كردفان ذات التاريخ الضارب فى عمق الجذور وارض البطولات التى حررت البلاد من المستعمر وانطلقت منها جحافل المجاهدين الذين حرروا ام درمان والسودان 00وكردفان ارض الخيرات الزراعية والحيوانية والبترول والذهب وغيرها من الثروات ظل تاريخها مهملاً ومنسياً ولم تستطع اى حكومة او جهة ان تكتب هذا التاريخ الملئ بالبطولات والرجال والتضحيات والشخصيات السياسية والرياضيه والثقافيه والعلمية وغيرها من نجوم المجتمع الذين حفروا اسماءهم بمداد من ذهب ونورفى ذاكرة السودان والبشريه00 وظل هذا التاريخ حبيس جوف وقلوب اناس منهم من مضى الى ربه راضيا مرضيا عنه ومنهم من ينتظر 00وكم كان عظيما تكليف مجلس حكماء شمال كردفان الذى عين مؤخرا من قبل والى الولايه زاكى الدين ان يهتم ضمن احدى تكاليفه الثلاثه بتدوين وكتابة تاريخ الولاية 0بجانب الاهتمام بخلاوى القرآن التى تتميزبها الولاية 00والاهتمام بالادارة الاهليه التى هى ايضا تشارك الخلاوى الكثرة والخبرة وتساهم بشكل فاعل فى الحفاظ على الامن ورتق النسيج الاجتماعى فى ولاية بحجم قاره تضم داخلها عشرات القبائل والاجناس والسحنات تختلف عاداتهم ولغاتهم 00ولكن يجمعهم حب كردفان والوفاء لها 00ولكى نلقى مزيدا من الضوء التقينا بقادة مجلس الحكماء حيث ابتدر لنا الامير / عبدالقادر منعم منصور رئيس مجلس حكماء ولاية شمال كردفان حديثه قائلا:ان امن الولاية خط احمر لاتهاون و ان النسيج الاجتماعى والتصاهر القبلى الفريد الذى تمتاز به ولايتنا ساهم فى استقرارها امنيا واجتماعيا وقال ان المجلس يعمل فى المصالحات القبلية ورتق النسيج الاجتماعى ومعالجة قضايا النزاعات بين المزارعين والرعاه وحل اشكال المسارات والمخارف 0 الامير/ الزين ميرغنى زاكى الدين الامين العام للمجلس اشار الى ان المجلس سيبدأ عمله بكتابة تاريخ كردفان الذى لم يدون من قبل حتى لايضيع ويندثر بوفاة الذين يعرفونه وكشف ان للمجلس ثلاث لجان هى لجنة الخلاوى والطرق الصوفية ويرأسها احمد الامين العالم وفتح الرحمن عباس رئيس لجنة التاريخ والتراث والاعراف 0بينما ترأس لجنة الادارة الاهليه الامير/احمد محمد تمساح واضاف الزين زاكى الدين ان شمال كردفان غنية بالموارد والثروات التى لم تكتشف بعد منوها ان المجلس يسعى لتقديم رؤى للحكومة لاستغلالها لكى تساهم فى استقرار مواطنى الولايه حتى لايفكروا فى الهجرة والنزوح خارجها 00 ولنكمل الصوره التقينا بالوالى /معتصم زاكى الدين الذى جاء لتشريف اولى جلسات المجلس حيث اوضح ان الاستقرار الامنى الذى تشهده الولايه بفضل حسن الادارة الاهليه والوعى والادراك الكبير الذى يتمتع به انسان الولاية الذى رفض كل محاولات جره الى التمرد والحروب رغم ماتعانيه الولايه منذ امد بعيد من بعض قضايا التنمية وكشف ان مجلس الحكماء عين لتوسيع دائرة النصح والمشورة وتقديم الرأى لحكومة الولايه وروعى فى اختياره تمثيل الادارة الاهليه والطرق الصوفيه التى تشتهر بها الولايه اضافة لكل انواع الطيف السياسى والاجتماعى واكد تفاؤله بنجاح المجلس ودعمه للحياة السياسية والاهليه والاجتماعية بالولايه ومضى بالقول ان الولايه موعوده بفتح كبير فى التنمية التى تقود للاستقرار 00 ويبقى الامل معقودا على المجلس لكتابة تاريخ ولايه هامة حتى لايندثر وتطويه ستائر النسيان لكى يعلم جيل اليوم وشباب الغد سيرة جدودهم وآبائهم الذين صنعوا هذا التاريخ عسى ان يتخذوه هاديا ومرشدا ودليلا للمستقبل القادم.