تبنى مجلس الأمن الدولي، قراراً يقضي بفرض حظر على الطيران فوق الأجواء الليبية، واتخاذ التدابير الضرورية كافة الأخرى لحماية المدنيين من قصف القوات الموالية للقذافي، في الوقت الذي توعد فيه القذافي بمهاجمة بنغازي الليلة. وصوتت على القرار الذي تبنته بريطانيا وفرنسا ولبنان والولايات المتحدة 10 دول وامتنعت 5 دول من الدول ال 15 الأعضاء في مجلس الأمن. والدول التي امتنعت عن التصويت هي "روسيا والصين وألمانيا والبرازيل والهند". وشهدت مدينة بنغازي إطلاق نار احتفالاً بالقرار ونزول حشود من الليبيين إلى الشوارع تأييداً له. وشهدت جلسة التصويت على القرار إلقاء كلمات لعدد من مندوبي الدول الأعضاء في المجلس ابتدأها وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الذي دعا الدول العربية للمشاركة في تنفيذ القرار. ودعا إلى البدء بالتنفيذ ليس خلال أيام بل ساعات، مضيفاً: "يجب أن لا نصل متأخرين جداً". وقال جوبيه إن مجلس حقوق الإنسان الدولي طالب بالإنهاء الفوري للعنف ومحاسبة المسؤولين عنه وأن العقيد القذافي والمقربين منه يجب أن يحاكموا، واصفاً هذه الإجراءات بأنها لم تكن كافية. نص القرار يخول القرار للدول الأعضاء اتخاذ التدابير الضرورية لحماية المناطق التي يقطنها المدنيون المهددون بالهجمات وتضمنت مسودة القرار فرض "حظر على الرحلات كافة في الأجواء الليبية عدا رحلات طائرات الإغاثة". ويخول القرار للدول الأعضاء اتخاذ التدابير الضرورية لحماية المناطق التي يقطنها المدنيون المهددون بالهجمات. ويستبعد القرار استخدام قوات لاحتلال الأراضي الليبية. ويشدد الحظر على تصدير الأسلحة إلى ليبيا بدعوة جميع الدول الأعضاء إلى "تفتيش السفن والطائرات القادمة من ليبيا أو الذاهبة إليها". كما يدعو إلى توسيع تجميد الأرصدة الليبية بما فيها سلطة الاستثمار الليبية والبنك المركزي الليبي وشركة النفط الوطنية الليبية. وقال الأمين المساعد لوزارة الخارجية الليبية خالد الكعيم، إن ليبيا مستعدة لوقف إطلاق النار بيد أنه اشترط وجود "طرف محدد لنناقش كيفية تطبيقه". وشكر في مؤتمر صحفي أعقب التصويت على القرار الدول الخمس التي امتنعت عن التصويت. ضربات جوية ونبهت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، إن فرض منطقة حظر جوي على ليبيا ستشمل حتماً تنفيذ ضربات جوية ضد قوات القذافي. وأكدت، فيما يعتبر تحولاً واضحاً في اللهجة، أن بلادها تريد من مجلس الأمن الدولي أن يجيز شن هجمات جوية محتملة على الدبابات والمدفعية الليبية. وقالت إن المناقشات بشأن العمل المشترك جارية مع بعض الدول العربية، وإن عدم رحيل القذافي يعني خلق مشاكل للدول المجاورة مثل تونس ومصر وباقي الدول. ولكن مصر قالت إنها لن تشارك في أي هجمات ضد جارتها. وكان مصدر دبلوماسي فرنسي قال إن أهدافاً محددة تابعة للجيش الليبي ستستهدف فور صدور قرار حظر الطيران. كما أكد رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون، أن بلاده تريد بدء التحرك العسكري فور إقرار مجلس الأمن للقرار. ونقلت وكالة "رويترز" تصريحاً لوزير الدفاع الإيطالي أنياتسيو لاروسا أدلى به لوكالة الأنباء الإيطالية "أنسا" قال فيه إن إيطاليا التي قد تكون قاعدة محتملة لأي إجراء عسكري ضد ليبيا لن تتخذ موقفاً معارضاً إذا وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على فرض منطقة لحظر الطيران فوق ليبيا.