كشفت معلومات أمس أن محادثات صعبة أحيطت بجو من السرية بين الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وبين خصومه من القادة العسكريين المنشقين عنه وكذا قيادات معارضة بارزة، أفضت إلى صيغة اتفاق يقضي بتنحي صالح عن السلطة في غضون أيام وتسليم السلطة لمجلس رئاسة مدني. وأكدت مصادر مقربة من المباحثات أن الرئيس علي عبد الله صالح وافق مبدئيا على التنحي عن السلطة في غضون أيام مقابل تسليم السلطة لمجلس رئاسي مدني، ورفض قطعيا تسليمها لمجلس عسكري. وأوضح أن هذه المباحثات التي عقدت في مقر السفارة الأمريكية بصنعاء وكذا في منزل نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي بصنعاء، بين الرئيس صالح واللواء الركن علي محسن الأحمر وكذلك قياديين بارزين من أحزاب المعارضة، برعاية أمريكية وبريطانية حققت تقدما كبيرا في الوصول إلى نتائج إيجابية نحو إقناع صالح بالتنحي عن السلطة خلال أيام والمؤشرات تتجه بقوة نحو استكمال إجراءات التنفيذ لهذا الاتفاق خلال أيام. كما اعلن تلفزيون العربية أمس، ان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قال انه مستعد لترك السلطة «بصورة مشرفة» حتى خلال ساعات. لكن صالح نفى في مقابلة مع العربية ان اتفاقا على نقل السلطة متوقع ،وتابع صالح أن المعارضة رفعت مطالبها بعدما قدم مبادرة لنقل السلطة وفي السياق ذاته قال مصدر رسمي إنّ حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن، يرى طلب المعارضة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح غير مقبول وغير منطقي. واتَّهم الحزب تجمعَ الإصلاح الإسلامي بالوقوف وراء الاحتجاجات. وكانت مصادر موثوقة قالت للجزيرة إن اجتماعات عقدت أمس، في صنعاء بحضور أحزاب المعارضة وحزب المؤتمر الشعبي الحاكم ووفد أوروبي وأميركي لبحث آليات انتقال السلطة في البلاد، وأضاف المصدر أنّ بين المشاركين أيضا ممثّلا عن اللواء علي محسن صالح الذي أعلن انضمامه لشباب الثورة،ووفق المصدر اليمني تتضمن آلية انتقال السلطة مقترحا من أربع نقاط، هي نقل السلطة إلى نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، أن يتخلى الرئيس علي عبد الله صالح عن صلاحياته خلال ستين يوما. عدم ملاحقته أو ملاحقة أبنائه أوأقاربه، تشكيل هيئة وطنية للإشراف على انتقال السلطة بدوره نصح رئيس جامعة الإيمان الشيخ عبد المجيد الزنداني الرئيس اليمني بترك السلطة سلميا دون حرب ودون قتال ليحظى بلقب «الرئيس السابق». وقال الزنداني أمام الآلاف في محافظة عمران شمالي اليمن إن الشعب سيضمن للرئيس صالح حقوقه ويحفظها إذا تنحى عن السلطة.