أبلغ المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم رسمياً، المكتب القيادي للحزب بضرورة إطلاق سراح الترابي أو تقديمه لمحاكمة بدواعي عدم وجود مبرر لإستمرار الإعتقال، كما أعلنت قيادات انضمت للحزب الحاكم من المؤتمر الشعبي اخيرا عن تبنيها لمبادرة موسعة لرأب الصدع بين الرئيس عمر البشير وحسن الترابي، كخطوة أولى لجمع صف الحركة الإسلامية. بينما قرر تحالف قوى الاجماع الوطني، تسليم مذكرة للرئيس عمر البشير، عبر رؤساء الاحزاب خلال يومين تطالبه بالتدخل العاجل للافراج الفوري عن الامين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي. وكشف أمين الإتصال التنظيمي بالمؤتمر الوطني ولاية الخرطوم عبدالله شيخ إدريس عن دفعهم بطلب رسمي للمكتب القيادي أبلغهم فيه أن إعتقال الترابي لم يعد مبرراً بعد إنقضاء الفترة القانونية، مشيراً الى أنهم أبلغوا قيادة الحزب بضرورة إطلاق سراح الترابي أو تقديمه لمحاكمة. وأكد شيخ إدريس أن قيادات الحزبين ظلت في نقاش مستمر من أجل ما سماه توحيد الصف لمواجهة «جبهة ما بعد التاسع من يوليو». في سياق متصل، كشفت قيادات من مجموعة قيادات المؤتمر الشعبي التي إنضمت للمؤتمر الوطني، على رأسها محمد عبدالحليم، مضوي عوض السيد، عن ملامح المبادرة التي ترتكز على إجراء إتصالات مكثفة مع قيادات تحظى بقبول ورضا البشير والترابي من أجل رأب الصدع بين الرجلين. وقالت القيادات في تصريح صحفي عقب لقاء بالمؤتمر الوطني ولاية الخرطوم امس، إن المبادرة تعتبر بمثابة ضربة البداية لجمع الحركة الإسلامية، مشيرة إلى أن الهدف لا يقف عند جمع الحزبين فحسب، وقال قيادي في المجموعة إن المبادرة تعتبر فرصة «لإدراك الركعة الأخيرة». إلى ذلك اعتبر التحالف بقاء الرجل فى الحبس (غصة فى حلق المعارضة)، وقال ان الترابي يعانى اشد المعاناة من المرض وكبر السن، وشدد على ان بقاءه فى السجن يعد خطوة غير قانونية وغير دستورية، واعرب عن بالغ حزنه لاطالة امد اعتقاله الذي استمر اكثر من 90 يوما. وشن رئيس هيئة تحالف قوى المعارضة، فاروق ابوعيسى، في مؤتمر صحفي عقب اجتماع لرؤساء قوى المعارضة بدار حزب الامة امس، هجوماً عنيفاً على الحكومة والمؤتمر الوطني واتهمهما بالارتداد على الحريات عبر حملة اسماها ب»الهجمة الشرسة واللئيمة والشعواء على الحريات وحقوق الانسان» واتهم الحكومة بالرجوع الى مربع بيوت الاشباح بجانب التعامل القاسي واللئيم مع النساء والشباب بالحرمان من ممارسة الحقوق الدستورية. وقال ابوعيسى ان الاجتماع تعرض لقضية اختراق الامن القومي من قبل اسرائيل واعتدائها على شرق السودان، واعتبر سكوت الحكومة على ما يحدث امرا غير مقبول، وقال ان الحكومة التي لا توفر الامن لمواطنيها (فلتذهب الى مذبلة التاريخ)، واضاف ان 80% من اموال الشعب توجه الى الامن، ورأى ان الشعب فى واد والحكومة فى واد اخر، وامتدح دور الجيش السوداني وقال ان الجيش معروف بالشجاعة بيد ان الذين يديرون شؤونه اذلوا الشعب لكن ( الحساب يوم الحساب). وكشف عن شروع المعارضة فى تشكيل هيئة وطنية للدفاع عن الحريات تضم كافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وافاد بتكوين لجنة للتحضير لعقد اجتماع واسع لتولي عملية تشكيل الهيئة.ووصف تعامل الحكومة مع ازمة دارفور ب(التخبط) ورأى ان استراتيجية الحكومة لمعالجة القضية تمثل خطة عسكرية وامنية ستخلق مزيدا من الالام والاحزان لاهل الاقليم، واضاف ان المعارضة مع الحلول التى ارتضاها اهل الاقليم. واتهم ابوعيسى، رئيس لجنة حكماء افريقيا ثامبو امبيكي، بالوقوف الى جانب حكومة الانقاذ وحزب المؤتمر الوطني فى وساطته بشأن معالجة مشاكل السودان، وطالب الاتحاد الافريقي بإنهاء وساطته في البلاد. وحذر ابوعيسى من التصعيد والتراشق بين الشريكين في انتخابات جنوب كردفان، واضاف ان ذلك من شأنه ان يصل بالمنطقة الى مربع الحرب، وطالب الاطراف بضبط النفس وادان المواجهات التى حدثت فى الايام الماضية، مطالبا بإجراء انتخابات حرة ونزيهة ومراقبة دوليا. ودعا ابوعيسى، لاطلاق سراح المرشح لمنصب والي جنوب كردفان تلفون كوكو، وقال ان التحالف دفع بمذكرة قبل 5 اشهر لرئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت تطالب بالافراج الفوري عن المعتقل لكن لم يصلنا الرد حتى الان.