ظل السفر عبر طريق نيالاالفاشر يمثل هاجساً كبيرا للمسافرين والحركة التجارية بين الولاية منذ اندلاع الازمة بدارفور، وهو الشريان الوحيد الذى يربط اكثر من «20» قرية. وتهدد الطريق الكثير من العقبات والمشكلات الامنية ناهيك عن وعورته والكثبان الرميلة والاودية، وكانت المشكلة الامنية التي دائما ما توقف الحركة بين المدينتين، فضلا عن اعاقة وصول المرضى والطلاب الى وجهاتهم. ويذكر المواطن موسى ابكر ان انعدام الحركة بين نيالاوالفاشر يعنى انعدام الحياة في القرى والفرقان التى تصطف على جنبات الطريق في مناطق منواشى، دوما، شنقل طوباى، ابو حرة ، ميرشينج، تابت وزمزم. فهذه القرى تعتمد اعتماداً اساسيا في حياتها على حركة الطريق، خاصة فى نقل المرضى والحالات الطارئة. وعندما تتوقف الحركة فى الطريق يبدو المواطن عاجزا عن اسعاف مريض. ويرى عدد من المواطنين أن من اكبر المهددات لهذا الطريق عمليات النهب وتهديدات المسلحين للركاب واختطاف الشاحنات التجارية على طوال الطريق، مما اضطر السلطات المحلية لولايتى شمال وجنوب درافور الى وضع نقاط تأمين على طول الطريق لتدب الحياة بالطريق بشكل طبيعى، وتناسب الحركة فيه بصورة مستمرة، الا ان هذه البوابات ما عادت البوابات التى كانت فى السابق، فكل يوم يزداد عددها الى ان وصلت اكثر من «64» بوابة على طوال الطريق بين مدينتى الفاشرونيالا. وهذه البوابات بحراسات تقوم بتأمين الطريق مقابل رسوم فرضتها هذه الحراسات عبارة عن «4» جنيهات عن كل بص او حافلة سفريات «ذهابا وايابا»، متسائلين هل حكومتا الولايتين على علم بهذه الرسوم التى تدفع من غير ايصالات، مع العلم بأن نقابات البصات والحافلات التجارية ايضا تخصم رسوم أمن من منفستو السفر. وفى ذات السياق قال مسؤول اللجنة الادارية بموقف الفاشر محمد آدم عبد الرحمن، انهم باعتبارهم لجنة ادراية خاصة بالسوق والسفريات، طلبوا من معتمد نيالا ولجنة أمن الولاية توفير الحماية للمسافرين على طول الطريق، مشيرا إلى ان الحكومة قادرة على أن توفر الحماية للسفريات. ومضى في القول الى أن هنالك اكثر من «64» بوابة لتحصيل الرسوم من البصات والحافلات السفرية. وتم توقيع اتفاق بين ادارة السوق والبوابات لتحصيل رسوم عبارة عن جنيهين عن كل عربة لتقوم البوابات بتأمين الطريق، ولكن الحراسات الموجودة بالوابات لم تلتزم بالاتفاق المبرم مع لجنة السوق، واصبحت تأخذ «15» جنيهاً رسوماً من البصات ومرات تصل الى «15» جنيهاً. وأصبحت معاملتهم غير راقية مع اصحاب البصات، معتبرا هذه التصرفات شخصية ويقوم بها بعض الافراد المنتسين لهذا البوابات، ويقومون باستغلال سلطاتهم امام اصحاب البصات، داعياً حكومتى شمال وجنوب دارفور الى التدخل لمعالجة هذا الأمر. ومن جانبه ذكر مبارك محمد أحمد جسور رئيس ادارة الترحيل وتنظيم السوق، أن الرسوم التى تحصل عبر بوابات الطريق بين نيالاوالفاشر غير منطقية وغير شرعية، داعيا السلطات لمعاجتها، مشيرا الى ان البوابات لم تكن بعيدة عن بعض، والمسافة التى تفصل بين كل بوابة والاخرى تتراوح بين 2 الى 3 كيلومترات، وهذا ادى الى بطء السفر. وفى ذات الاتجاه عبر عدد من المسافرين على طريق نيالاالفاشر عن أسفهم للمعاملة السيئة التى يجدها اصحاب البصات وخاصة الشاحنات التجارية من قبل المسؤولين عن هذه البوابات، مما خلق احساسا بالغبن، لجهة أن القائمين على أمر هذه البوابات يتعاملون مع الناس كأنهم أجانب وليسوا مواطنين بالدولة. وقال عدد من المسافرين إن استغلال ظروف المواطنين بالتحايل على الظروف الامنية امر غير منطقى، وهذا يتطلب قرارات شجاعة من الحكومات لوقفه ووضع حدا له، لأن المواطن بين الولايتين لا مفر له من الحركة والتنقل لتبادل المصالح، ولهذا لا يمر شهر إلا وتوقفت الحركة فى الطريق لاسباب أمنية، الأمر الذي غالبا ما يدخل اصحاب المكاتب السفرية فى حرج دائم مع الركاب، وكأنهم الذين أوقفوا السفريات، مما يؤدى الى ادخالهم فى مشادة مع المسافرين الذين يأتون من امكان بعيدة قاصدين السفر الى نيالا من الفاشر والعكس فى تسابق مع الزمن. فتتقطع بهم السبل ويظلون في الانتظار اياماً تصل إلى أسبوع، وهم يفترشون الأرض. وهناك المعاناة التى يجدها الطلاب، والخسائر الفادحة التى تلحق بتجار الخضر والفاكهة التى تتعرض للتلف، مما يضطر اصحابها لتفريق الشحنة مرة اخرى وعرض خضرواتهم للتهوية او الاضطرار لبيعها مرة اخرى فى السوق وباسعار زهيدة. وفى السياق نفسه طالب رئيس البصات والحافلات السفرية بالولاية على شمو السلطات المحلية بضرورة اخطارهم قبل أن يشرع اصحاب المكاتب فى قطع التذاكر للركاب، تفادياً للاشكالات التى تنجم عن عملية عدم السفر. وقال إنهم فى ظل المشكلة القائمة فى الاسبوع الماضى قاموا بعدة اتصالات ولقاءات مكثفة بالمسؤولين على رأسهم معتمد محلية نيالا شمال سرور أحمد عبد الله، فكانت هنالك وعود بايجاد حلول للمشكلة حتى لا تتكرر فى المستقبل، مشيرا إلى أن تجمع الركاب والمسافرين فى الأسواق قد يؤدى الى انتشار الامراض والوبائيات، فتظل عملية السفر على طول الطريق بين نيالاوالفاشر عملية مرهقة ومكلفة، فى ظل الظروف التى تعيشها دارفور، خاصة أن الطريق يقع فى منطقة تعج بالحركات المسلحة وبعض المتفلتين وقطاع الطرق.