تحصلت «الصحافة» على نسخة من تقرير لجنة الشؤون الزراعية بالمجلس الوطني حول قضية تقاوي عباد الشمس الفاسدة بعد سحبه من جلسة البرلمان امس، بسبب تمسك النواب بعرض التقرير في حضور وزير الزراعة. وكشف التقرير عن تجاوزات مالية وفنية وقانونية في قضية التقاوي ووجود خلل في البذور التي ادت لفشل الموسم الزارعي 2008 2009 ،واكد انها مصابة بنوع من الفطريات يضعف الانتاجية ويتسبب في سرطان الكبد للانسان، وحملت المسؤولية للبنك الزراعي وادارة التقاوي والوقاية والحجر الزراعي في وزارة الزراعة، واوصت اللجنة وزارة العدل بتكوين لجان تحقيق ومحاسبة قانونية وادارية واخرى متخصصة تحت اشرافها المباشر للتحقيق مع كل من تسبب في احداث ثغرة قانونية او فنية او مالية بالعقودات، بجانب محاسبة كل من ادلى بمعلومات غير دقيقة. واعتبر التقرير «تدخلات من الاجهزة العليا بوزارة الزراعة» من اخطر الثغرات في القضية، مشيرا الى ان خطابات مدير ادارة الوقاية بالزراعة التي تفيد باستيراد التقاوي عبر شركة «هارفست» والتي اتضح فيما بعد للجنة انها لم يتم تسجيلها الا بعد عام من الصفقة. وطالب التقرير بمحاسبة المدير العام للبنك الزراعي بسبب عدم تنفيذ وتطبيق قرار وزارة المالية الخاص بدعم المزارعين في الموسم الفاشل بما يعادل 25% من قيمة التقاوي بمبلغ 5,500,000 جنيه لمزارعي سنار، بجانب الاخطاء الادارية والفنية والمالية والقانونية المباشرة بالعقد الموقع مع الجهات المستوردة للتقاوى، اضافة لموافقته على اقرارات المزارعين بتحمل مسؤولية زراعة التقاوى لموسم 2009 2010 رغم علمه بضعف انباتها بنسبة 44%. واوصى التقرير بتجميد البنك الزارعي فورا للبلاغات الخاصة بالديون الناجمة عن زراعة التقاوي للموسمين 2008 2009 و2009 2010 والاعفاء الكامل لديون المزارعين في الموسمين وتبرئة ذمة الذين كتبوا اقرارات بتحمل فشل التقاوي بناءً على طلب البنك، كما طالبت اللجنة في توصياتها بتعويض المزارعين. وكان البرلمان قد سحب من جلسته امس تقرير لجنة الشؤون الزراعية بشأن قضية التقاوى الفاسدة بعد هرج واحتجاجات حادة للنواب الذين هدد بعضهم بالانسحاب من الجلسة اذ عرض التقرير في غياب وزير الزراعة عبد الحليم المتعافي، لاسيما بعد تمسك رئيس الجلسة هجو قسم السيد بطرح التقرير امام النواب ورفضه تعطيل جلسات البرلمان بسبب تغيب وزارة الزراعة الا انه استجاب ووافق على عرض مقترح بإرجاء الجلسة لحين مثول المتعافي للتصويت، وتم التأييد بالاغلبية الساحقة. واكد هجو ان وزير الزراعة ووزير الدولة بالوزارة لم يقدما اعتذارا رسميا للبرلمان عن جلسة امس، واضح في رده على وزيرة الشؤون البرلمانية حليمة حسب الله التي حاولت الدفاع عن الوزير وقاطعها النواب عدة مرات باحتجاج شديد ان على الوزير ان يدفع بخطاب رسمي للبرلمان يورد فيه الاسباب التي قادت للتغيب، وزاد «حتى يقدر البرلمان ان كانت جولة جنوب كردفان الاهم» وشدد «لا نقبل اتصالات تلفونية» وذكر انه ابلغ الوزيرة حليمة بأن تخطر الوزير بأن يوفد وزير الدولة بدلا عنه. وتمسك النواب بحضور الوزير لمناقشة تقرير التقاوي الفاسدة باعتبار ان القضية اصبحت قضية رأي عام، كما ان هناك تراشقا تم بين البرلمان والوزير بشأن تلك القضية وصب عدد من النواب داخل الجلسة جام غضبهم على المتعافي واكدوا ان الرجل قد اهان البرلمان. تفاصيل اوفي بالداخل