اعلنت الحكومة انها تمتلك الآن أدلة مادية مقنعة تثبت إتهام إسرائيل بالتورط في العدوان على سيارة وقتل سودانيين، مشيرة الى ان الصحف الإسرائيلية حملت إعترافا غير مباشر بارتكاب هذه الجريمة ، تحت مزاعم تهريب أسلحة كيمائية من ليبيا عبر السودان الى دول أخرى،وجددت عزمها على اتخاذ كافة التدابير اللازمة لحفظ حقوقها وصون سيادتها وأراضيها وحماية مواطنيها،وكشفت عن تنفيذ حملة دبلوماسية منظمة لحصد تأييد بإدانة إسرائيل بتقديم تقرير أمام اجتماع الجامعة العربية اليوم الأحد ودعوة المؤتمر الإسلامي لاجتماع عاجل. وقال بيان صادر عن الخارجية أمس، إن الهجوم تم بطائرتين إسرائيليتين من طراز أباتشي (A64-AH) أمريكيتي الصنع على سيارة من طراز (سوناتا)، على بعد 15 كيلومتراً جنوبي مدينة بورتسودان، كان على متنها المواطنان السودانيان عيسى أحمد هداب من مواطني مدينة بورتسودان ويسكن حي سلالاب مربع 4 جوار نادي الأمل وهو من قبيلة الأمرأر فرع العالياب، والمواطن أحمد جبريل حسن من أبناء العبابدة ويسكن حي المطار مربع 30. واوضحت الخارجية ان الطائرتين الإسرائيليتين اللتين جاءتا من جهة البحر الأحمر استخدمتا مجال الطيران الدولي المدني قبالة مطار بورتسودان ، كما استعملتا تقنيات متقدمة للتشويش على الرادارات السودانية المنصوبة في المنطقة، واضافت ان الدليل الدامغ لتورط اسرائيل فضلا عن المقذوفات والصواريخ التي عثر عليها في الموقع هو أن هذا النوع من طائرات الأباتشي أمريكية الصنع لا يملكها في كل المنطقة إلا سلاح الجو الإسرائيلي. واكدالبيان ان السودان شرع في إجراء الاتصالات الضرورية مع المنظمات الإقليمية والدولية، مبيناً ان وزير الخارجية علي كرتي، اجرى اتصالاً هاتفياً مع عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، شرح فيه طبيعة العدوان الإسرائيلي الغاشم على السودان. واستكمالاً لهذه الجهود سيخاطب كمال حسن علي وزير الدولة بالخارجية، مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، اليوم ، لشرح طبيعة العدوان. إلى ذلك كشفت القوات المسلحة أن الهجوم الإسرائيلي على بورتسودان نفذته طائرتان استخدمتا التمويه للدخول إلى مجال الطيران المدني السوداني، وقال وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين لدى تفقده موقع الحادث وتقديمه العزاء لأسرتي الشهيدين أمس أنه ناقش الترتيبات والتدابير اللازمة مع قادة الأجهزة الأمنية بالولاية لمنع تكرار مثل هذه الحادثة متعهداً بأن القوات المسلحة ستقوم بحماية البحر الأحمر رغم طول ساحله. وجدد عبد الرحيم موقف السودان الواضح من القضية الفلسطينية والإسلامية وقال: «إننا ضُربنا لأننا نرفع راية الشريعة الإسلامية لذلك نحن مستهدفين وأن دماء الشهيدين لن تضيع هدراً»، ووعد بالاستجابة لمطالبات المواطنين بالتصدي لتجاوزات جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) في شرق السودان. من جانبه كشف الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد ركن الصوارمي خالد سعد للمركز السوداني للخدمات الصحفية أثناء زيارته لمدينة بورتسودان برفقة وفد عسكري وأمني أن الحادث نفذته طائرتين إسرائيليتين دخلتا المجال المدني للطيران السوداني مستخدمتان في ذلك التشويش الأمر الذي مثل عنصر للتخفي لأن المنطقة التي وقع فيها الحادث منطقة لا توجد بها أي توترات مشيراً إلى أن قصف الطائرتين للسيارة استغرق دقيقتين فقط بعدها انصرفتا وغادرتا المجال الجوي السوداني. وكان وزير الدفاع يرافقه وفد رفيع المستوى من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية المختلفة عقدوا اجتماع مطول مع قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية بقيادة الدفاع الجوي في بورتسودان وتفقدوا القاعدة العسكرية بمنطقة فلامنقو ووقف على الدفاعات الجوية.