٭ في الذكرى السنوية لعيد الأم أمسك الدكتور ياسر موسى مدير مركز التأهيل الطوعي للأم والطفل بزمام المبادرة بالتعاون مع سوداني ووزارة الرعاية الاجتماعية ليرسم بسمة جديدة على الشفاه الصامتة منذ زمن طويل، إذ تعهد ياسر بكسر حاجز الترقب والانتظار الممل في اللاشئ لفتح باب يتدفق منه الدفء والجمال لوناً مغايراً ل(اللونية) التي ظلت تغلف جدران المكان زمناً إذ دفع مع الشركة الراعية والوزارة بجرعة (تجديدية) ذات تناغم موسيقي عالٍ حركت الدفء في أرجاء المكان ودواخل المسنات اللائي كست ملامحهن البهجة والمسرة التي - كانت - قد غادرت حياتهن منذ زمن طويل.. ٭ فكرة الاحتفال داخل دار المسنات وجدت تجاوباً من (المحتَفى) بهن ومن (المحتفِي) بوجودهن على ساعات السمر الجميل الذي اندثر يوم دخولهن الدار وفقدانهن السند الأصلي بمفارقة الحياة أو البعد أو الترحال عبر المنافي والمرافئ أو مغادرة محطة (البر) التي استبدلها أحدهم بالحياة الزائلة... ٭ جعل د. ياسر من مركز التأهيل الطوعي منزلاً وداراً ومدرسة لصغاره من الأطفال الذين ساقهم القدر إليه... ففتح باب مركزه و(قلبه) معاً من أجل طفل يجري خلف شعاع الشمس في نهارية مستطابة ليمتلك واحداً منها - رغم استحالته - ويهديه لنفسه المتعبة والموجعة بمرارات (المرض) الذي جعله يفقد الطريق نحو المدرسة (الرسمية) إلى المركز الذي جعله ياسر مدرسة (حقيقية) ب(عقد رسمي) أهم بنوده المحبة والإلفة والتواصل حتى بعد نهاية اليوم الدراسي. ٭ مركز التأهيل الطوعي بقيادة المايسترو د. ياسر الخبير النفسي والاجتماعي خلق للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة - مرتادي المركز - طقساً معافىً ومساحات فرح لاكتساب (غنيوات الأمل) الغض المفعم بارتياد المستحيل يوماً ما إذ جاءت هدية المركز وهبته (أنا في الظلمة نور) على لسان الأطفال. ٭ ما أجمل المبادرات من أجل (بسمة) ولو مؤقتة وما فعلته مبادرة الأول من أمس انها لامست وتراً خاملاً فأحيته بطرب أخاذ جعل الفرح يعلو الوجوه والعيون ويبارك خطوة الوئام والانسجام التي ظلت الدار تبحث عنها في يوم كهذا يعني (رد الجميل).. ً٭ يحتاج المسن لكثير من الاهتمام (والتعظيم) كمان فدوره لم يكن سهلاً وتجربته تعكس ذلك وهذه التجربة هي التي نستفيد منها نحن الآن ونستصحبها في كل مقام لمقال يبحر في الحديث والكتابة عن المسن (الكنز) ولعلنا في كل حين نذكر من الكلمات ما يعني بوضوح (الزمن الجميل وناسو)... تلك الأيام التي تنضح ألقاً والتي نجترها اليوم بجانب (عز القديم أصلْ وكبير)... ٭ فلتبقَ الاحتفالات (غناء كان أو مديحاً) - بجانب الاهتمام والدعم للدار من ذوي الأيادي الخيّرة - هي الصلة التي تربط المسنات ببعضهن وتربطنا نحن بهن من خلال تنفيذها من حين لآخر لكسر الرتابة والروتين وتشابه الأيام داخل الدار التي بعثت فيها أصوات (الساوند سيستم) حيوية ونشاطاً بجانب (كبابي الشاي وفناجين القهوة) التي فرغت المسنات من احتسائها قبل الاحتفال ليلتقي (الكيف والطرب) ويبقيان محفزاً للذكريات الجميلة رغم مرارة الأيام التي تلتها... ٭ أدعو لكن أمهاتي في الدار بطول العمر وتاج العافية فلقد كانت (لفتة) رائعة من الشركة الراعية والوزارة ود. ياسر موسى ذلك الرجل المفعم ب(الظُرفْ)... ٭ همسة:- من خلف الأفق لاح شعاع القمر... فقفزت نحوه.. والتقينا... كان ناصعاً كقلب أمي... ومتعباً مثل أخي... ورغم ذلك أهدى إلى... حفنة من ضوء السحر الإلهي المهيب...