمارس الولاياتالمتحدة وحلفائها مزيدا من الضغوط على اصدقائها فى المنطقة لضمان نجاح فتح المسارات و ازالة العوائق امام طائرات الإواكس.