من ذات المدينة الساحرة التي انجبت الرائع الراحل محمد عثمان كجراي وأمير القوافي الانيقة اسحاق الحلنقي «كسلا» صدح صوته مغرداً شجياً وطرباً، ترف في فضاءاته اصداء انين السواقي، واصطفاق أمواج القاش العنيد، واسراب الفراشات الملونة، وخضرة المزارع، وهفيف النسمات الصيفية الرقيقة، وهي تبختر فى غلالة رقيقة من الروعة عند سفح جبال التاكا وتوتيل. وخلال وقت وجيز استطاع الفتى الكسلاوي الموهوب التاج مكى أن ينفذ الى وجدان المستمعين، ويحتل مكانه بين كبار المطربين، بألحانه العذبة واختياره الموفق للكلمات. وأجبرته الظروف على مفارقة ربوع الوطن وعيون أمدر قبل سنوات بعيدة، حيث اختار الاقامة في دولة الامارات العربية، وكانت هجرته خصماً على رصيد حضوره الفنى. ومن المؤسف أن الكثير من الأجيال الشابة لم تتح لها فرصة الاستماع له، بسبب قلة أعماله بالمكتبة الصوتية والمرئية، وعدم توفر ألبوماته الغنائية في السوق السوداني. ونتمني أن تعمل الأجهزة الاعلامية المختلفة على توثيق المزيد من ملامح تجربة هذا المبدع الجميل، وتسجيل أكبر قدر من الاعمال الغنائية التي انتجها في غربته. ونأمل أن يعود لمواصلة غنائه الرصين على مسارح الوطن فى حضرة معجبيه الذين ينتظرون عودته دائما عند مداخل الفرح الوسيم. فوتوغرافيا ملونة: صوت السواقي الحاني ذكرني ماضي بعيد وعلى رمال آثارك طرتني لليلة عيد جافيت حبيب ما خانك من نور بسيمتك عاش وأنا تاني ما بتلقاني يوم في طريقك ماشي [email protected]