تتواصل مجهودات نادي القصة السوداني للتوثيق للحياة الثقافية في السودان خلال حلقاته المسماة بشاهد على العصر التي استضاف خلالها دكتور موسى الخليفة الفنان التشكيلي المعروف فهو من مواليد مدينة الكوة التي رفدت الساحة السودانية بالعديد من المبدعين والعلماء والسياسين وقد كانت له خلال هذه الجلسة آراء صريحة حول المدارس التشكيلية في السودان والجدير ذكره أن الأمسية أدار الحوار فيها الدكتور محمد مصطفى الأمين و شهدت الجلسة العديد من المداخلات والآراء التي أثرت الحوار ، وقد بدأ الدكتور حديثه قائلاً:- بعد ذلك نعود الى المؤسسات مؤسسة بخت الرضا كمؤسسة في رأي كانت ملمح لمعهد تربوي استطاع أن يوازن بين التربية والتعليم واستطاع ان يضع مناهج مبنية على فلسفة التعليم تؤهل الناس ليكونوا مواطنين ومهنين ، بمعنى آخر تم توازن بين ما نسميه بالتعليم والتربية أسس هذه المسألة وجعل المواد كلها تعتمد على المكان بمعنى تفصيل المسألة على البيئة المحلية حتى كتب المطالعة الأسماء التي وردت كنت أسماء تلاميذ من المدارس فطه القرشي تلميذ في المدرسة الأولية في بخت الرضا من مدينة القراصة ، كلية الفنون أيضاً بناءاً على التقسيم الاعدادي للخريجين أصبحت كلية الفنون منارة ثقافية الكل يعرف موسم المعرض السنوي لكلية الفنون والكل يعرف أن هناك مالا يقل عن اسبوعين من النشاط الثقافي ، في سنة من سنوات الكلية وكنت وقتها في السنة الثالثة في هذا المعرض احتوى على ندوة للتجاني الماحي عن الفنون والتفكير النفسي للانسان وأخرى في نفس المعرض لمحمد ابراهيم نقد عن السلوك الاشتراكي وأخرى لمحمود محمد طه الظنون والانسان رحم الله الشيخ ورحم الله البرامج التي أصبحت (شمار في مرقة) هذا مجرد مثال لأيام ومواسم كلية الفنون التي تنفتح فيها على الجمهور كيف تحولت كلية الفنون الى مدرسة لتعليم الفنون هذا سؤال يستحق الوقوف عنده هذا من ناحية عامة شهدت على مدى هذه السنين المسرح الجامعي وددت أن أقف عنده أيضاً وهذه مؤسسة ، لماذا قام المسرح الجامعي ؟ المسرح الجامعي كان يعرض مسرحيات على مستوى من الأداء وعلى مستوى من الاخراج المهني لماذا ؟ لأن شوقي عز الدين حينما جاء من المدرسة الثانوية كان ناضجاً وعلي عبد القيوم حينما جاء من الثانوي كان شاعراً ناضجاً وتيراب الشريف ومحمد عبد الحي الخ عندما دخلوا الجامعة كانوا شعراء ناضجين تماماً ونشروا شعرهم في الجرائد والمجلات كذلك احد هؤلاء مامون الباقر جاء ممثلاً ناضجاً حينما دخل اليسار ، هل نجد شاعرا ناضجاً في داخليّ الجامعة اليوم ليس عيباً فيهم ، في المدرسة الوسطى كانت الجمعية الأدبية العربية والانجليزية والمكتبة بل كنا نخادع المعلم اذا كان اليوم مذاكرة الجغرافية نضع كتاب الجغرافية وبداخله كتاب المكتبة وعندما يأتي المدرس ننزل كتاب المكتبة ونقرأ الجغرافية ليس عيبا في الداخلين للجامعة اليوم بل عيب في النظام الذي أدى الى اختيار الأجوبة الصحيحة الا بعض الأسئلة البسيطة تكلمت عن المسرح الجامعي لأنه كان حميمياً وكنا حريصين عليه أتت الندوة الأدبية وهذ المؤسسة استمرت لعشرات السنين كم عمر المؤسسات اليوم من عشرات السنين الكانت في ندوة عبد الله حامد الأمين برعاية جادة جداً عرفت فيمن عرفت حسن نجيلة الشيخ حسن نجيلة ليس هو مدرس في التعليم الأولي لكنه مؤسسة معرفية كاملة ، الشيخ حسن نجيلة دخل تجربة البادية وأصدر كتاب عن تجربته في البادية عاش في المجتمع وهو من الخريجين الأوائل وأخرج ملامح المجتمع السوداني وأصدر مجلة القلم واستمرت لمدة من الزمن ، عثمان علي نور مؤسسة كاملة للقصة القصيرة وأصدر مجلة للقصة القصيرة متخصصة وطبعها بنفسه دون معونة ، رابطة الجزيرة والآداب والفنون وهي على قدر قدرتها قامت باصدار اصدارات متعددة وصلتنا في الخرطوم ، رابطة الجزيرة نشرت أدباً ونحن شهوداً عليها ، شيخ هذه التكوينات وان كان عمره قصيراً تجمع الكتاب والفنانين التقدميين أبادماك ، هذا الشيخ جمع ما لم تجمعه كل المنظومات الأخرى كان يتكون من نوادي وحدة العملية الابداعية كانت هي الهدف يتكون من نوادي متعددة فيها كل أجناس الأدب وفيهامسرح وتشكيل وموسيقى الخ وجاء النادي برسالة ان المسرح ليس في الخرطوم فقط فشددنا الرحال الى بورتبيت وأقمنا مسرحاً وهي قرية في الجزيرة 1969 حتى لا يلتمس للناس ان هذا الشيخ وليد مايو كان الاجتماع الأول ، في الاجتماع الأول ظهرت اشارة مهمة جداً وقف محمد عبد الحي ومحمد المكي ابراهيم معلنين ان هذا الاتجاه يطغى عليه الأيدولوجي اما اننا أخذنا الحماس اما اننا لم ندرك ذلك في ذلك الوقت فسرحنا بغينا وفعلنا ما فعلنا صحيحا ام خطئاً جميلاً أم قبيحاً حتى جاءت الضربة القاضية قبل أقل من سنتين من عمر أبادماك بحله بعد 1971 للشهادة وللحقيقة الاتجاه العام لأبادماك كان اتجاهاً ديمقراطياً أكثر من انه يسارياً ويشهد على ذلك ان كان هناك بعض من طرف اليسار شيخنا عبد الله علي ابراهيم وبين اليسار المعقول الأستاذ عبد الله ابراهيم شابو وبينهما اللبراليين من أمثال عبد الحي ومحمد المكي ابراهيم .... وكان يتم شد وجذب كثير ما بين هذا الجسد لأنه كان واحد ، الاتحاد العام للفنانين التشكيليين السودانيين هذا الاتحاد ولد في الخمسينيات وكان اسمه اتحاد الفنون التشكيلية السودانية وسار في مساره بمعالم واضحة وكان يقيم معرض الشتاء وقيل عنه ما قيل أن معرض الشتاء يقام ليشتري منه الخواجات اللوحات ، و قيل انه سياحي لكن حافظ الاتحاد على عضوية مفتوحة لأي عضو راغب وحافظ على مستوى من العمل ومناسبات متعددة للعرض افتقر الى الحس مسائل أخرى موضوعية غير المسائل الفنية التشكيلية ولم يرتبط بقضايا اجتماعية وان كان أبادماك على قصر عمره ارتبط بالعديد من القضايا الاجتماعية وان كان لازمه بعض التطرف في بعض الأحيان في بعض الميل الشديد نحو اليسار هذه بعض المؤسسات دعوني أعود لبعض الأفراد والأشخاص وقيادات ، في الستينات جاءنا الصلحي، الصلحي رجل شديد الذكاء وماهر جداً في تجويد العمل جاء بمقولة أن ذهابه الى انجلترا كشف له عن أن هناك شيئاً غائباً فيما يفعل وهو رسام مجود غير عاجز عن العمل فخرج بي أن ما عندنا من زخرف من مخطوطات والخ يمكن أن يكون أو نجد أنفسنا فيه وبدأ بهذه المسألة ، من الطبيعي أن يكون هناك أناس يسيرون في نفس المسار لأننا كلنا مشينا المدرسةوتعلمنا في الفنون بالتحديد ما يسمى بي الرسم الحر أو التعبير الحر ويسمى بالأشغال الجميلة وغالباً ما تكون بالمواد المحلية أو بمواد أخرى لكن تأخذ نفس طابع الزخرف الموجود في العنقريب أو الموجود في البرش وغيره فذهب البعض في هذا المسار وجاء جيمس وليم وقال أن هناك مدرسة جديدة للفنون في الخرطوم وأسماها مدرسة الخرطوم وسار مع هذا الركب عدد من الناس وكنا وما زلنا نتتطرف قليلاً نحو اليسار ونقول ما هي الخرطوم؟ وقلت ذلك سنة 1974 في مجلة أمريكية ، ما هي الخرطوم ؟ القهر هو القهر ، الظلم هو الظلم اذا كان في الخرطوم أو غيره فيتنام تهم الأفريقي كما تهم الفيتنام وفي ذلك الوقت كانت هي القضية المتمثل فيها شكل الاستعمار وشكل القهر ومشينا ، الصلحي استطاع أن يتجاوز هذه المسألة هذا للعدل ، الصلحي رجل ماهر جداً وحقيقة مهتم بنوع العقل البشري زلكن ما يفعله الصلحي اليوم لا علاقة له بأي زخرف أو أي شيئ آخر ، رأيت له عدد من الوحات مستمدة من ما سماه شجر الحراز لأنه يفتكر أن شجرة الحراز صبورة مثل المواطن السوداني لكن هذه الأعمال فن صرف ليست فيه مدرسة خرطوم ، وسكت صلحي عن مدرسة الخرطوم وركب المركب من ركبها ، جاءت فترات لاحقة فخرج عليها محمد شداد بما أسماه مدرسة الكرستالية وتحدث حديثاً فلسفياً طويلاً وجميلاً وأنا أحب شداد لأنه جريئ جداً ولأنه يبدئ رأيه في الأشياء وقد أبدى رأيه في هذه المدرسة ثم خرج علينا المرحوم أحمد عبد العال بما أسماه مدرسة الواحد بمعنى أن الفن يتجه لواحدية الواحد الأحد السؤال الذي أطرحه وطرحته من قبل في ورقة قدمتها في قطر هو هل هناك شيئ يسمى مدرسة الخرطوم بمعنى آخر لماذا لا ننظر للعمل أو الأصل هو المنتوج ، الأصل هي القصيدة وهي التي تحدد جاذبيتها بمعنى أن مفردات العمل وبنية العمل وتكوينه هو الذي يعبر عن الفكرة ولا نلبس الفكرة للمسألة حينما ننظر للكرستالية لا نجد كرستالية في العمل بل في الفكرة عندما تنظر لمدرسة الخرطوم تجد حديث الأصالة والتأصيل لكن تكتشف أن شبرين يشتغل بطريقة و صلحي بطريقة أخرى أين مدرسة الخرطوم غير موجودة حينما تنظر لمدرسة الواحد تجد أن عتيبي وأحمد عبد العال ( رحمة الله عليه) وعربي وغيره كل واحد يعمل بطريقة مختلفة لا توجد مدرسة واحد في العمل توجد مدرسة واحد كاعلان ما بين الاعلان وهذه المسألة السؤال الذي يطرح نفسه هل يتجه النقد الى العمل أم يتجه الى الفكرة التي هي وراء العمل ؟ حسب ما أرى أن النقد والتحليل يتجه الى العمل نفسه ولو لم تتأهل مكر مفر مقبل مدبر معاً ككلمات وكبنية وكصوت كشعر جاهلي ان سميناها شعراً جاداً لا يعني شيئ هي شعر جاهلي لأنها تشتغل بالنسيب وووو الخ هذا ما يخص مدارس الفنون الملاحظة العامة التي أحب أن أبديها هي ما الذي حدث للمؤسسات الضخمة في زمن الفقر وكانت منتجة ما الذي حدث وجعلها غير منتجة الاجابة الحرية اذا لم نستطع أن نتحرر من الفقر لا نستطيع أن نبدع لو لم نتحرر من السلطة لما أستطعنا أن نفكر سؤالنا سؤال حرية حتى نطور العمل حتى نستطيع أن نعبر عن ما نريد أن نعبر عنه شعراً رواية الخ أشكال التعبير الشرط الأساسي هو الحرية ..