* الشيخ فرح ود تكتوك حكيم السودان المعروف والمشهور في احدى سنوات المحل.. لاح شبح المجاعة ودخل القلق والجشع قلوب الناس.. في هذا الاثناء أتته جماعة تطلب شراء مخزونه من الذرة بأسعار مغرية للغاية. * نظر اليهم الشيخ بتمعن وقال لهم لا مانع عندي.. ولكن امهلوني حتى أشاور العيش في المطمورة.. وذهب الى المطمورة وقال بصوت مرتفع: يا الدخري البتعشى بيك.. واصبح مشتهيك.. أبيعك واللا اخليك.. والتفت اليهم مبتسماً وقال لهم العيش رفض ألم تسمعوه فقد قال لي: كان داير تبيع نوم عينيك انا مالي بيك.. فهمت الجماعة الرد وذهبت لحالها. * قفزت الى ذهني هذه الحكاية.. حكاية حديث الذرة من داخل مطمورة الشيخ فرح ود تكتوك عندما قرأت خبر الذرة التي تسربت.. الذرة في زمان الشيخ فرح تحذره من التفريط فيها وتعرف مكانها في حياته فهي نوم عينيه.. ولكنها في القضارف تتسرب.. تسرب مستحيل.. ذرة القضارف لم تتسرب مع النمل ولم يتسرب منها جوال او اثنان او عشرة.. امر غريب. * حتى تشاركوني الحيرة والاستغراب في هذا الزمان العجيب أقرأوا معي الخبر الذي نقل حكاية تسرب العيش أو الذرة من مخازن القضارف.. وأنا لا أفسر سر استغرابي ودهشتي وانتم لا تفعلون فالجشع والسرقة أصبح لهما اسم آخر وهو ان الذرة لم يسرقها أحد وانما تسربت هكذا.. * تسرب (25) ألف جوال من أسواق المحاصيل بالقضارف.. فوجئت مجموعة من المزارعين في القضارف بتسرب كميات من الذرة المخزنة بأسواق محاصيل ولاية القضارف تقدر بنحو 25 ألف جوال تعادل قيمتها ملياري جنيه، وقال مدير شرطة معتمدية القضارف العميد آدم ابراهيم ل «الصحافة» انه تم تدوين 8 بلاغات تتعلق بخيانة الامانة والتعدي على المال العام وصكوك مالية مرتدة في مواجهة أمين مخازن أسواق المحاصيل بالقضارف لتفقد مخازنهم.. * وعلمت الصحافة ان الشرطة بدأت اجراءات التحري والتحقيق المبدئية لمعرفة ملابسات تسرب كميات كبيرة من الذرة من المخازن.. * يذكر ان أسعار الذرة سجلت ارتفاعاً حيث بلغ سعر الأردب 155 ألف جنيه. * الخبر نشر في عدد الخميس 19 مايو - يا ترى كيف كانت محصلة لجان التحقيق والى أين وصلت جيوش أشباح المجاعة.. هذا مع تحياتي وشكري.. (نشر في عمود صدى بتاريخ 25/ 5/ 2005م)