تعاني المناطق التى تقع على الشريط النيلى بولاية نهر النيل، حزمة من المشكلات التنموية، حيث ابدى مواطنو منطقة المحمية الجابراب بالغ استيائهم من تدهور الخدمات الاساسية، على رأسها مشكلة مياه الشرب وتدهور الجانب الصحى الذى بات يهدد حياة الموطن الذي يتمثل فى عدم اهلية مستشفى الكتياب الذى تعتمد عليه جميع احياء وقرى منطقة المحمية شرقا وغربا، اضافة الى عدم تأهيل الطرق واسواق المنطقة التى تفتقر الى المقومات الاساسية، اضافة الى واقع بيئي ابرز سماته التدهور المريع. وخلال الايام الماضية وصل العاصمة نفر كريم من اعيان المنطقة الذين التقت بهم «الصحافة» بغية الوقوف على هموم المنطقة. وتحدث المواطن احمد مصطفى فقال: ان مواطن منطقة المحمية الجابراب بولاية نهر النيل يعانى من ضعف الخدمات الاساسية التى تعتبر اهم مقومات الحياة، ومن اهم المشكلات التى تعانى منها المنطقة مياه الشرب، وعلى الرغم من ان الماء نبض الحياة وذكرت فى القرآن «وجعلنا من الماء كل شيء حي»، إلا أنها باتت مشكلة تهدد مواطن تلك المنطقة. وابان احمد انهم قاموا بحفر اكثر من خمس آبار جوفية لتوفير مياه صالحة للشرب، لكن المؤسف أن الآبار باتت غير صالحة للشرب، مما ادى الى انتشار الامراض التي باتت يعانى منها اهالى المنطقة. وقال أحمد بصوت تغلب عليه نبرة الحسرة، ان المنطقة تبعد عن نهر النيل كيلومترا واحدا، مطالبا الجهات المختصة بأن تساعد اهالى المنطقة على مد الامداد المائي من النيل للقرى لضمان توفير مياه صالحة للشرب، مشيرا الى انهم سبق أن طرحوا اسباب المعاناة مع المسؤولين الذين باتوا يدركون عدم صلاحية مياه الآبار للشرب، غير أن تلك الجهات التي لم يسمها لم تعطِ الامر ادنى اعتبار، فيما قال المواطن محمد عبد الله عباس إن أغلبية المناطق بولاية نهر النيل تعاني من عدم توفر الخدمات الاساسية التى لا يمكن الاستغناء عنها مثل مياه الشرب الصالحة، اضافة الى معاناة المواطن في الحركة لعدم تأهيل الطريق الذى يربط كوبري المتمة بأم الطيور الذي توقف العمل فيه منذ فترة ليست بالقصيرة، لغياب الشركة التى تعاقدت مع حكومة الولاية. وأبان محمد أنهم يجهلون ما يجرى فى شأن الطريق، متمنياً قيام حكومة الولاية باصدار قرار فورى بتنفيذ الطريق، لأن اكتمال المشروع يساهم في تقليص المسافة التى يقطعها المواطن. وأضاف محمد قائلاً إن من المشكلات التى تؤرق اهالى المنطقة، مشكلة الكهرباء، فالمواطن لا يعلم حتى الآن قيمة عداد الكهرباء، ولم يستطع ان يصل الى معلومة لمعرفة ما عليه من قيمة توصيل الكهرباء، وبات يسدد فى الرسوم منذ توصيل الكهرباء. وطالب محمد الجهات المختصة بخفض او مجانية كهرباء المساجد، أسوة بما يحدث فى كافة ولايات السودان. المواطن بابكر نور الدائم، تحدث عن معاناة المواطنين فى الجانب الصحى، قائلاً إن منطقة الجابراب باتت مستنقعاً للبعوض، مما ادى الى انتشار الاوبئة، خاصة الملاريا التى باتت من الامراض العادية للمواطن. وأبان نور الدائم أن المستشفى الذى يقع فى منطقة الكتياب وتعتمد عليه جميع القرى فى العلاج، يفتقر الى المقومات الأساسية التى تمكنه من تقديم خدمات للمرضى، فالمستشفى يعاني من شح فى الكوادر الطبية والأجهزة والمعدات والادوية، ولا يوجد بالمستشفي إلا طبيب واحد فقط، مع العلم أن المستشفى هو الوحيد الذي يتجه اليه مواطنو القرى والمناطق التى تقع شرق وغرب النيل. واضاف نور الدائم: «في بعض الأحيان لا يجد المواطن طبيبا فى المستشفى مما يضطره للذهاب الى منزل الطبيب وقد لا يجده». وأبان نور الدائم أن تلك هى الصورة المأساوية التى يعاني منها مواطن قرية الجابراب وما جاورها من القرى. أما السوق فيفتقر إلى النظام والبيئة الصالحة، كما طالب أهالي المنطقة الجهات المختصة، بزيارة تلك المناطق للوقوف على القضايا والمشكلات التى تواجه المواطنين .