٭ كما توقعنا فقد كان المنتخب المصري الشقيق عند حسن الظن به، لم يخيب الآمال ونجح في ان يحقق انجازا عظيما وكبيرا وقياسيا وغير مسبوق ليؤكد فعلياً انه بطل افريقيا وزعيمها وسيدها.. وهو يستحق كل الالقاب وكافة الاشادات.. ٭ للمرة السابعة والثالثة على التوالي يتوج المنتخب المصري العملاق نفسه زعيما لأفريقيا.. فاز في المرة الاولى بالقاهرة وعزز جدارته في غانا وأكد على قوته وزعامته امس الاول في انجولا انها الجدارة والاستحقاق والتفوق الزائد والقوة العظمى. ٭ وقبل ان تبدأ مباريات البطولة وصفنا مصر في رأس قائمة المرشحين لسبب رئيسي وهو ان الفراعنة يلعبون بعقولهم فيما يعتمد نجوم المنتخبات الافريقية الاخرى على أجسامهم واقدامهم، رشحنا مصر لأن مدرب منتخبها معلم بدرجة خبير وهو كابتن (الكباتن) حسن شحاتة وتفوقت مصر لان اولادها يحبونها ويلعبون لها بطريقة الفدائيين حيث الروح القتالية العالية والمسؤولية والجدية ودرجة التركيز العالية وقوة العزيمة وصلابة الاصرار.. فازت مصر بالبطولة لان ابطالها يتعاملون باحساس نحن هنا والكل من تحتنا ولا مكان للدونية او الخوف او الانبهار بنجومية الافارقة من الذين يشاركون في الدوريات الاوروبية ونجحت مصر لان هذا هو الوضع الطبيعي فليست هي المرة الأولى او الثانية ولن تكون الاخيرة وتحيا مصر. ٭ يحسب للمنتخب المصري انه استطاع ان يثبت للعالم أجمع انه كان يستحق التأهل لنهائيات كأس العالم والدليل ان كابتن احمد حسن القائد المحنك واخوانه ومن ورائهم (سيد المعلمين) شحاتة نجحوا في ان يصرعوا اربعة من المنتخبات الافريقية التي ستشارك في نهائيات كأس العالم وهي نيجيريا، الكاميرون، الجزائر، وغانا وبالطبع فان الفوز على هذه المنتخبات هو في حد ذاته يعتبر انجازا تاريخيا وسيظل موجودا وثابتا ولا نعتقد ان منتخبا غير المصري الشقيق يمكنه ان يفوز على اربعة من افضل وأعتى المنتخبات الافريقية خلال اربعة عشر يوما فقط. ٭ تفوقت مصر لان اولادها يعشقونها ومستعدون للتضحية من اجلها وبذل الغالي والنفيس لها تفوقوا لأنهم يعرفون اصول اللعب وكيفية التعامل مع خصومهم بدرجة عالية من الذكاء والدقة فهم (كورنجية وحبرتجية بمعنى انهم مفتحين او تفتيحة). ٭ ان فوز مصر ببطولة افريقيا للمرة الثالثة على التوالي يعتبر حدثا عظيما وضخما وغير مسبوق وانجازا ليس لها فقط بل لكل عربي وكل من ينطق بلغة الضاد فهي دائما تحمي العرب وتدافع عنهم وترفع رؤوسهم في كرة القدم داخل القارة السمراء. ٭ فوز مصر بثلاث بطولات متتالية يؤكد الجدارة وينفي نسبة الحظوظ والصدف ويثبت على حقيقة واحدة وهي الاستحقاق الممزوج بالقوة.. فتتويج مصر المستمر والذي سيستمر لم يأتِ من فراغ بل تحقق بعرق وتخطيط وقوة رجال يؤمنون بوطنهم ويجتهدون من اجل رفع شأنه واثبات قوته لينالوا بذلك وسام الزعامة ويجلسوا على العرش بكل ثقة. ولماذا لايفوز المنتخب المصري ان كان من ورائه شعب يصل تعداده لتسعين مليون نسمة كلهم يهتفون لمصر فهم يجمعون على وطنهم ويجاهرون بعشقهم له وليس هنالك مجال للنقاش في مصر ام الدنيا وأبوها ومنبع حضارتها كما تقول الفنانة الخشاب، ويؤكد التاريخ. ٭ نحن سعداء للكابتن حسن شحاتة هذا الرجل الصبور المجتهد المثالي صاحب الاخلاق العالية والادب الجم والتواضع فقد اثبت انه عملاق فعلا ومدرب استثنائي بدرجة خبير فقد كافأه الله على صبره واجتهاده، يحسب للكابتن شحاتة انه حطم نظرية النجومية واكد على انه بالامكان صناعة البديل الناجح وفي وقت وجيز والدليل هو جدو، عبد الشافع، فتح الله، غالي والبرهان هو ان مصر فازت بالبطولة في غياب (ابو تريكة وعمرو زكي، ميدو، وبركات)، نجح شحاتة في ان يضع نموذجا ثالثا حيث مزج الخبرة بروح الشباب حينما اصر على اختيار (وائل جمعة، احمد حسن، متعب، الحضري، هاني سعيد ليشكلوا مع زيدان، جدو، فتح الله الحمدي)، مجموعة متجانسة، متفاهمة تحقق المطلوب وتنفذ الخطة وتصل للهدف، تعامل شحاتة مع كل مباراة اداها في البطولة بمنطق انها المباراة النهائية وتعامل مع كل المباريات بفهم عال وفكر عميق وطريقة مختلفة وعناصر متنوعة وكأنه يستعرض قوته ويعرض عمله في صناعة النجوم، انه مدرب كبير يستحق الاحترام. ٭ التهاني نبعثها للشعب المصري ولنا جميعا ولكل عربي بالانجاز التاريخي الذي حققه اولاد مصر، الفراعنة وهم يفرضون سيادتهم على القارة السمراء ويؤكدون انهم فعلا زعماء لها وان منتخبهم هو الافضل والاقوى والاحسن والاجود. في سطور: ٭ كابتن أحمد حسن رئيس لاعبين نموذجي ووفقه الله في ان يزين تاريخه بانجازات شخصية ودخل التاريخ من اوسع ابوابه. ٭ لا يهم ان نهائيات بطولة أمم افريقيا جاءت ضعيفة بل الاهم هو ان المنتخب المصري فاز بها. ٭ هل من الممكن ان يحقق منتخبنا الوطني يوما ما حققه المصري، نعم ممكن ولكن بعد ان (نلغي) المفاهيم الحالية ونأتي بأخرى اكثر حداثة يكون قوامها الحس الوطني وصلابة الانتماء بعد ان تزول الترسبات والخلافات ويتخلى البعض عن الحقد والكراهية ونترك التعصب الأعمى ونفهم أن الوطن فوق الجميع.