يبدو أن الأمين العام لجامعة الدول العربية، قد جانبه التوفيق وهو يظهر على الشاشات ويعلن للملأ أن هذا الذي يجري فوق الأرض الليبية ليس الذي ارادته جامعته الأبية. ومعلوم ان الجامعة هي التي طلبت تدخل المجتمع الدولى لكبح نظام القذافي وحماية شعب ليبيا من قائدها ذي التفويض الإلهي ... ويعلم راعي البقر في بادية الرزيقات ان قتل الثور يقتضي تكتيفه بالحبال ثم رمية ومن ثم الاجهاز عليه. وكان لا بد من ضرب دفاعات القذافي المضادة للطائرات ومطاراته وراجمات صواريخه الموجهة للشعب وتقليم اظافره وخلع انيابه، قبل فرض الحظر الجوي على سماء ليبيا .. فماذا كان يتوقع الامين العام من الدول الغربية التي تدخلت استجابة لطلب من جامعته أن تفعل .. إن الدور الذي اضطلعت به قوات التحالف في حماية الشعب الليبي من نظام القذافي القمعي هو السبيل الوحيد لتحييد دفاعات الطاغية وفرض الحظر الجوي على طيرانه وقد تم ذلك في انتقائية عالية ونفذ بطريقة أقل الخسائر.. ويقيني انه لم تحصل خسائر بسبب الضربة الجوية، وكل ما عرضه القذافي من جثث هم شهداء الشعب الليبي الذين سقطوا بنيران كتائبه ومرتزقته الذين رحلهم من دول وسط وغرب افريقيا.. فقد استطاع هذا الظالم اخراج الجثث من اجداثها وحفظها في ثلاجات لعرضها على العالم باعتبارهم ضحايا الغزو الصليبي. ويقول السيد الأمين العام للفضائيات «نحن ما قلناش كده»..!! طيب قلتوا يعملوها كيف يا سيادة الامين؟ هل نقدم لهم باقة ورد انجليزي؟ إن عجز الجامعة العربية وسلحفائيتها وتقليديتها الموروثة من عهد الطاغية المصري حسني مبارك وكون السيد عمرو موسى وزير الخارجية المصري السابق أحد مخرجات نظام مبارك البائد، يقتضي عمل ما يلزم للتخلص من عناصر ومحسوبي النظام البائد وانتخاب امين عام جديد من شباب الجامعة العربية ذوي الوزن العربي، للتفاعل مع قضايا الامة العربية البالغة التعقيد. فالمرحلة القادمة هي مرحلة تهيئة العالم العربي لتنفيذ وعد الله الحق. وواضح أن الضبابية وانعدام الشفافية في التعامل مع المتغيرات العربية وراءها مصالح اسرائيل في بقاء هذة الانظمة المدجنة التي خدمت اسرائيل خلال الثلاثين سنة الماضية في مصر وتونس وليبيا.. وما تقاعس المجتمع الدولي في التعاطي مع الأمر بالسرعة اللازمة إلا بسبب تدخلات اسرائيل.. فهنالك في خلفية اللوحة مصالح اسرائيل التي ترعاها الانظمة البائدة على الساحة العربية، ومن هنا يتأتى تأرجح الخطى الامريكية «كراع وراء وكراع قدام». لكن امر الله ماضٍ وقدرته على اعادة تشكيل المشهد العربي في كل اقطاره هي مشيئته .. فمنهم من انداحت ثورته لكنها لم تكتمل الدوائر بعد، ومنهم من يتوجس خيفة كل بدرجة ظلمه وظلامية نظامه وقمعه لشعبه.. وعلى الباغي تدور الدوائر.. فالمشهد العربي مرجل يغلي.. والمظالم تراكمية.. واهل السلطان مازالوا يراوغون.. ويخيفون الدول الغربية «ببعبع القاعدة»، ولن تنطلي هذه الاكذوبة على راعى البقر الامريكي.. الذي يكافح فساد الانظمة وتكديس الاموال لرؤساء الدول الحليفة.. فبالله قل لى يا عمرو يا حمزاوي: من أين أتى مبارك واسرته بمبلغ «31.5» مليار دولار.. بما يعني أن السنة في حكم مبارك بمليار دولار والحبل على الجرار، ولسع عاوز سيادة الرئيس يكمل فترته التى نص عليها الدستور «شفيق يا راجل!!».. اما ارصدة القذافي فحدث ولا حرج. اللهم إنك تعلم أن السيد الأمين العام يريد ان يحمي الشعب الليبي من الطاغية بأيادي من ارتفعت أيديهم في مجلس الأمن مناصرة للشعب الليبي.. لكنه لم يشرح لنا الطريقة أو الكيفية التي يريد بها تنفيذ دعوة الجامعة العربية لتنفيذ ذلك.. وتعلم أن الذين نصروا الشعب الليبي هم من قلت فيهم وقولك الحق: «ولتجدن أقربهم مودةً للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى»، وقد كانوا عند حسن ظننا حتى الآن في وقف إراقة الدم العربي في ليبيا.. اللهم سخرهم لنا تسخيراً كاملاً لفعل الخير.. فإن ناصيتهم بيدك وأنت على كل شيء قدير. [email protected]